لا تعتذر فقد ضاق الصبر بك... ولن نقبل منك الاعتذار فأنت من بعت الوطن بأبخس ثمن وأسقيتنا كأس المرار سل الرضيع وقد جف غذاؤه هل سكت عن البكاء وأبوك فى طابور الانتظار؟ بل سل المريض فى احتياج لقطرة دم كم دفعت فى دم ملوث يبث فى عروقك جمرة من نار؟ بل سل القلاع التى أصبحت أطلالاً.. بعتها.. شرد أبناؤها.. أين ذهبت أموالها.. هل كانت دخاناً فطار؟ بل سل المفقودين من بنى وطنى: بأى ذنب قتل غريقاً وهو يصارع أمواج البحار! بأى ذنب قتل شريداً على الحدود بطلقة نار! بأى ذنب يأكله حريقاً مابين أحضان القطار! هل فكرت يوما فى أخذ تارهم أم أن نخوتك ضاعت ولا تعرف معنى الكرامة ورد الاعتبار بل سل الكادحين العاطلين من بنى وطنى لماذا تعطلت أيديكم؟ سيقولون فى انتظار عطف أصحاب القرار أهكذا يكون العدل.. نعطى من لا يستحق نوراً ومن يستحق نحرقه بنار! وديارنا التى بالكد عشنا.. بنيناها.. حتى امتلكناها.. تريد أن يسكن المالك فيما يملك.. إيجار وعشت تكنز فى أموالنا تسرقها.. تهربها ورواتبنا دوماً تأكلها الأسعار وكم من ظالم فى عهدك عاش حراً طليقاً وكم من مظلوم عاش مكبوتاً سجيناً فميزان العدالة بيدك اختل .... والكل عاش فى حصار إلى أن جاء يناير... فأزال غمه وأعاد أمه ببركة الثوار ضحى الكثير... فمات الكثير من أجل أن يأتى النهار وبعد أن زال الستار... انكشفت فهويت ولم تستطع الفرار فلا حيلة أمامك الآن لتنجو.. إلا تقديم اعتذار لكنى الآن أنصحك.. لا تعتذر فمن أجل كرامة الوطن وكرامة الشهداء.. لن نقبل منك الاعتذار.