المحاكمات العسكرية وتأجيل محاكمة رموز النظام السابق كانت أبرز الأسباب التى دفعت عددا من مثقفى مصر إلى نزول الميدان، استطلعت «الشروق» آراءهم فى جمعة استمرار الثورة التى دعا لها عدد من القوى السياسية، فحذروا من أن قوى الفساد وفلول النظام بدأت تعيد بناء قواها ونظمت صفوفها فى مواجهة الثوار. عبدالرحمن الأبنودى أرى أن (فشكلة) الثورة سبب للنزول، فكل القوى التى تمثل الخلافات الفكرية استقلت بآرائها وسلوكياتها، بينما يرى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة نفسه الحكومة الفوقية التى تأمر فتطاع، هذا لم يكن هدف الثورة. وغض البصر من وزارة الداخلية عن جرائم البلطجية وفلول النظام السابق والتى أراها ليست فلولا وإنما قوى فى طريقها للانتظام والتوحد. إلى جانب كل نتائج المحاكمات والبطء القضائى والرحمة الزائدة على الحاجة والمبالغ فيها والمعاملة الخاصة التى لم نرها فى تاريخ المجرمين والمذنبين والمسجونين فى محاكمة مسئولى النظام السابق والرئيس، يجعلنى أقول كل ما أرجوه أنه إذا لم يعجب كلامى أولى الأمر وأرادوا أن يعاقبونى فليتركونى فى مكانى هنا لأننى مريض أيضا. هذه الطراوة والرخاوة فى المسلك «الشرفى» نسبة إلى حكومة شرف التى تدير الأمر لحساب النظام السابق، إلى جانب ذلك المسلك مع أهالى الشهداء «محاولة شراء دم أبنائهم». كلها أسباب تحتم على الجميع أن ينزلوا إلى الميدان وأن يستردوا ثورتهم، فالثورة كانت وستكون وهذا هو أملنا فى جموع الشعب وقياداته. علاء الديب لابد أن ينزل الناس لحماية الثورة من الضياع والتحول لعملية إصلاحية لم تكن هى هدف من خرجوا وماتوا من أجل مصر، ما حدث حتى الآن هو نصف ثورة، وهذا خطير جدا على البلد، لأنه سوف يعيدنا أسوأ مما كنا، فمن الممكن أن تتحالف قوى الفساد مجددا، لكنها ستكون أكثر حذرا هذه المرة. لابد أن يضع الشباب نصب أعينهم هذه المرة أن تكون آلية مستمرة للضغط لتحقيق المطالب، وأن تتطور الحركة الوطنية لتكوين جسم يتابع تنفيذ مطالب الثورة. وذلك لإنهاء الفوضى البشعة لما يسمى الائتلافات والتى أصبحت أخطر من الفلول. ومن يرد أن يحقق حالة الاستقرار لمصر فلابد أن ينزل إلى الميدان فالأمان لن يتحقق دون التخلص من الفوضى والتى سببها بقايا النظام القديم لا شباب الثورة، كما يدّعى البعض. عبدالمنعم رمضان مازال مبارك يحكم عن طريق أعوانه وعلى رأسهم «المجلس البلدى»، فما حدث منذ 25 يناير وحتى تنحى مبارك علينا أن نفترض أنه تمهيد للثورة التى يجب أن تستمر حتى تحقق مطالبها. الجمعة القادمة أجمل ما فيها أن الفتنة التى زرعها الحكام الجدد للتفريق بين الاسلاميين والعلمانيين ولعبة الدستور أولا أم الانتخابات؟ سيتجاوزها الشعب كله، يجب ألا يترك الثوار الميدان وينصرفوا إلى السياسة قبل إتمام المهام الأساسية وهى هدم أركان النظام القديم من قضاء وإعلام وثقافة وشرطة. الجمعة القادمة يجب إلا أن تكون مثل يناير وفبراير يجب أن تكون بداية للنزول كل جمعة حتى هدم النظام القديم ولا يقول لنا أحد إلى متى فسوريا واليمن مازالتا منذ أربعة أشهر فى الشارع ونحن المثال ويجب ألا نكون أقل. أتموا ثورتكم ثم عودوا للاستقرار. ابراهيم عبدالمجيد خمسة أشهر مضت ولا شىء تحقق فكل رموز النظام يأخذون البراءة، ويخرجون بكفالة، ولم يتم الحكم على أى قاتل كأنها لم تكن ثورة، أشعر أن (دم الشهداء راح هدر). دخلنا فى قضايا فرعية ومتاهات الدستور أولا أم الانتخابات، كل ذلك قبل تجريف الأرض التى عاث فيها الفساد لثلاثين عاما وربما أكثر. أدعو الناس لعدم الاكتراث للانتهازيين، فهم اعتادوا الخيانة، خانوا كل الثورات من أول 1919حتى يناير ونحن لا نجنى من ورائهم سوى أنهم يعيدوننا إلى الوراء فهم ليسو أصحاب دين أو دنيا. لا أدرى لماذا يصر المجلس العسكرى على محاكمة شباب الثورة عسكريا بينما يحرص على التباطؤ فى محاكمة من خربوا البلد لثلاثين عاما، أم أن المحاكمات العسكرية لشباب الثورة فقط؟. كل ما يحدث يدفع لثورة أخرى ربما تكون باهظة الثمن، فما معنى أن يطلق سراح من شاهدهم الناس يقتلون الشباب رأى العين، كيف يستقبل أهالى هؤلاء الشهداء مثل ذلك الخبر؟، كيف يطلب منا المجلس العسكرى أن ننتخب ونفكر فى الدستور أولا أم غيره، ودم الشهداء لم يقتص له والفاسدون فى أماكنهم؟. سيد حجاب أنا مع النزول وأى مصرى وطنى حر لابد أن ينزل لإنقاذ الثورة التى يحاول البعض سرقتها، فالضمانة الوحيدة لأن تسير هذه الثورة فى طريقها الصحيح أن يظل الناس فى الميدان. لابد أن نرفع كلنا مطلب سرعة إجراءات التطهير ومحاكمة قتلة الشهداء، وإنهاء وجود فكر وأشخاص النظام القديم فى الدولة، التحرك فى اتجاه تحديد سقف أعلى للأجور وسقف أدنى. محمود وردانى لأول مرة أشعر بأن الأخطار تحيط بالثورة، فتطهير الداخلية مطلب لا يمكن الاستغناء عنه. الداخلية عادت كما كانت قبل 25 يناير، والحكومة وكل الجهات الرسمية تتعامل مع أهالى الشهداء وضحايا الثورة بشكل مخزٍ وهذا لا نرضاه أبدا. لابد أن ننزل الميدان هذه المرة بخارطة طريق توافقية جديدة للقادم، والذى أصبح غامضا فلا معنى لانتخابات فى سبتمبر ونحن فى هذه الحالة، وإن اختارت بعض القوى الغياب عن نداء الوطن، ورفضت النزول تضع اسمها فى خانة الخزى فى التاريخ وهذا موقف مؤسف ويرمى لحسابات أخرى غير حسابات الثورة، هذه رسالة منهم للمجلس العسكرى لا شأن لنا بها. أما دعاة الاستقرار فعليهم أن يعلموا أنه لن يتحقق دون نزول الناس التحرير، فهذه الحكومة جاءت لقطع الطريق على الثورة لا تحقيق مطالبها كما كنا نظن، وما لم ينزل الناس للتحرير لن يتحقق شىء، حكومة بها 19 وزيرا من النظام السابق كيف يمكن أن تدير بلدا فى حالة ثورة! ما حدث الثلاثاء الماضى فى الميدان هو الدليل الأكبر على أننا عدنا إلى حيث كنا وربما أسوأ، فما معنى أن نُضرب بعنف والرصاص المطاطى والغازات المسيلة، وزادت عليها المحاكمات العسكرية التى تنتظر من يقع من شباب الثورة فى أيديهم،على الرغم من تأجيل المحاكمات لحيتان النظام، هذه مسخرة كبرى ينبغى الوقوف أمامها وأظن الثوار قادرون على حماية الميدان وحماية ثورتهم دون الحاجة للجيش أو الداخلية.