فى أى أسرة يتم استقباله بفرحة كبيرة، واحتفالات على كافة الاشكال سبوع عقيقة، وبشتى الطرق، وبعد ذلك يبدأ الأبوان والأسرة كلها بالتركيز والاهتمام بهذا المولود، والرعاية الكاملة مطلوبة لكل طفل فى المهد وتوفير كل سبل الراحة له صحيا وماديا ومعنويا. ونرى الوليد يكبر أمام أعيننا ونراقب محاولاته فى الحركة والزحف ثم نسانده لنعلمه المشى أو نضعه داخل المشاية وتبدأ مرحلة الفطام ويبدأ فى تناول الطعام، ثم يكبر ويذهب إلى المدرسة فتزداد الرعاية باستذكار دروسه وتعليمة وإكسابه السلوك الحسن الذى يتمناه كل أب وأم لابنه، حتى يصبح من أحسن الناس. اعذرونى لأن المقدمة ربما تكون طويلة بعض الشىء ومملة ولكننى أردت أن أشبه ثورتنا العظيمة بالمولود الجديد فى المهد، ولكن ما يحدث الآن لثورتنا، كأننا استقبلنا المولود الجديد وعاملناه وكأنه ولد رجلا كبيرا، بعد السبوع تجمع كل أهله وجيرانه من حوله مهللين مطالبينه ان يفعل أى شىء وكل شىء، منهم من يطلب منه خدمتهم جميعا. وتلبية كل رغباتهم وطلباتهم وأحلامهم أيضا إن أمكن، فهل يستطيع الطفل فى المهد أن يلبى كل ذلك ويساعد كل أهله وعشيرته وجيرانه فى الشهور الأولى من عمره؟؟؟؟ ويأتى يوم ويصعد بعض البلطجية إلى منزل هذا الرضيع فيشيعون الفوضى والهرج من حوله وداخل حجرته ويقف البعض منهم على باب حجرته ويمنعون أمه من دخول حجرته لإرضاعه، ترى هل سيتحمل الوليد هذه الفوضى ويستمر فى الحياة؟؟؟؟ ليتنا نتعامل مع ثورتنا على أنها مولود جديد داخل كل أسرة فى أنحاء مصر نرعاها ونحميها ونهتم بها بكل هدوء ودون صخب وإزعاج حتى نراها تكبر أمام أعيننا جميعا وتبدأ فى خدمتنا جميعا وتلبية كل أحلامنا، وقتها سننعم جميعا بهذا المولود الجديد.