سمير سلامة حاجب محكمة «قد الدنيا»، خرج من همومه فى منزله الخانق بإحدى المناطق الفقيرة، رغم وقوعها فى قلب ميت عقبة، إلى ميدان سفنكس.. وتمدد على النجيلة أسفل تمثال نجيب محفوظ، واستيقظ من الغفوة التى غلبته ليجد «شبشبه» وقد سرق، دون أن يعرف وسيلة للعودة بكرامته إلى منزله. «أنا اتسرقت يا بيه، سرقوا منى الشبشب، طيب هاروح إزاى ومنظرى إيه لما أمشى فى الشارع كده»، هكذا قال لى، وأضاف: أنا حاجب محكمة ورث المهنة عن والده من خمسة عشر عاماً، خرج من مسكنه فى شارع الجامع بمنطقة ميت عقبة هرباً من خنقة البيت ليشم هواء ويستريح من عناء يومه أو حتى ينام فى العراء عدداً من الساعات، ففى الشارع وعلى النجيلة الخضراء متسع للجميع، لكن حدث ما حدث. «أنا كل اللى عايزه أشم شوية هوا، وأقعد مع نفسى وأستريح من غير ما اتسرق، هو ده كتير على؟.. أروح بيتنا إزاى دلوقت ؟.. أنا راجل محترم وحاجب محكمة هل ينفع أمشى فى الشارع بالهيئة دى ؟ا.. قوللى يا بيه أنا عاوز أشم هوا وأعرف اتنفس من غير ما اتسرق أعمل ايه؟»، كانت هذه اسئلته البسيطة التى بحث لدى عن إجابات لها، دون جدوى.