ماذا حصدت الثورة بعد ما يقرب من خمسة أشهر؟ سؤال أصبح على كل لسان، والكل يشعر أن الثورة اختزلت فى تنحية مبارك، وانتهاء فكرة التوريث وتقديم بعض رموز النظام السابق للمحاكمة. لماذا بدأت تتآكل شعبية المجلس العسكرى بشكل جزئى؟ هل عجز المجلس أن يلبى طموحات الثورة والثوار؟؟ لماذا المجلس العسكرى دائما يأتى متأخرا بخطوات ولماذا هذا البطء الشديد فى تلبية مطالب الثورة؟؟؟ لمصلحة من تم الاعتداء على الثوار بهذه الوحشية بالعباسية، فيما عرف بموقعة الجمل الثانية، تحت سمع وبصر الشرطة العسكرية دون أن تحرك ساكناً؟ لعل أحد هذه الأسباب هو مشهد أحد أعضاء المجلس وهو يرفع أصبعه فى بيان للمجلس، مما أفقد الرجل شعبية جارفة كان قد اكتسبها بعد التحية الشهيرة للشهداء ومن ثم تأثرت شعبية المجلس بالسلب للأسف، ثم وبكل أسف يخرج علينا البيان الذى يتم فيه تخوين بعض القوى السياسية مؤخرا ليذكرنا بما كان يفعل النظام البائد. السبب الأخر فى اعتقادى ما يتردد عن تعرض المجلس العسكرى لهذا الكم الهائل من الضغوط الأمريكية والسعودية والإماراتية للانحراف بالثورة بعيدا عن أهدافها، تارة بتخفيض حجم المعونة الأمريكية المقدمة لمصر وتارة أخرى بالموافقة على صفقة الدبابات أبرامز إم وان إيه وان، بينما تحاول دول الخليج باللعب على وتر العمالة المصرية للضغط على المجلس، أمريكا والغرب لم تكن لتفرط بسهولة فى الكنز الاستراتيجى والخادم المطيع "المخلوع"، بينما السعودية تخشى من انتقال عدو الثورة إليها، لذا يمولان الثورة المضادة. هناك تساؤلات عديدة، لماذا لا يتم حل المحليات بعد صدور حكم المحكمة؟ لماذا لا يقدم قانون السلطة القضائية بقانون بمرسوم يوقع عليه المجلس العسكرى، خصوصا أن القانون جاهز وعليه إجماع من القضاة ليحقق استقلال السلطة القضائية فى مصر؟؟ لماذا لا يتم نقل التفتيش القضائى إلى مجلس القضاء الأعلى والذى طالما سعى القضاة إلى تحقيقه؟؟ لماذا لا يتم إلقاء القبض على البلطجية؟؟ لماذا لا يتم تطهير الجهاز الإدارى للدولة ؟؟ لماذا لا يتم اختيار المحافظين بالانتخاب وليس بالتعيين؟؟ لماذا يخرج قانون مجلس الشعب والشورى بهذه الصورة المشوهة، والتى تسمح بعودة ظهور المال السياسى والعصبيات والبلطجة فى الانتخابات من خلال نسبة 50% مستقلين؟؟ لماذا بدأ الناس يكفرون بالثورة، وهل هذا مقصود حتى يترحم الناس على العصر البائد ورجاله!! أضف إلى ذلك ما جرى أثناء محاكمة الطاغية وأبنائه القتلة، بداية من دخول المخلوع على سرير فهذه خيانة عظمى للثورة، لأنه قادر على الحركة مرورا بمشهد أداء التحية لجمال والعادلى من كل الضباط الموجودين "بدلا من وضع القيود فى أيديهم وأرجلهم "الكلبشات"، "فتلك استهانة بدماء الشهداء وأمهاتهم ويجب فصل هؤلاء الضباط من الخدمة، مهما كانت رتبهم العسكرية، بل وتقديمهم للمحاكمة العسكرية بتهمة الخيانة. تلك الأسباب بكل أسف أثرت بالسلب على شعبية المجلس، والسؤال هل لدى المجلس العسكرى رؤية سياسية أو إرادة حقيقية للتغيير؟؟ وإلى متى يستمر هذا النزيف بالنقاط فى شعبية المجلس؟؟ أخيرا أقول وحتى لا تتسع الفجوة بين المجلس والشباب، يجب تبنى وجهة نظر الثوار، الناس نفسها تشوف حاجة تبل ريقها والأرزاق على الله.