انسحاب بن همام يكشف أسرار اللعبة القذرة فى كواليس الفيفا

"حلفاء الأمس أعداء اليوم"، والسبب لعبة الانتخابات التى يباح بها كل شىء, وتظهر حقائق لم تكن لتنكشف لولا تضارب المصالح, هذا ما ينطبق وبشكل صارخ حاليا فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) بعد أن نبش بلاتر قبور الفساد، وأحيا الملفات المعدومة واستحضر أرواح الفاسدين، وأخرج كل منهم ما فى جعبته بعد أن استأجروا الذمم فاختلطت الأوراق فى (إمبراطورية كرة القدم) وصار كلا منهما يؤكد نزاهته وعفة يده, ولا يزال كل المهتمين بالشأن الكروى يترقب النتيجة التى ستؤول إليها التحقيقات التى بصدد مناقشتها لجنة (الأخلاق) والتى وضعت كلا من السويسرى جوزيف بلاتر الرئيس الحالى والمرشح الأوحد لرئاسة الفيفا والقطرى محمد بن همام المنسحب من سباق رئاسة الاتحاد الدولى للتأكد من عدم خرقهما ميثاق الأخلاق، وأيا كانت النتيجة التى أصبحت لا تهم أحدا بعد انسحاب بن همام، والذى أكد للرأى العام العربى والعالمى أن فوز قطر لم يكن بسبب قوة الملف "الخارق" الذى صدعنا به مسئولو قطر, ولكن ثمة أشياء أقوى من كل الملفات يعلمها القاصى والدانى، وأن استمرار بن همام فى الترشح أمام بلاتر كان سيخرج الرائحة الكريهة لأسرار اللعبة القذرة فى كواليس الفيفا، والتى شم العالم بأسره رائحتها.
ومهما كانت مبررات بن همام للرأى العام، فلن ينصت له أحد، لأنه أعلن واستمر وكابر وأقنع الجميع بأن ملف قطر نظيف حتى كدنا نصدقه, وأؤكد أن التحقيقات فى النهاية لن تدين أحدا، لأن بن همام "سمع الكلام" وسوف تصل فى النهاية إلى تبرئة ساحة الجميع وفوز بلاتر بالتزكية.
وبعيداً عن الاتهامات بالرشاوى، أعرض لكم كلام بعض المتهمين والمسئولين والصحفيين فى هذا الشأن، وأترك لكم التعليق, أولا قال أحد المتهمين فى قضية الرشاوى، وهو الترينيدادى جاك وارنر، الذى ألمح إلى كارثة سيتعرض لها الاتحاد الدولى لكرة القدم وشبه هذه الكارثة بأنها «موجة تسونامى الكروية» التى سوف تنسف المنظومة الكروية العالمية، وأكد فى المقابلة التى أجراها مع الصحفيين أنه موجود فى الفيفا منذ 29 عاماً، وكان أول شخص من البشرة السوداء مكث فى الاتحاد الدولى على هذا المستوى.
وأضاف، جئت من أصغر دولة على الإطلاق، ودخلت اللجنة التنفيذية، ليست هناك دولة أصغر من ترينيداد وتوبا جو ممثلة فى اللجنة التنفيذية للفيفا، أنا أملك نفوذاً ربما أكثر من رئيس الاتحاد الدولى نفسه، وبالتالى لدى حسادى.
بينما طالب وزير الرياضة الإنجليزى هيو روبرتسون بتأجيل الانتخابات بقوله: "كلا المرشحين الاثنين وجهت لهما اتهامات بالرشوة، وبالتالى يتعين تأجيل الانتخابات، لا يمكن أن تسير العملية الانتخابية فى ظل هذا الوضع. وأضاف الصحفى الأمريكى، جرانت فاهل فى صحيفة "الإندبندنت": "هذه هى أكبر أزمة تواجه كرة القدم فى تاريخها، المنظمة لديها مشكلة كبيرة على الصعيد العالمى الآن، إذ إن مشجعى كرة القدم فى العالم لا يعتقدون أن كرة القدم نظيفة".
كل الكلام السابق يدل على شىء واحد، وهو أن الاتحاد الدولى مازال يعمل بقانون "سكسونيا"، وأن الفساد الرياضى متأصل ومتجذر وأن من يديرون اللعبة فى العالم ويتحدثون عن نظافة اليد هم أكبر الفاسدين وان الحقائق دائما لا تظهر إلا عند تضارب المصالح وأن صوت المال هو الأعلى وأن الأخلاق مندثرة فى هذا الزمان.
وفى النهاية أقول إن الفرق شاسع بين لجنة الانضباط فى الاتحاد المصرى لكرة القدم (غير الفاعلة) ولجنة الأخلاق فى الاتحاد الدولى التى تخيف الجميع وتغير المواقف وتجعل بن همام ينسحب وتخيف بلاتر عندما تعلن عن مجرد فتح التحقيق حتى لوصل فى النهاية إلى عدم ثبوت التهمة، إلا أن هيبة لجنة الفيفا مازالت موجودة, بينما لدينا فى الاتحاد المصرى التهم ثابتة بالأوراق والمخالفات موجودة ولكن اللجنة "مجمدة" حتى إن رئيس الاتحاد المصرى سمير زاهر أسس شركة للتسويق الرياضى يوم 27 أبريل2011 برأس مال 3 ملايين جنيه، وهى مثبتة فى وزارة الاستثمار ومقرها عمارات العبور وتعمل فى النشاط الرياضى ضاربا بقوانين الاتحاد الدولى ولجنة ميثاق الشرف (الأخلاق) التى تمنع ذلك عرض الحائط، مخالفا للنظم والقواعد ما يؤكد بأن لجنة الانضباط فى عالم آخر.