يعكف المفكر الدكتور محمد حافظ دياب حاليا، على وضع اللمسات الأخيرة فى كتابه "نقد الخطاب السلفى"، والذى من المفترض أن يصدر قريبا عن مركز الترجمة بالأهرام. الكتاب الذى يقع فى 500 صفحة يهديه دياب للمفكر الراحل نصر حامد أبو زيد، وهو بمثابة محاولة لقراءة الخطاب السلفى منذ بدايته وحتى وقتنا هذا، معتمدا على رصد الحالة السلفية عبر ثلاثة أقطار عربية، هى السعودية على اعتبار أنها مركز الحركة الوهابية، المغرب والتى قدمت نمطا وطنيا من السلفية ساعدها فى محاربة الاحتلال الفرنسى، وأخيرا مصر التى اكتشف الباحث أن خطاب السلفية المعاصرة فيه "مصنوع" لا صلة له بالسلفية الصحيحة، ولكنه مجرد محاولة لتقديم صورة فكرية وهابية تخدم مصالح وقضايا سياسية واجتماعية محددة. وقال دياب، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إنه يسعى من خلال عمله لإيضاح أوجه التباين بين الفرق السلفية سواء سلفية الألبانى، سليمان العوبة، وغيرهم. وأضاف دياب أن القضية الرئيسية التى كانت تشغل أحمد بن حنبل هى إيجاد علاقة بين السلطة الدينية والسياسية، ويوضح دياب أن محب الدين الخطيب ورشيد رضا هما آباء السلفية المصرية بمعنى أنه بعد سقوط الخلافة العثمانية بعام حاول رشيد رضا أن يكرس مسألة الخلافة وهو ما جعله يتهم الشيخ على عبد الرازق عندما أصدر كتابه الإسلام وأصول الحكم فى السنة التالية بالخروج عن الإسلام.