بدأ صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى، حديثه فى اجتماع مع أمانة الإعلام والإعلاميين الذين يغطون أنشطة الحزب، بقوله إن الحزب الوطنى هو حزب لكل المصريين وكل الآراء، مضيفاً "كل عضو يستطيع أن يقول رأيه بمنتهى الصراحة والشجاعة فى ظل التعددية والفكر الجديد الذى يسمح بالرأى والرأى الآخر ويتفاعل ويعلق عليه كما يحاور نفسه بنفسه، فالفكر الجديد ليس من منطلق واحد". صفوت الشريف أكد أن الحزب الوطنى ليس حزب شعارات, فإنجازات الحزب وحكومته تتحدث عنه، وضرب الشريف مثالاً بالمؤتمر العام سنة 2002, عندما كان الحديث عن الإصلاح السياسى, والإصلاح بشكل عام ظن البعض أنها مجرد "صرخة" تنتهى بانتهاء المؤتمر. صفوت الشريف أكد أن المؤتمر السنوى الخامس سوف يشهد وقوف الحزب الوطنى أمام ثلاث سنوات مضت من برنامج الرئيس الانتخابى, وسوف يعلن ماذا تحقق على أرض الواقع وماذا لم يتحقق، كما سوف نؤكد انحيازنا الدائم للمواطن الأكثر احتياجاً وفى المناطق التى لم يمسها التحديث "المهمشة" فى ألف قرية كما سنؤكد انحيازنا الكامل للعدالة الاجتماعية فى المجتمع بجانب وقوفنا مع محدودى الدخل فهم طبقة أخرى وكذلك الطبقة المتوسطة التى نعتبرها رمانة الميزان التى لا يجب أن نهملها. الشريف هاجم من هاجموا شعار الحزب فى مؤتمره القادم "رايحين فين" وقال كل حزب سياسى كبير يقول لمجتمعه "إحنا رايحين على فين" نحن نذهب إلى مستقبل الاستقرار فى بلدنا, ونقول للناس إلى أين نحن ذاهبون كما ندق ناقوس الخطر عند أى أزمة, ونقول لهم اسمعوا وجهة نظرنا فى هذه المشكلة لأن هناك من يريد أن يفرض وصاية ويروج للإحباط فى المجتمع فلابد أن نكشف هؤلاء من خلال الفعل وليس الشعارات فى المؤتمر المقبل. المؤتمر القادم سينحاز للجماهير، كما قال الشريف، ولابد أن تكون حكومته مؤدية أداء مقبولاً من الجماهير، فالأحزاب الكبرى تتواصل وتناقش حكومتها وتنتقدها أيضاً، فنحن فى المؤتمر سنقول كل شىء بكل ثقة بالنفس واعتزاز, بما تحقق من إنجازات وما تحقق من البرنامج الانتخابى للرئيس, وسوف تكون هناك رؤية استراتيجية وأخرى تتعامل مع تحديات وأزمات يتعرض لها المواطن من جراء الأزمات العالمية لأننا جزء من العالم لكن بدون أن نهون أو نهول, فإصلاحنا الاقتصادى حقق الحماية للاقتصاد, رغم أن البعض كان ينتقد هذه الإجراءات التى كانت أكثر ليبرالية وتطلعاً، فنحن دولة لها سياساتها الاقتصادية وبرامجها فى الإصلاح الاقتصادى ولا نأخذ بأجندات أجنبية مثل البنك الدولى والصندوق الدولى. وقال الشريف إنه لا يوجد فى السياسة عداء على طول الخط ولا يوجد "خاصمنى", فالمعارض له رؤية تختلف عن الرؤية التى أؤمن بها, وقد نختلف فى الرؤى ونتناقش لكن لا يصل الأمر إلى التصارع بالأيدى, أو ما يسمى بصراع الديوك، فالحزبية ليس بها جواز عرفى بل كل شىء فى العلانية. ووجه الشريف كلامه إلى أمناء الإعلام بالمحافظات وقال "لا تصمت .. لا تجارى", فالحزبية فيها تصدى ووقوف أمام المعارضين وفيها تشابك بالأفكار, وليس باليد فنحن أقوياء بعد أن أصبح عدد