* نواجه يوما بعد آخر العديد من المواقف التى تحتاج منا اتخاذ القرار الذى ستكون له تبعاته فيما بعد، سواء كانت هذه المواقف شخصية أو مرتبطة بظروف العمل، وربما تكون قرارات وقتية وربما مصيرية لكنها فى كل الأحوال تحتاج إلى رؤية جيدة لنتائجها المرتقبة حتى لايتبعها ندم او ألم أو مشكلة - لا قدر الله – تستعصى على الحل. * وحتى نصل للقرار الصائب ربما نستشير الأهل والأقارب أو الأصدقاء أو ربما فى أحسن الأحوال من نجد أنهم خبراء فى المجال الذى تنتمى إليه المشكلة، لكننا كثيرا ما نبتعد عن الاسلوب المنهجى المنظم والذى يقتضى رؤية المشكلة من كافة جوانبها الايجابية والسلبية من خلال قراءة متعمقة اولا تليها مرحلة الاسترشاد باراء الخبراء فى هذا المجال، وأخيرا يقوم العقل بالعمل على معالجة كل هذه المدخلات للخروج بأقرب قرار تزيد فيه الايجابيات على السلبيات إن وجدت. * ورغم أن ما سبق قد يجده البعض أمرا مبالغا فيه إن كان القرار شخصيا، أو كان الموضوع بسيطا، ولا يستدعى كل هذا لكن الأمر الآن مختلف فقبل ثورة الخامس والعشرين من يناير اقتصرت قراراتنا على احوالنا الشخصية فى المنزل والعمل لكننا الان فى مرحلة القرارات التى ترسم مستقبل الوطن ذلك الوطن الذى اصبح الآن ملكنا جميعا بعد أن سرقة منا لفترات طويلة من اكتفوا بانفسهم لصياغة مقدراته متجاهلين طاقات ملايين المصريين والذين اذا انتفع الوطن بها لصارت مصر من اقوى الآم فى العالم سياسيا واقتصاديا وفى غيرها من المجالات. * أصبحنا الآن نفكر فى وطننا من سيكون الرئيس القادم ؟ من النائب الذى يستحق صوتى ؟ كيف يمكننى المشاركة فى صياغة مستقبل مصر؟ ماهى سلبياتى التى على أن أغيرها لصالح الوطن؟ ما هى إيجابياتى التى على الا ابخل بها على بنى وطنى؟ أسئلة كثيرة وغيرها أكثر يجب أن نضعها نصب أعيننا أولا ثم تأتى مرحلة البحث عن الاجابة وتلك هى المعضلة ! * عندما نحتاج ان نجيب عن سؤال هل البرادعى هو الرئيس المحتمل بما يحملة من ثقل دولى ؟ ام عمرو موسى بقبوله وكاريزمته لدى المصريين ؟ ام ان ايمن نور المنافس المصرى الوحيد لمبارك فى انتخابات 2005 عليه ان يأخذ فرصته فى 2011؟ ام ان تلك المرحلة يمكن ان تتقبل اسماء اخرى جديدة فى فكرة تصورها فى هذا المنصب الرفيع مثل : المستشار هشام البسطاويسى او المعارض حمدين صباحى وربما تكون هناك امرأة تكسر الاف الاعوام من حكم الرجال لمصر ! * اذا قررت تسليم عقلك للاعلامى ابراهيم عيسى فحتما سيقنعك بأن البرادعى ليس الا ويكفيه انه قال لا فى ظل سطوة نظام لم يستمع الا لكلمة نعم خاصة وان زوجته من كفر الدوار وان المفتريين يتهمونه بانها اجنبية --- واذا تجولت فى الفيس بوك ربما تجد عاطفتك تستسلم لأناس هالهم ما حدث لاحمد شفيق رئيس وزارة ال34 يوم فاذا بهم يؤكدون انه الاجدر بذلك وربما تجد اخرون فكروا كثيرا ووجدوا ان العلم هو السبيل لرفعه الامم ومن هنا فالعالم احمد زويل هو الاجدر ولاتقل لى انه لا علاقة له بالسياسة فرونالد ريجان رئيس امريكا السابق كان ممثلا واصبح الرئيس ولن تنتهى الترشيحات فى بلد فجأه انعم الله عليها بالديمقراطية التى تسلمتها ولم تجد الفرصة اصلا للبحث عنها فى معاجم اللغة ! * الحقيقة ان القرار حتى وان كان للوطن فلا يمكن ان نأخذه من الاخرين بحجة انهم يفهمون اكثر او انهم عملوا بالسياسة كثيرا فمهما كانت المسألة فان لكل منا عقلة الذى يمكنه ان يوصله لقرار يستريح اليه خاصة لو انه اعطى لنفسه الفرصة ليقرأ ويفهم ثم يقارن ويحلل ولا مانع ان يستمع لاكثر من تحليل سواء ممما يعرض فى وسائل الإعلام أو لقاء من قرأوا مثله ليأتى القرار فى النهاية على شئ تعلم زواياه وابعاده وربما يأتى عقلك بما لم يأتى به الخبراء لأنك فكرت بهدوء فى حين لم يفعلوا هم ! * عندما تجد دستورا يتم الاستفتاء حوله فعليك ان تقرأه بنفسك وتسأل الخبراء فيما لم تفهم لكن القرار قرارك فعندما اتت التعديلات الدستورية كانت الكارثة عند الاستفتاء ان تجد من اتخذ قراره دون ان يقرأ ماهى المواد المعدله وماهو مضمونها وماهى ابعادها وما علاقتها بالدستور الجديد فقط اكتفى بالثقه فى أن الكاتب الكبير فلان يراها هكذا - وده راجل علامه ومش ممكن يكون رأيه غلط – ونسى ان الله منحه عقلا مثله يمكنه ان يرى الامور بما افضل ! * يا اخوتى ... لا يوجد كاتب يكتب دون ان يقرأ اولا ليستخلص ما قرأ ويضع لمسته الابداعية التى منحها الله اياها وربما يأتى بأفضل مما قرأ فالله يلهم من اجتهد --- انها لحظة ينادينا فيها الوطن لنفكر فيه اكثر من انفسنا ووطننا يحتاج عقولنا اولا لتساهم فى رسم الطريق ومن بعدها ستأتى مرحلة الفعل التى سنعمل فيها اكثر مما نفكر رغم ان الفكر لن ينتهى مادام القلب ينبض فأكثر حكمه تسمعها فى حياتك قد تكون هى الجملة التى خرجت على لسان من يلفظ انفاسه الاخيره! * قرأت بعينى --- فهمت بعقلى -- ناقشته -- حاورته -- سألته -- أجابنى -- عرفت -- شكرته نعمة عظيمة منحها لنا الله ---- العقل فاجلعوه سبيلكم الدائم