الأسئلة الكثيرة لاتزال معلقة، وإجاباتها قد نعرفها قريباً لكن ليس اليوم، ربما يكون غداً، اليوم الأصعب منذ فترة طويلة، يوم مفترض أن يحمل معه إجابات لأسئلة زادت حدتها خلال الأيام الماضية، تدور جميعها حول ماهية ما يدور حولنا، وأين تقف مصر الآن؟ السؤال الذى يعنينا هنا، هو: ماذا سيكون موقف الإعلام الذى لا يزال حكومياً.. غداً؟، كيف ستكون تغطية أحداث جمعة قد تكون عنيفة ؟ وكيف ستكون التحليلات التى سترافقنا على مدار يوم عصيب؟، صباح يوم 25 يناير توقعت فى المكان نفسه، أن تفشل التغطية التليفزيونية، بل أن تصبح فى ذاتها فضيحة مدوية.. وهو ما كان، والآن.. لا يزال التساؤل قائماً، ولا يخبرنى أحد أن تغيراً قد حدث، غير صحيح، فمجرد تحويل مؤشر الرضا على تيارات وفئات إلى غيرها، لا يعنى أن تحولاً قد وقع؛ بل يعنى بكل وضوح أن الأمور لا تزال على حالها، كل ما فى الأمر أن «أحمد» قد أصبح «الحاج أحمد»، والمتابع لاتجاهات النقاش والتحليل فى برامج «ماسبيرو» الصباحية، يتأكد تماماً من هذا. غداً قد يكون يوماً عادياً، كأيام جمع كثيرة مضت، يتجمع فيها المتظاهرون فى ميدان التحرير، ويمارسون حقهم فى التظاهر بهتافاتهم التى ينقلها التليفزيون، وينتهى اليوم بسلام، وقد يكون غير ذلك، فربما تتطور الأمور لما هو غير متوقع، وبالنظر إلى أحداث «الثلاثاء الدامى» وتبعاته، فمن العقل الوضع فى الاعتبار أن تطورات غير محسوبة قد تقع، ويحدث ما لا يرضى القائمين على الأمر، وهنا تقع الحيرة، ونجد أنفسنا أمام الاختبار نفسه مرةً أُخرى: هل ستكون قنوات «ماسبيرو» هى عين المشاهد المصرى وغير المصرى، التى ستنقل له ما يجرى؟ أم ستتركه لعيون غريبة؟، هل ستستضيف برامجه من يحللون ما يجرى بما يرضى الله على اختلاف قناعاتهم وولاءاتهم؟ أم ستستفزه بضيوفٍ من عالمٍ آخر يليقون بمشاهد من بلاد الواق الواق؟، هل ستكون كاميرا «ماسبيرو» فى سماء «التحرير»؟ أم سنضطر -كالعادة- إلى البحث عن «مباشر» آخر؟، هل سنستعيد كرامتنا الإعلامية يومها؟ أم ستظل نسياً منسياً؟ يوم الامتحان يكرم المرء.. أو يهان.