أعضائنا 3 ملايين فليكن نصف مليون منهم نخبة قوية سوف تقود المجتمع وتؤثر فيه. وبحسب الشريف، فإن هدف هذا المؤتمر هو التصدى وكشف الحقيقة وبناء موقف "كفاية بأه"، وقال نحن تحملنا الكثير ليس عن ضعف ولكن لإيماننا بالديمقراطية التى تمتاز بالتعددية والرأى والرأى الآخر وقبول النقض، فالحزب يسمح بالاختلاف والنقاش من داخله, وهو الذى يوصلنا إلى الرؤية السليمة، مشيراً إلى أن أمانة السياسات التى أنشأت عام 2002, كان الهدف منها الإصلاح حتى يكون للحزب رؤية متخصصة فى القضايا المختلفة, كما تنزل إلى أرض الواقع وتقدم أوراقاً وتحدد أولويات المواطنين. ووجه الشريف حديثه للإعلاميين قائلاً: إن الإعلام يعيش عصراً جديداً، مضيفاً: "عندما نحلل الصحافة المصرية أو المرئية والمسموعة من وطنى إلى قومى وحزبى ومستقل، لابد أن نحلل مضمون رسائلها, وأكد أن المتابع لهذه الخريطة يحتار فى خريطة وتحليل المضمون للصحافة المصرية, وشدد الشريف على أن إعلام الحزب عليه أن يتعامل مع هذه المتعارضات، فقدرنا أن نشارك وأن نهاجم أحياناً، فبعض النقد لا يكون على المستوى اللائق أو على مستوى الحقيقة, فمن حق الشعب معرفة الحقيقة وعدم المتاجرة بمعاناته، واستغرب الشريف مما أسماها التحالفات الخبيثة "البايخة" فالبعض يقول أنا مستقل وتجده مع هذا أو ذاك! وعلى الرغم من أن الاجتماع كان مع أمناء الإعلام بالحزب, إلا أن الأمين العام للحزب الوطنى لم ينس التأكيد على ضرورة التعامل بجدية مع الإعلام, موضحاً أن موقع الحزب يدخل عليه 5 ملايين شخص وهذا جيد لكنه أوصى بضرورة التعامل مع الصحافة الإلكترونية التى أصبحت ذات تأثير قوى وعلى الحزب أن يتعامل معها، وقال نحن لا نطلب شعارات أو دعاية لكننا نريد الحقيقة، وأمناء الإعلام فى المحافظات عليهم الكثير فى التواصل مع الجماهير. صفوت الشريف قال إن الحزب الوطنى لا يصنف المصريين, وأنه حزب لكل المصريين ورجال الأعمال جزء من المجتمع ولهم حقوق المواطنين, ودورهم فى الاستثمار له بعد اجتماعى, والحكومة لا تستطيع بمفردها عمل كل شىء وندعو للاستثمار الأجنبى, فمن الأولى الاهتمام بالقطاع الخاص الوطنى، أما عن مسألة الخلافة فى مصر فذكر الشريف أنها مسألة يحددها الدستور ونعلن عن احترامنا للدستور، وجاءت التعديلات الدستورية بضمانات جديدة فى مسألة الخلافة. الشريف أكد على ضرورة تسويق الإنجازات لأن المستقبل ليس مظلماً بل تملؤه الإضاءة، وسماء مصر أصبحت الآن متعددة النجوم لأن سماء النجم الواحد اختفت وهو ما يجعل الناس أكثر احتياجاً لثقافة التعددية. وقال الشريف إننا ننتقل بالتدريج ولا نعتمد على نظام الطفرات, والرئيس هو المدافع عن محدودى الدخل فى كل السياسات, ونحن فى مجال الثقة بالنفس وتعزيزها وطموحنا فى الحزب أكبر من طموحات الحكومة والبرنامج الانتخابى, أما عن غياب قيادات الوطنى عن المواجهة فى الفضائيات فقال إنه غياب متعمد فالعمل الحزبى رأى ورأى آخر ولابد من تبسيط الأمور والسياسات للناس, فنحن فى حاجة إلى العمل فى التسويق الإعلامى المبنى على الأمل وبناء رؤية.