"الإنسانة الجميلة، الطبيبة الخدومة، بنت البلد اللي مش بتتخلى عن مرضاها، الدكتورة سلوى فرحات، في عز ما هي في المرض، وتعبانة لإصابتها بفيروس كورونا المستجد، بتكلمنا عن المرضى المعزولين في المستشفى، وأرسلت لنا بروتوكول العلاج للمرضى، حتى وهي مريضة منسيتش مرضاها"، بتلك الكلمات نعى الكثير من مُحبى الدكتورة سلوي فرحات استشاري الحميات ورئيس قسم العزل بالدقهليه، والتي توفت بعد إصابتها بڤيروس كوڤيد 19 . ونعت النقابة العامة للأطباء، الدكتورة سلوى، ووجهت خالص العزاء لأسرتها الكريمة، داعية االله أن يرحمها برحمته الواسعة وأن يُسكنها مع الأبرار والشهداء ، مشيرة إلى أنها الشهيدة رقم 108 من الأطباء إثر الإصابة بفيروس كورونا.
أدت رسالتها لآخر لحظة وهي بطلة في مستشفى المطرية إلي أن تم إصابتها بفيروس، وصفها محبيها، بالطبيبة الجدعة، والمجاهدة المخلصة، والمضحية بذاتها ، أكدوا أنها تصدت بفدائيه وبطوله لتداوي المرضي فوقعت هي صريعة بالمرض نفس، حتى استشهدت، أمس.
الدكتورة سلوى فرحات، استشارى حميات ورئيس قسم العزل فى مستشفى المطرية المركزى بالدقهلية، كانت المسئولة عن اكتشاف الحالات وتتبع الإصابات بفيروس كورونا المستجد، فى منطقة المطرية، وكانت من أول مكتشفين وجود إصابات بالفيروس فى المنطقة التابعة لها المستشفى، عملت لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع دون ملل، بل حبا فى تقديم الدعم ومساعدة الفرق الطبية، وتشخيص حالا الاشتباه من خلال عرض التحاليل عليها.
وامتلئت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، برسائل وأدعية من مرضاها وزملائها من الأطباء، الذين يكشفون الجانب الإنسانى من ملاك الرحمة، حسبما أطلقوا عليها، فقال أحدهم: جاهدت بعلمها الطبي حاولت انقاذ الارواح بعلاج المرضى، امرأة في نهاية عملها الوظيفي وافقت ان تكون في مواجهة الوباء رغم وجود 4 شهور فقط لبلوغ سن المعاش ولم ترفض العمل، بقي من الزمن مايقرب من الشهر وكانت تنتظر الاحتفال بعيد مولدها الستين ولكن ارادة الله سبقت، عذراً سيدتي لم نجهز للاحتفال بعيد ميلادك ولم نعطيكي قدرك.
وقال أخر،: رغم أنها لم تقابلنى أبدا، لأننى خارج مصر، إلا أنها كانت صديقة لى على الفيس بوك، تواصلت معها بعد شعورى بألم شديد، وتابعت حالتى باهتمام بالغ وكأننى ابنها، وطالبتنى بإجراء تحاليل وأشعة، ووصفت لى أدوية، وبعد اكتشافها إصابتى بحصوات بالمرارة، أكدت ضرورة إجراء جراحة لاستئصالها، وتابعت معى كل خطواتى حتى الإنتهاء من الجراحة.
وأضاف: كانت تتصل بى بشكل مستمر، وتقول لى يا إبنى سعادتى فى أن يجعلنى الله سبب لشفاء إنسان، فكم استشارة وكم استفسار حصلت على إجابات منها عليهم، لم تتأخر، وتقولى لي دائما لا تشكرنى على واجب، فهى إنسانة بمعنى الكلمة، ذات معدن أصيل، تشعر أنها أمك، مهما كتبت عن أخلاقها وعطائها، وحبها لأهل بلدها لن أعطيها حقها.
وقال أخر، من العراق: طبيبة مصرية راقية، أفتخر كونها عربية، لا يشبهها أحد، ساعدتنى كثير بكل استشارة كنت أريدها منها بدون ملل، وكان تردد كلمة ابنى تأمرنى، وفور علمى بإصابتها بفيروس كورونا اللعين راسلتها وهى مريضة، وردت علي بكلام جميل كعادتها، وظلت تشكرنى لاهتمامى والسؤال.