صرح اللواء عبد الفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء، أن قراره بفتح الصيد أمام 54 مركب صيد لأبناء بدو جنوبسيناء لا يدمر البيئة، ولن يضر السياحة أو الغوص ولن يقضى على المخزون السمكى للبحر الأحمر، وأن الصيد فى المحمية كان مسموحا به قبل عام 2000، وتم إيقافه بعدما أفتى مسئول بالمحافظة بضررها على السياحة. ودافع شوشة خلال المؤتمر الصحفى الذى دعا إليه وسائل الإعلام بجنوبسيناء أمس الأحد عن قراره الذى أثار لغطا وردود أفعال سلبية بالسياحة والبيئة، ووصف المحافظ منتقدى القرار بالتسرع وعدم الدقة والاعتماد على النظريات الورقية والافتراضات الجدلية فقط، فيما اعتمد هو على خبرة الصيادين والمسئولين بالثروات السمكية. ونفى أن يكون قراره غير علمى أو تم تحت ضغط من البدو، وقال إنه اجتمع بجميع الجهات المعنية ولم يراعِ سوى البعد الاجتماعى والإنسانى لفئة الصيادين المظلومين - بحسب وصفه - اللذين يعتمدون على الصيد ولابد لهم من الاستمتاع بثروات وخيرات جنوبسيناء. وأشار محافظ جنوبسيناء إلى أن القرار تضمن عدة ضوابط ومحددات منها اقتصار الصيد على 36 مركب صيد، بالإضافة إلى 18 مركب نزهة تستخدم فى أغراض الصيد تم تحديدها من قبل جمعية الصيادين وجميع هذه المراكب لا تزيد قدرة محركاتها عن 30 حصان، واقتصار الصيد على حرفة السنارة فقط وحظر الشباك والشنشيلا، تحديد أماكن محددة للسروح والعودة مع قيام حرس الحدود وشرطة المسطحات بتفتيش المراكب فى الذهاب والعودة، ومنع الربط فى الشعاب واستبدال ذلك بربط المراكب فى بعضها وهو ما يعرف (بالبشليلة)، فضلا عن تحديد الاعداد المسموح بها فى كل مركب. وأكد شوشة أن تجربة الصيد نجحت وحتى الآن بدون أى مخالفات وسط رقابة من الجهات المختصة وهو ما يؤكد صحة القرار، فيما تكمن المخاطر على السياحة والغوص والبيئة من مراكب الصيد الخارجية التى تأتى من دمياط والسويس والتى لا تبقى على أخضر أو يابس، لأنها تستخدم الجر والشباك الضيقة فى الصيد وهو ما تعهد صيادو جنوبسيناء بالتصدى لهم ومنعهم من الوصول إلى محميات جنوبسيناء. وفى رد فعل لتصريحات محافظ سيناء أكد هشام جبر رئيس غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية السابق أن قرار فتح الصيد بمحمية رأس محمد يشتمل على عدة مخالفات قانونية وبيئية وسياحية خطيرة، فمن الناحية القانونية يعتبر القرار مخالفا لقانون البيئة والمحميات الذى يحظر ممارسة الصيد بالمحميات الطبيعية. أكد جبر أن المحافظ لم يهتم بتوصيات فريقى البحث العلمى التى شكلت من مجموعتين من العلماء الأجانب والمصريين أثناء أزمة هجمات القرش على سواحل شرم الشيخ مطلع العام والتى أشارت إلى أن الصيد داخل محميات جنوبسيناء أدى إلى استهلاك المخزون السمكى مصدر الغذاء الطبيعى لأسماك القرش، وهو ما أثر سلبا فى تغيير سلوكياته واتجاهه إلى مهاجمة السياح وأصوت بوقف جميع عمليات الصيد داخل المحمية. أما من النواحى البيئية قال جبر إن القرار له سلبيات خطير، لأن أسماك الشعور التى يستهدفها الصيادون خلال موسم التكاثر تتغذى على نجم البحر الشوكى الذى يتغذى على الشعاب المرجانية، وفى حال اختلال المعادلة البيئية باصطياد اسماك الشعور ستتضاعف أعداد نجم البحر الشوكى بشكل كبيرة وخطيرة، وبالتالى تدمير ثروة الشعاب المرجانية التى لا تقدر بثمن والتى تقوم عليها سياحة الغوص فى البحر الأحمر، كما ستمتد آثار القرار السلبية إلى مناطق اخرى فى البحر الأحمر والغردقة إذ إن الأسماك المستهدف صيدها فى رأس محمد هى فى الأساس اسماك مهاجرة من عدة مناطق بالبحر الأحمر مثل (كارليس ريف). قال إن الضوابط التى ذكرها محافظ جنوبسيناء فى القرار هى غير قابلة للتطبيق الفعلى، حيث إن المناطق التى يسمح فيها بالصيد غير مزودة بأى شمندورات وهو ما يجعل مراكب الصيد تربط فى الشعاب المرجانية وهو تدمير مباشر لثروات طبيعية داخل محمية رأس محمد، وفى منطقة يمارس فيها نشاط الغوص بعكس ما ادعى عبد الفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء. ووجه رئيس غرفة الغوص الشكر لمنير فخرى عبد النور وزير السياحة لرفضه القرار وللدكتور ماجد جورج وزير البيئة أيضا على الخطاب لذى أرسله لمحافظ جنوبسيناء برفضه السماح بالصيد داخل محمية رأس محمد، كما أشار جبر إلى أن الصيد داخل محمية رأس محمد لو اقتصر على فرشة الشعور بحسب قرار المحافظ فإن الكمية المتوقع اصطيادها خلال ال36 يوما مدة القرار لن تزيد بحسب تقديرات علمية عن 3 أطنان، وهو ما يعنى مكاسب مادية لا تذكر للصياد، وهو ما يمكن تعويضه من قبل وزارة السياحة فيما يتسبب قرار الصيد بخسائر بيئية وسياحية تقدر بالمليارات، فيما يفتح القرار الباب أما صيد أنواع من الأسماك ذات قيمة سياحية، فضلا عن الانعكاسات السلبية للقرار فى الإعلام الدولى وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تحفظ الدول الأوروبية والغربية المانحة لمعونات فى مجال الحفاظ على البيئة. وتوقع جبر ظهور آثار القرار السلبية على سياحة الغوص والبيئة قريبا بتكرار هجمات القروش التى ستكون أكثر ضراوة، فضلا عن التدمير الذى بدأ يحدثه نجم البحر الشوكى فى مواقع عدة بالبحر الأحمر وجنوبسيناء.