«كفائىٌّ» أنا

تعلو فى هذه الأيام أصواتٌ تنادى بفضِّ الاعتصام فى التحرير وبقيّة الميادين، حتى تعود البلاد لطبيعتها، و«العجلة» لدورانها متخذين من الاستقرار والاقتصاد الذى تدهور فجأة - بقدرة قادر - داعمًا لدعوتهم، وكأن «العجلة» المزعومة كانت سريعة الدوران، فلم يكن يلحق بها وطنٌ من هؤلاء المتقدمين حقّا أو كأننا كنا قبل الثورة من الدول الثمانى الكبريات.
ولا يبرح هؤلاء فى استخدام حجّة إلا ويبتدعون غيرها، فبعد كثير من الاتهامات والحجج خرجوا أخيرًا بالتحدث عن امتلاكنا -نحن المعتصمين - لأجنداتٍ خارجيّة، وتلقينا تمويلات من جهاتٍ عدّة بهدف تخريب البلاد ومعاداة المجلس العسكرى، مرددين ما أشاعه اللواء «الروينى» الذى لم يأتِ بدليل واحد على ادِّعائه كما أنه لم يعتذر كذلك لمن اتهمهم من الوطنيين الشرفاء من أبناء هذا الوطن، الذين قدّموا له كل ما فى وسعهم لنصل معًا للحظة الثورة الفارقة، ونحتفل جميعًا برحيل الطاغية. الاتهامات طالت قطبين من أقطاب الحركة السياسية الوطنية فى مصر «كفاية»، و«6 أبريل» اللتين قدّم أبناؤهما المال والجهد والحريّة والدم فداءً لتحرر هذا الوطن، ويكفى أن أذكِّر الجميع أن «كفاية» هى التى ضمّت بين جنباتها الرائعين «عبدالوهاب المسيرى - مجدى حسين - عبدالحليم قنديل - يحيى القزاز - جورج إسحق - محمد عبدالقدوس - ندى القصاص - كريمة الحفناوى - أمين إسكندر - عبدالجليل مصطفى - جمال فهمى -أبوالعلا ماضى - محمد الأشقر - أحمد بهاء الدين شعبان - عمرو الشوبكى.. إلخ». والقائمة لا تتسع لمناضلى كفاية الذين ظلّوا منذ 2004م إلى الآن هم رموز وقادة الحراك السياسى والنضالى فى مصر. وكانت كفاية - كذلك - أوّل من رفع شعار «لا للتمديد.. لا للتوريث» فى وجه مبارك، كما أنهم أول من هتف فى شوارع مصر وميادينها «يسقط مبارك».
ما قدّمته «كفاية» - ومازالت - يجعلنى لا أتفاجأ أبدًا بأن تكون هى و«6 أبريل» مرمى طعنات البعض، لأنه ليس بجديد على «كفاية»، فقد حاول مبارك من قبل ترويج مثل هذه التهم البائسة، إلا أنه تحطّم على صخرة إرادة ونضال أبنائها، كما سيتحطّم غيره على ذات الصخرة.
«المجد للشهداء.. النصر للشعب».