زاد تأثرهم بالوضع الحالى والركود السياحى أكثر من غيرهم من الفئات الأخرى، نظراً لاختيارهم الاستمرار فى مهنة لم يعد يسلط عليها الضوء حاليا، و"لمحاربتهم" من أجل عدم اندثار مهنة الحرف والصناعة اليدوية للسلع والمنتجات السياحية، فبعضهم كان يعتمد على التفاف السائحين حوله أثناء جلوسه بشارع المعز يشاهدون صنعه ورسمه على الأنتيكات والحرف التى تحمل عبق التاريخ والحضارة المصرية، ولكن مع توقف السياحة بعد أحداث ثورة 25 يناير التى وصفوها بأنها جاءت بالخراب على القطاع السياحى، منهم من توقف عن العمل، ومنهم من بدأ يبحث عن مهنة أخرى لحين عودة السياحة. "أعمل يوميا حتى مع التوقف السياحى للحفاظ على المهنة"، هكذا قال خالد أحمد، أحد الحرفيين المتواجدين بشارع المعز، والحزن يخيم على وجهه، لما وصل إليه الحال، فبعد أن كان يتواجد نحو 40 فوجا يوميا يشاهدونه وهو يرسم ويزخرف على الأوانى والتحف، أصبح الآن يأخذ اليوم بكامله فى الرسم على شىء واحد لمجرد الإحساس بأن هناك عملا، على حد تعبيره. وأضاف أن مهنة الحرف اليدوية، خاصة الرسم والنقش على السلع والأنتيكات قليل جدا من يحترفها حاليا، لأنها "ما تجيبش عيش"، على حد قوله، فى سياسة المصريين الذى يبحثون عن الكسب السريع والكثير. وقال خالد: "أخشى أن يأتى يوم يصل فيه اعتمادنا على الصين ومنتجاتها بنسبة 100%، فيتوقف السائحون عن الشراء من مصر وتتوقف معها بريق وحضارة المصريين فى قدرتهم على الصناعة والانفراد عن غيرهم". وأكد ماجد سعد، أحد أصحاب المحال بخان الخليلى، أن توقف الحال اضطره لتسريح 4 من الحرفيين لديه، واكتفى بالسلع الموجودة بالمحل لحين عودة السياحة مرة أخرى. وقال سعد: "لم أحتمل نظرة أحد العاملين، وهو يوافق على استمرار العمل معى دون مرتب، وهو بداخله يبحث عن قوت يومه لارتباطاته الأسرية، ففضلت أن أعطيه إجازة مفتوحة يبحث فيها عن عمل آخر، بالرغم من أنه أحد أمهر الحرفيين بالخان". أما محمد إبراهيم، أحد الحرفيين ببازار السلطان برقوق بشارع المعز، قال: "ورثت المهنة عن والدى، وليس معنى توقف السياحة أن أتوقف عن ممارستها، فأنا أعشقها وأتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر من قبل المسئولين بالحرفيين فى الصناعات التى تتعرض للاندثار". وأضاف إبراهيم، يكفى أن تشاهد الإعجاب والدهشة فى عيون السائحين لتشعر بأنك مميز عن غيرك، وتجذب السائحين بمهنتك.
