البدرى فرغلى هل ستحظى مصر حقاً بمشروعها النووى السلمى أم أن مستثمرى العقارات سيجهضون هذا الحلم، سؤال على قدر خطورته ما زال يبحث عن إجابة. فمنذ أن أعلن الرئيس مبارك فى أكتوبر 2007 عن بدء إجراءات تنفيذ المحطة النووية الأولى بمصر معتبراً أن «الطاقة النووية خيار استراتيجى فى منظومة الطاقة»، تلى ذلك إنشاء هيئة مستقلة باسم «هيئة الرقابة والأمان النووى»، هدفها الأساسى الإسهام العلمى والفنى فى إنشاء المحطة، بينما على أرض الواقع لم يخط البرنامج النووى خطوة واحدة إلى الأمام حتى الآن، ملقياً المزيد من الغموض على مدى جدية الدولة فى تنفيذه، ومثيراً تساؤلات حول مدى صحة ما يتردد من أن هناك أيدى خفية من مصلحتها عرقلة التنفيذ لمصلحتها الخاصة. الدكتور أحمد حشاد خبير المواد النووية ورئيس هيئة المواد النووية السابق يعترف بأن الدولة حتى الآن لا تعرف أين ستنفذ المشروع «كل الدراسات تؤكد أن منطقة الضبعة هى الخيار الأمثل والوحيد، خصوصاً بعد أن تحولت كل أراضى الساحل الشمالى إلى شاليهات» لكنه فجر مفاجأة بقوله إن الجدل حول موقع المشروع يقف وراءه شخصيات من الوزن الثقيل «إبراهيم كامل ومحمود الجمال وزهير جرانة وزير السياحة يعرضون على الحكومة مشروعاً لشراء أرض الضبعة وتحويلها إلى استثمارات سياحية، ومن أرباح هذه الاستثمارات تتخير الدولة موقعاً آخر لبناء المفاعل» وذلك على الرغم من أنه -والكلام لحشاد لا يوجد بديل آخر عن أرض الضبعة- أرض الدلتا رخوة ولا تصلح، والشريط المطل على البحر المتوسط ناحية بورسعيد يحازى إسرائيل وهو موقع خطير استراتيجياً، أما المنطقة من السويس وحتى حلايب فمباعة ببلاش لمستثمرين. وهو ما يعنى أن التفريط فى أرض الضبعة سينتج عنه التفريط فى المشروع النووى المصرى. وهو ما رفض الدكتور منير مجاهد، المقيم فى موقع الضبعة التعليق عليه قائلاً: «لدينا تعليمات من الوزير بعدم الإدلاء بأى تصريحات للصحافة بشأن البرنامج النووى المصرى» وأضاف أن الوزارة تعاقدت مع استشارى أجنبى سيكون مسئولاً عن تحديد كل النقاط المختلف عليها فى البرنامج. لكن متى سيفرج الخبير الأجنبى عن أى معلومات بشأن الموقع المختار، الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء الأسبق ورئيس لجنة الطاقة بالحزب الوطنى أكد أن قرار الاستشارى الأجنبى لن يستغرق أقل من سنتين. لكن ما الجديد الذى سيقدمه الخبير الأجنبى، خصوصاً أن منطقة الضبعة هى آخر ما تبقى من خيارات لتنفيذ المشروع النووى. لمعلوماتك.. ◄ 90 ألف متر حصل عليها الخرافى لمصنع ملح الفيوم موضوعات متعلقة.. ◄ هدايا وعطايا الوزراء من الأراضى للأصدقاء ◄ بالأسماء 30 إمبراطورا يسيطرون على أراضى طريق الإسكندرية الصحراوى ◄ .. وجزر النيل تحت نيران الأطماع ◄ أكبر عشرة ملاك للأراضى فى مصر