تناول الزعيم الليبى معمر القذافى خلال محادثات مع الرئيس الأوكرانى فيكتور يوتشينكو موضوعات النفط والقمح والأسلحة الأوكرانية، خلال أول زيارة يقوم بها رئيس دولة ليبى إلى هذه الجمهورية السوفيتية سابقا. وأعلن يوتشينكو فى مؤتمر صحفى مشترك مع ضيفه اليوم، الثلاثاء، "بحثنا مع صديقى" فى التعاون الثنائى فى "المجال النفطى والعسكرى التقنى والمشاريع الزراعية". وأشاد الرئيس "بإمكانيات كييف العملاقة" فى مجال التقنية العسكرية، علما بأن بلاده مصنفة بين أكبر الدول العشرة المصدرة للأسلحة فى العالم. وأوضح "نحن مهتمون بإنشاء شركة مختلطة لإصلاح المروحيات" تقدم خدماتها فى ليبيا ودول أفريقية أخرى. ورفض القذافى التعليق على هذا الموضوع. وقال مسئول فى الرئاسة الأوكرانية أن طرابلس أبدت أيضا اهتماما بشراء آليات مدرعة أوكرانية وأنظمة دفاع مضادة للطيران. وفى مجال الطاقة اقترح يوتشنكو مشروع "بناء ليبيا مصفاة عند حدود أوكرانيا الغربية"، يمكن بيع إنتاجها إلى محطات وقود فى هذا البلد وأوروبا أيضا. كذلك تطرق إلى مسألة استغلال الحقول النفطية الليبية التى منح حق استغلالها أربعة منها إلى الأوكرانيين عام 2003، لكنهم فقدوه بعد ذلك، وقال إن "أوكرانيا مستعدة لتجديد الحوار". وتحاول أوكرانيا التى تعتمد على روسيا لإمداداتها من الطاقة رغم العلاقات المعقدة بين البلدين، تنويع مصادرها من الطاقة وتأمل فى استخراج النفط من ليبيا التى تملك احتياطيا كبيرا. من جهة أخرى ذكر يوتشنكو بمشروع طرابلس الاستثمار فى إنتاج القمح فى أوكرانيا فى مساحة قدرها مائة ألف هكتار. وبلغت المبادلات التجارية بين البلدين 180 مليون دولار تتمثل بالخصوص فى صادرات أوكرانية (منتوجات صناعة الحديد والحبوب) حسب كييف. واكتفى الزعيم الليبى من جهته بشكر "صديقه" يوتشنكو لأنه وفر له فرصة زيارة أوكرانيا، وقال "أقمنا أسسا متينة لتعاوننا وعلاقات صداقة". ولم يتجاهل الزعيمان الملفات السياسية خلال محادثاتهما وأعلن الرئيس يوشنكو الذى زار ليبيا فى أبريل "شرحت لصديقى لماذا من المهم جدا بالنسبة لنا الانضمام" إلى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى. وقلد الرئيس الموالى للغرب حينها معمر القذافى وساما رغم أن ليبيا لم تتخلص من عزلتها حتى 2003 عندما تخلت عن أسلحة الدمار الشامل، وقبلت بالاعتراف بمسئوليتها عن اعتداء لوكربى (اسكتلندا) الذى خلف 270 قتيلا. ووصل القذافى إلى أوكرانيا فى إطار جولة فى دول الاتحاد السوفيتى السابق قادته إلى روسيا وبيلاروسيا التى لا تقيم علاقات جيدة مع الغرب. وفى مينسك أبدى الزعيم الليبى تضامنه مع الرئيس الكسندر لوكاشينكو فى وجه هيمنة الولاياتالمتحدة وفى موسكو بحث فى استعادة "التوازن الجيوسياسي" ووقع حسب طرابلس اتفاق تعاون فى المجال النووى المدنى. وفى كييف أقام القذافى الذى كان محاطا بحرسه النسوى فى خيمته داخل مقر إقامته الرسمية بوسط المدينة.