كشفت مصادر رفيعة فى العاصمة اليمنية صنعاء أن هناك توجها سعوديا وأمريكيا يشير إلى أن نجل الرئيس على عبدالله صالح سيكون مرشح الحزب الحاكم فى اليمن لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث إن وصول نجل صالح إلى الحكم، يعتبر الضمانة الوحيدة للحفاظ على مصالح واشنطنوالرياض فى اليمن. وقالت المصادر لصحيفة "الدار" الكويتية، إن ما يقلق كل من الرياضوواشنطن هو قوة الإسلاميين الكبيرة فى الشارع اليمنى، وهو ما يعكس مخاوف من المرحلة القادمة من قوة نفوذ التيار الإسلامى فى اليمن، أو الانقلاب على الاتفاقات المبرمة بين نظام صالح والولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة فى الجوانب الأمنية، وهو ما يحتم على الدولتين وهما الأكثر تأثيرا فى السياسة الداخلية والخارجية لليمن، أن تسعيا إلى التعاون لفرض المشهد القادم لليمن، بعيدا عن أى مشهد ثورى. وقال مصدر إن عدم عودة صالح بات أمرا مفروغا منه، لكن المهم هو كيف أن يتم فرض المشهد القادم للسياسة اليمنية، بحيث تبقى شخصيات من النظام الحالى للحفاظ على المصالح الأمريكية فى اليمن، وفى مقدمتها الشبكات الأمنية التى بنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية داخل المؤسسات الأمنية طيلة السنوات الماضية، وفى مقدمتها جهاز الأمن القومى والأمن المركزى والحرس الجمهورى، حيث تمثل تلك الشبكات الأمنية أكبر عقبة رئيسية فى تعامل واشنطن مع الخليفة القادم لصالح. من ناحية أخرى، أعلن مصدر عسكرى يمنى عن مقتل عشرة جنود يمنيين مساء أمس الخميس، فى هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة استهدف حافلة أجرة كانت فى طريقها إلى مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية. وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية إن مسلحين ينتمون إلى القاعدة اعترضوا مركبة أجرة فى منطقة ثرة شمال لودر وكانت تقل عشرة جنود تابعين للواء 111 يرتدون زيا مدنيا، وأطلقوا وابلا من النيران ما أدى إلى مقتل جميع الجنود وإصابة سائق المركبة". وفى تعز قالت مصادر طبية للجزيرة نت إن شخصا قتل وأصيب 13 من المدنيين، حالة بعضهم خطيرة، جراء القصف المدفعى من قبل قوات الحرس الجمهورى الموالية للرئيس صالح استهدف مستشفى مساء الأربعاء. وأكد شهود عيان أن قذيفة مدفعية أصابت إحدى الحافلات أثناء مرورها أمام المستشفى فى شارع زيد الموشكى، وأن القتيل وعددا من الجرحى هم من ركاب الحافلة بالإضافة إلى أحد حراس المستشفى وعدد من المارة. وتتزامن هذه التطورات مع مسيرات حاشدة بعدة مدن يمنية للمطالبة بما أسموه "سرعة الحسم الثورى" ورحيل النظام اليمنى، ولتحذير بعض الجهات الخارجية التى يتهمونها بمحاولات الالتفاف على الثورة. كما شهدت محافظتا تعز والحديدة مسيرات حاشدة لرفض ما وصفتاه بالمشاركين الوصاية الأمريكية والسعودية على الوضع فى اليمن، ودعا المشاركون فى المسيرة إلى رحيل من سموهم بقايا النظام اليمنى وتشكيل مجلس انتقالى لإدارة شئون البلاد. فى غضون ذلك، قال رئيس بعثة الأممالمتحدة لتقصى الحقائق بشأن الوضع الإنسانى فى اليمن، هانى مجلى، إن الاستخدام المفرط للقوة فى اليمن سيدفع باتجاه المزيد مما سماها "الراديكالية فى إطار المظاهرات والتجمعات". وقال إن على الحكومة اليمنية احترام الالتزامات المترتبة عليها بموجب القانون اليمنى والمتمثلة بحماية المدنيين، مضيفا: "إلى هؤلاء الذين يحملون السلاح نقول إن ساحات الاعتصام يجب أن تكون خالية من السلاح".