مئات من علامات الاستفهام التى لا تخلو من الشك والريبة حول منصب أمين عام جامعة الدول العربية.. وهذا الإصرار العجيب على تولى مصر حقيبتها.. لا أدرى على مدار 40 عاما منذ أن وعيت على كلمة سياسة ومطالعة الجرائد اليومية وأنا أجد الجامعة بلا معنى ولا مضمون .. ولكن.. فى الثلاثين عاما الماضية وجدنا شيئا عجيبا، عندما أظهر السيد عمرو موسى، الذى عين وزيرا للخارجية، العين الحمراء إلى الكيان الصهيونى وبدأ الرجل يتحرك فى همة ونشاط على الصعيد الدولى وأصبح له شعبية.. تم إيداعه الجامعة العربية.. وتولى بعد العديد من وزراء الخارجية.. حقيقة.. لن أقول رأيى الشخصى ولكن أستشهد بما آل إليه حال سياساتنا الخارجية من خلال الفشل المتوالى والمتلاحق لحل الكثير من المشاكل والأزمات. وقامت ثورة الكرامة ورحل من رحل وبقى من بقى يلعب فى الحديقة الخلفية للمنزل.. وتم تعيين السيد نبيل العربى وزيرا للخارجية.. وفى أقل من شهر لاحظنا الفارق بين الثلاثين عاما الماضية وشهر واحد من قيام الثورة إلى أى مدى كانت خارجيتنا تترنح فى غرفة الإنعاش، ومن سوء الطالع أن تنتهى فترة ولاية السيد عمرو موسى فى منصبه كأمين عام للجامعة العربية فى نفس الفترة الزمنية .. وفجأة وبدون سابق إنذار يتم تعيين السيد نبيل العربى وزير الخارجية الذى أجبرنا جميعا على احترامه وذلك من خلال نشاطه الملموس فى الخارجية المصرية فى فترة قصيرة جدا، أمينا عاما لجامعة الدول العربية.. ظل المتابعون يضربون أخماسا فى أسداس لتولى الرجل هذا المنصب وتركه وزارة الخارجية فى وقت نحن فى أمس الحاجة إلى إصلاح وترتيب علاقاتنا مع العالم الخارجى. وعدنا إلى نقطة الصفر فى الخارجية المصرية لنبدأ من أول السطر.. وضحى مسؤلونا بمصلحة بلادنا من أجل سواد عيون الجامعة العربية.. وهنا نبقى نحن المتابعون ننظر إلى الموقف بعين الريبة والشك فى ترقية لمسؤل بإبعاده عن الملعب تكريما له.