إن ما حدث فى 25 يناير لم تكن ثورة بالمعنى المفهوم بل كانت انتفاضة شبابية أيدها النخبة والمثقفون. والثورة اصطلاحا هى إحداث تغيير جذرى أو شبه جذرى فى مجتمع ما فى فترة ما تبدأ بشكوى عاجلة من أوضاع ظالمة ثم تنتهى بهدم النظام القديم وتأتى بعناصر صالحة غير متجاهلين إرهاصاته ومقدماته فى فترة سابقة .. وأن ما حدث بعد خلع الديكتاتور السابق فى 11 فبراير كان انتفاضة بلطجية وجياع من صنع النظام السابق وهم بكل أسف يمثلون أغلبية الشعب المصرى. وتفرغ الثوار من الشباب والمثقفين إلى تكوين كيانات وهمية وهو ما سمى بائتلافات الثورة مما أدى إلى انشقاق الصف وغلبت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وفقدوا سر نجاحهم. ولما عمت الفوضى أرجاء مصر لم يستطيعوا تدارك الموقف وابتعدوا عن الميدان الذى أصبح ملك لقوى أخرى لم تكن فى الصورة عند بداية الأحداث. كل ذلك يحدث فى ظل حكومة هزيلة ضعيفة لم ولن تقوى على مواجهة هذه الفوضى التى يمكن أن تودى بالبلاد إلى قاع المحيط ويتوه الناس فى فتنة كبرى لا يعلم مداها إلا الله. والمفهوم الخاطئ للإعلام العاجز جرفه بعيدا عن هموم الوطن دون أن يضع لنفسه أى دور فى محاولة تقويم الفعل الخاطىء واقتراح حلول للمعالجة. وبدلا من إعادة بناء مصر الجديدة تفرغ الغالبية من النخبة إلى الظهور على شاشات الفضائيات وتبادل الاتهامات إلى الآخرين والمزايدة على الوطنية والاساءة لأنفسهم وصدروا للمصريين صراعات عبر الفضائيات هم فى غنى عنها مما كان له اسوأ الاثر لدى المواطن العادى الذى يرى مصيبته فى نخبته. واصبح الشغل الشاغل الآن هل هذا من فلول النظام السابق أم لا دائما ننظر إلى الخلف ونعيش فى محاكمات وهمية لن تجدى ولن تنفع. فلنترك ماضينا وننظر إلى المستقبل ونوحد مطالبنا وأهدافنا من أجل رفعة مصرنا الحبيبة قبل أن يفوت الأوان ..