دعت الكاتبة والباحثة بجامعة هارفارد الأمريكية جوسلين سيزارى، إلى وضع خطة جديدة للتعامل مع الشرق الأوسط أشبه بخطة مارشال. وقالت الكاتبة فى مقالها بصحيفة "الجارديان" إن القضاء على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يمثل نقطة يحول فى السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يأتى فى وقت تحدث فيه تغييرات غير مسبوقة فى الشرق الأوسط. وتقدم هذه الخطوة فرص لبدء مرحلة جديدة والنظر فى خطة أشبه بخطة مارشال للمنطقة. وتوضح الكاتبة أن خطة مارشال كان وسيلة حاسمة استخدمتها الولاياتالمتحدة وحلفائها لإعادة بناء أوروبا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية. بالطبع، تغيرت الظروف السياسية والاقتصادية الآن عما كانت عليه عام 1945، كما أن الولاياتالمتحدة ليست فى حرب مع الدول الإسلامية، والدمار الذى أحدثته الحرب على الإرهاب لا يقارن بدمار ما بعد الحرب العالمية. كما أنه من غير المحتمل أن يتولى اقتصاد الولاياتالمتحدة الهش مسئولية مالية أشبه بمليارات الدولارات التى وفرتها خطة مارشال بين عامى 1948 و1951. وفى ظل هذه الظروف، يجب أن تفرق المساعدات المالية للدولة الإسلامية بين الدول الغنية والأخرى التى تعتبر فى حاجة حقيقية. كما يجب أن يُطلب من حكام هذه الدول المحاسبة والشفافية فى استخدامهما لهذه الأموال. لكن الأمر الأكثر أهمية من المساعدات الاقتصادية، تقول سيزارى، هو أن خطة مارشال كانت عبارة عن استراتيجية تواصل أكدت على أهمية ألمانيا بين الدول الغربية وغيرت وضعها من عدو إلى حليف من خلال تغيير استطرادى مع أوروبا. وهذه الاستراتيجية يجب أن يتم تكرارها ضمن سياق الربيع العربى. وترى الكاتبة أن هذه الاستراتيجية ستواجه عقبات عدة مثل استمرار النشاط الأصولى فى بعض الدول، ومن بعض الدول مثل السعودية وإيران وإسرائيل التى لن توافق على إعادة ترتيب السياسة الغربية. لكن يجب أن تستمر الحرب على الأصولية وإن كان فى إطار أكبر من الجهود الدبلوماسية. وربما يجادل البعض بأن مثل هذا النهج يمثل تضحية بالمصالح الغربية باسم المبادئ، لكن هناك من سيرد عليهم بأن الإلتزام بهذه المبادئ سيخدم المصالح العربية. وكان أوباما فى خطابه الشهير بجامعة القاهرة قد دعا إلى شراكة تقوم على المصلحة والاحترام المتبادل مؤكداُ حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يوجد عداء بينهما. وأكد أوباما على قيم مشتركة كالعدالة والتقدم والتسامح والكرامة الإنسانية. وإعادة التأكيد على هذه المبادئ سيكون الأساس فى تنفيذ مثل هذه الخطة المنشودة.