فتحت بورصة نيويورك على ارتفاع اليوم، الخميس، فى حين تشهد الأسواق الأوروبية تحسناً حذراً مدعومة بمؤشرات اقتصادية أقل سوءاً مما كان متوقعا. وتحسن مؤشر داو جونز 2.24 % ومؤشر ناسداك 2.24 %، فى حين تشهد بورصتا باريس ولندن ارتفاعا بحوالى 2%، وتتحسن بورصة فرانكفورت بشكل ملحوظ مع ارتفاع بأكثر من 4%. وفتحت بورصة ساو باولو فى البرازيل على ارتفاع كذلك نسبته 2.64 %، فى حين شهدت البورصات الأسيوية فى وقت سابق من اليوم، الخميس، تحسنا أيضا. وتلقى المؤشرات الأميركية دعما من التحركات الجديدة للمصارف المركزية فضلا عن أرقام النمو فى الربع الثالث التى بدت أقل سوء مما كان متوقعا. وقد تراجع إجمالى الناتج المحلى الأميركى 0.3%، فى حين كان الخبراء يتوقعون تراجعا بنسبة 0.5%. وأشارت الأرقام الأميركية إلى المشاكل التى يواجهها أكبر اقتصاد عالمى الذى سجل تحسنا بنسبة 2.8% فى الربع الثانى. وتراجع استهلاك الاسر بنسبة 3.1 % على وتيرة سنوية بين يوليو وسبتمبر وهو أكبر تراجع منذ 1980. وفى أوروبا تحسنت الأسواق بعد أنباء سارة من ألمانيا حيث نزلت البطالة تحت مستوى ثلاثة ملايين شخص فى أكتوبر الجارى للمرة الأولى منذ 16 عاما. وقالت الوكالة الاتحادية للعمل "إن التباطؤ والأزمة المالية لم تؤد بعد فى أكتوبر الجارى، إلى انعكاسات خطرة على سوق العمل". لكن وزير العمل الألمانى اولاف شولتز، شدد على أنه "يجب ألا ننبهر" بهذه الأرقام وأن الوضع الاقتصادى "خطير". وفى فرنسا حيث يفترض أن يكشف عن ارتفاع فى البطالة مساء اليوم، الخميس، تحدث وزير الميزانية اريك ورت، عن "تباطؤ كبير جدا فى الاقتصاد". وتراجعت ثقة قادة الشركات والمستهلكين فى منطقة اليورو فى أكتوبر الجارى إلى أدنى مستوى لها منذ 1993، مسجلة أكبر تراجع لها منذ إنشاء هذا المؤشر فى العام 1985. واستمرت الحكومات فى الكشف عن إجراءات لمواجهة الأزمة. ففى اليابان كشف رئيس الوزراء اليابانى تارو آسو، اليوم، الخميس، عن خطة لإنعاش الاقتصاد بقيمة 207 مليارات يورو بينها 38 مليارا للنفقات العامة. وقبل هذا الإعلان أقفلت بورصة طوكيو على ارتفاع 9.96%، وهونغ كونغ 12.82 %، وسيول 11.95%. وحذر موتوكى ايشيكاوا، المحلل لدى "اس ام بى سى فريندز سكيورتي" فى طوكيو، "لا يمكننا الحديث بعد عن تحول". وأضاف "شهدنا عمليات شراء بعد عمليات بيع كثيفة. وبما أن أسعار الأسهم تحسنت فى الأيام الثلاثة الأخيرة، فإن البيع قد يستأنف فى أى لحظة". ولوحظ الانفراج كذلك فى سوق الصرف، حيث تجاوز اليورو مجددا عتبة 1.30، فى مقابل الدولار للمرة الأولى منذ 22 أكتوبر الجارى. وواصل الين تراجعه فى مقابل الدولار واليورو. وتحسن سعر النفط كذلك مع 66.10 دولار للبرميل فى لندن، و68.45 دولار فى نيويورك. وفى كل أرجاء العالم تزداد الصعوبات بالنسبة للشركات. فقد أعلنت شركة "باسف" الكيميائية وهى الأكبر فى العالم، عن تراجع أرباحها فى الفصل الثالث، وعن إلغاء ألف وظيفة فى العالم بحلول العام 2012، مؤكدة أن "انعكاسات الأزمة المالية العالمية تفاقمت بشكل واضح حوالى نهاية الفصل الثالث". وخفضت عدة مجموعات ألمانية توقعاتها لنتائجها السنوية، وبينها شركة صناعة الشاحنات "مان" وشركة التجهيزات "كونتيننتال". وأعلن أكبر مصرف ألمانى "دويتشى بنك"، تراجعا نسبته 75% فى أرباحه فى الفصل الثالث بسبب تراجع أسعار الأسهم. ولحق أول تشقق بالنظام المصرفى الصينى مع إعلان "بنك اوف تشاينا" أحد أكبر أربعة مصارف صينية، خسارة صافية قدرها مليارى دولار بسبب أصول مرتبطة بأزمة الرهن العقارى الأميركى (سابرايم). وسجلت شركة صناعة الهواتف "موتورولا" خسائر صافية فى الفصل الثالث قدرها 397 مليون دولار فى مقابل أرباح قدرها 60 مليون دولار فى الفصل الثالث من العام 2007. وفى اليابان أعلنت شركتا نيسان وتويوتا للسيارات، اليوم، الخميس، أنهما ستخفضان عدد العاملين فيهما تكيفا مع تراجع الطلب الأميركى. وتبدى مجموعات أخرى مقاومة أفضل. فقد أكدت شركتا فولكس فاغن للسيارات و"فرانس تيليكوم" للاتصالات، أهدافهما للعام 2008، فى حين أقدمت "جابان توباكو" على رفع توقعاتها للفترة 2008-2009، اليوم، الخميس، بفضل مبيعات تبغ قوية للدول الناشئة. وبموازاة ذلك تواصل السلطات السياسية، التحضير لقمة مجموعة العشرين فى واشنطن فى 15نوفمبر المقبل، بهدف إصلاح النظام المالى العالمى. وأعلن المدير العام لصندوق النقد الدولى دومينيك ستروسكان، اليوم، الخميس، أنه سيقترح على مجموعة العشرين "خطة إدارة عالمية" تستند على خمسة محاور تعزز دور الصندوق فى وضع الضوابط. وأكد رئيس الوزراء اليابانى أنه سيدعو خلال القمة إلى إصلاح النظام العالمى موضحا "خلال قمة واشنطن سأتحدث عن التعاون الدولى فى إطار مراقبة المؤسسات المالية". وطلب المطالبون بعولمة بديلة ويمثلون 88 دولة، أن تتمكن كل الدول من المشاركة فى قمة واشنطن، ممثلة بحكوماتها ومجتمعها المدنى.