الثورة طالبت بإنهاء النظام الفردى فى الانتخابات، كنا نفهم أن الجميع متفق على ذلك، رفضا لكل مساوئه التى خبرناها، كنا نفهم أيضا أن من وقف أمام إلغائه قبل الثورة كانت مصلحة أعضاء حزب المصالح اللاوطنى المنحل. اليوم تأتى الأخبار لتدهشنا أن هناك من لا يزال يتمسك بالنظام الفردى، ويفاوض على نسبته، إلى جوار القائمة النسبية، وكأن لا ثورة قامت ولا ثورة قالت، أليس الشعب كله شاهد على سوءات النظام الفردى عدا أصحاب المصالح، كبرت كنواب الحزب المنحل، وصغرت كمنتظرى عطايا الموسم من بائعى الأصوات والبلطجية؟. ما هى الحكاية التى مازالت تئن كالأسطوانة المشروخة؟ أكتب علينا أن يحكمنا المبدأ الذى خنقنا طوال ثلاثين عاما مضت وهو "قولوا ما تريدون وسنفعل ما نريد"، ما هى الحكاية يا رئيس وزرائنا المبجل يا الذى باركناك فى ميدان التحرير، أين صوتك وما رأيك وهل تحكم باسم موقعك أم تكتفى بتسيير الأعمال، كما هى؟. الحقيقة أن النظام الفردى هو الطريق الأقصر لبرلمان ضعيف يمتلئ بفلول الوطنى الذين عاشوا مع التزوير وباركوه واستفادوا منه وصفقوا فى مجلس الشعب موافقة حتى الثمالة. من لا يزال يحميهم ويسخر الأرض لهم ولو بنسبة؟، نريد برلمانا قويا حرا كل واحد فيه قادر على مراقبة الحكم وطرح مشاريع النهضة باسم الشعب، برلمان النهضة لابد أن يملؤه أصحاب العقول وليس أصحاب السطوة المالية أو العصبيات وطريقهم المفضل هو النظام الفردى، لابد للانتخابات القادمة أن تكون أبعد ما يمكن عن سطوة من لا يفهم إلا فى مصالحة الخاصة وكل من يوظف ماله وعصبيته فى السيطرة على الانتخابات بسماسرة الأصوات والبلطجية. لابد لنا أن نصرّ على كل ما يؤدى لبرلمان قوى نظيف من أجل نهضة مصر، كل المصريين الشرفاء فى انتظار انطلاق مصر على طريق يؤمن للوطن نهضته، ولكل مصرى بسيط مستقبله ولهذا فلنطالب وبصوت عال بنظام واحد فقط للانتخابات التشريعية، وهو القائمة النسبية "المغلقة غير المشروطة" سواء للأحزاب أو للمستقلين غير الحزبيين ولنهزم فلول اللاوطنى وكل من لم يميزه سوى ماله وعصبيته وكل من أدمن التصفيق لمصالحه وفقط. فلنقطع الطريق على تشكيل برلمان ضعيف بإلغاء النظام الفردى وبالكامل.. هيا يا مصرى ارفع صوتك.