نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً لمتابعة حادث اختطاف السائحين من منقطة الجلف الكبير، مبديةً قدراً كبيراً من السخرية نتيجة السهولة التى تمت بها عملية الخطف ونقل المختطفين إلى السودان ثم إلى ليبيا، ووصفتها بأنها أسهل من عملية نقل البضائع! وانتقدت الصحيفة أداء القيادات السياسية والأمنية مع الحادث، وعجزها عن إتمام مفاوضات تحرير الرهائن مع الخاطفين الذين فشلت فى تحديد هويتهم بسودانيين أو تشاديين، قبل أن تعلن الحكومة السودانية عن توقعاتها بأنهم مصريون. ويأتى هذا التقرير ليعبر عن صورة مصر لدى الرأى العام العالمى بعد هذا الحادث، وهى صورة تملأ تفاصيلها اتهامات بالتقصير والوهن فى التعامل مع حادث بهذه الحساسية، لهذا سنحاول تقديم تقييم موضوعى للصورة، حتى لو كان هذا التقييم داخلياً هذه المرة. سياحة خطرة يجب تأمينها علق اللواء د.محمد قدرى سعيد المستشار العسكرى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على استهزاء الصحيفة بأنه كلام ينم عن عدم فهم، حيث إن الحادث وقع فى منطقة صحراوية بعيدة وخطرة .. ومثل هذه المناطق معرض من يتواجد فيها إلى العديد من المخاطر فى أى بلد فى العالم، وتتعدد هذه المخاطر ولا تقتصر على الخطف وحده، وهناك مناطق مشابهة فى دولة مثل اليمن يتعرض من يتواجد فيها إلى الخطف بصفة يومية .. وغير منطقى أن تتواجد قوات أمنية أو جندى عند كل جبل!! ولا يمنع هذا من وجود بعض التقصير والسلبيات التى ينبغى الانتباه لها وضمان عدم تكرارها حتى لا تعاود هذه الحوادث الظهور، منها تضارب التصريحات الرسمية التى خرجت عن المسئولين وأوحت بحالة من القصور وغياب المعلومات، وكان لابد من التصرف بشكل احترافى ولائق بتحديد جهة واحدة فقط تكون مسئولة عن جمع المعومات وتقديمها بشكل رسمى إلى الرأى العام ووسائل الإعلام. وأضاف أنه طالما تواجدت فى مصر تلك السياحة الخطرة الخاصة بأنشطة السفارى والخروج للمناطق الجبلية والصحراوية فيجب أن تنظم أمنياً مثلما تنظم سياحياً .. وذلك بتوافر المعلومات لدى الجهات المختصة عن أى أفواج سياحية تنتقل إلى هذه المناطق وتوفر أى وسيله للاتصال بهم ومتابعة تحركاتهم تحسباً لأى مكروه قد يصيبهم. وعاود د.سعيد التقليل من أهمية ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه إذا أردنا تقييم الوضع بموضوعية، فهناك مخاطر أخرى أكثر انتشاراً يتعرض لها السياح بالفعل فى مصر مثل حوادث الطرق التى تودى بحياة الكثيرين منهم أثناء انتقالهم من مكان لآخر، لكن التركيز على حادث الخطف ومحاولة تصويره على أنه بات حدثاً طبيعياً يتكرر حدوثه أمراً غير موضوعى لا يمت للواقع بصلة. الحدود ليست سايبة!! كذلك كان رأى اللواء طلعت أبو مسلم الخبير الاستراتيجى، والذى رفض تعميم ما حدث فى الجلف الكبير على الأوضاع الأمنية فى مصر أو حتى على أوضاع السائحين، قال "لابد من الانتباه إلى أن الحادث لم يقع فى شرم الشيخ أو الغردقة أو حتى الأقصر أو الجيزة .. ولكن وقع فى منطقة صحراوية بعيدة .. ومن سمات زيارتها المخاطرة والمغامرة، ومن يختار القيام برحلات من هذا النوع يعلم أنه عرضة للمخاطر منها الخطف، إن كان لابد الآن من إدخال بعض التنظيم على هذا النوع من السياحة. وبالنسبة لنقل المختطفين إلى السودان فمن المعروف أن المناطق الحدودية فى العالم كله هى الأكثر عرضة للجرائم، وأشهرها التهريب ولا يعنى هذا أن الحدود المصرية "سايبة", مشيراً إلى أن وجود بعض التقصير فى التعامل مع هذا الحادث أو غيره لا يعنى تعميم النتيجة على كل الأوضاع فهذه رؤية غير دقيقة. وأصر أبو مسلم على نفى اتهامات التقصير الأمنى أو السياسى فى التعامل مع الحادث، مؤكداً أنه حادث عابر يتوقع حدوثه فى أى مكان وفى أى بلد، ولا يعنى حدوثها أن الوضع فى مصر أصبح غير آمن.