التمويل الدولية: إفريقيا تحتاج مستشارين رواد أعمال لدعم مخططات التنمية

افتتحت فعاليات يوم رواد الأعمال الشباب فى منتدى "إفريقيا 2018" المقام بمدينة شرم الشيخ اليوم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، فى الفترة من 8- 9 ديسمبر الجاري، بجلسة خاصة لبحث سبل تعزيز النظم الإيكولوجية الإفريقية، ومناقشة الطرق المساهمة فى تعزيز التعاون فى مجالات ريادة الأعمال وتوفير الوظائف واستغلال المهارات بين مختلف دول القارة خلال المرحلة الراهنة.
قال فيليب لو هورو، المدير التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية بمجموعة البنك الدولي، إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو 90% من إجمالى المشروعات المقامة حاليًا، والتى تمثل ركيزة لتوفير فرص العمل والخروج بمزيد من الأفكار القادرة على جذب مزيد من رؤوس الأعمال للأسواق المختلفة.
وأضاف أن توافر المنتجات الإفريقية القائمة على أفكار محورية تستطيع أن تخلق سوقًا ناشئة تعزز قدرة هذه المنتجات على التوسع عالميًا، خاصة وأن إفريقيا تتمتع بكم هائل من الإمكانيات والبنية التحتية القادرة على تمكين الحكومات من عقد مزيد من الاتفاقيات وإقامة اللوجستيات التى تعزز فرص التوسع بالمشروعات المختلفة، لافتًا إلى توافر العديد من المبادرات التى تتعلق بدعم الإطار التشريعى فى إفريقيا لتسهيل توظيف التكنولوجيا فى المشروعات المحورية التى ستعتمد عليها دول القارة.
أشار فيليب لو هورو ، إلى أن مراكز الاستشارات تعد من العناصر ذات الأهمية القصوى حاليًا خاصة فيما يتعلق بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والأفكار الشابة، وهو ما يتطلب التوسع فى التعاون مع المؤسسات الاستثمارية وتشجيع الاستثمارات الواردة إلى الدول الإفريقية المختلفة، موضحا أنه يتم تقديم المشورة للبنوك فيما يتعلق بأهمية التوسع بالمشروعات المختلفة ومن ثم يجب دراسة مزيد من الأفكار الداعمة لرواد الأعمال لدعم الوصول إلى استراتيجية جديدة تحقق النمو لإفريقيا والمنطقة.
أوضح أن إفريقيا بحاجة إلى مستشارين رواد أعمال أكبر لدعم مخططات التنمية، بالإضافة إلى حتمية توزيع الاستثمارات على رواد الأعمال الشباب لدعم برامجهم وأفكارهم المحورية والإبداعية، مؤكدًا على أهمية توظيف التكنولوجيا فى إفريقيا والاستعانة بمؤسسات التمويل الدولية لمضاعفة رؤوس الأموال المتاحة خاصة وأن هناك كثير من الأفكار المتاحة التى تُعجل ضخ الاستثمارات بهذه الشركات الناشئة.

وطالب فيليب لو هورو بحتمية أن تتحد الدول الإفريقية ككتلة اقتصادية واحدة داخل القارة، لدعم برامج التنمية والمشروعات المشتركة ومن ثم الانطلاق بهذه المشروعات من خلال جذب مزيد من الاستثمارات والتمويلات الخارجية.
شدد على أهمية تهيئة المناخ الاستثمارى للمستثمرين فى القارة السمراء وكذلك القوانين التشريعية الخاصة بالإفلاس وذلك حال تعثر المشروعات القائمة، بحيث يكون هناك قواعد خاصة لكل قطاع يتم التعامل على أساسها.
من جانبه قال يسرى حلمي، الرئيس التنفيذى ل " EONITE PERCEPTION "، إن البلدان الأفريقية لديها عدد كبير من رواد الأعمال المؤهلين للوصول إلى السوق العالمى من خلال المشروعات والأفكار القادرة على نجاح المشروعات التى تمثلهم، موضحًا أن غالبية شركات رواد الأعمال الإفريقية تعتمد بصفة أساسية على الأفكار الإبداعية فى الأساس كى تتمكن من منافسة كبريات المشروعات الخارجية فى أوروبا والقارات المختلفة.
أوضح، أن هناك شركات شبابية ناشئة مبشرة للغاية، وهو ما يتضح خلال منحنى المشروعات الجديدة التى باتت واقعية وأكثر تطورًا خلال السنوات القليلة الماضية، مضيفًا أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل نقطة انطلاق لتنفيذ برامج التنمية المختلفة بجانب قدرتها على توفير كم هائل من فرص العمل التى تسمح بتوظيف غالبية شباب القارة والاستفادة من قدراتهم فى تحقيق التنمية.

أشار يسرى حلمي، إلى وجود العديد من المنظمات التى تقوم بالدعم والتمويل للمشروعات الناشئة، ورغم ذلك لا يزال التمويل هو التحدى الملح، فالتمويل فى إفريقيا يمثل 1/10 من التمويل دوليًا، وبالتالى لابد من جذب مزيد من الاستثمارات والتوسع فى شركات رواد الأعمال لجذب الاستثمارات الخارجية.

لفت إلى أن المنظمات الدولية للتمويل ليس لديها ما يمنع تمويل المشروعات الرائدة وخلق أسواق ودعم رواد الأعمال، مطالبًا بأهمية تعاون رواد الأعمال مع الحكومات المختلفة، لتأهيل المناخ الاستثمارى ودعمه فى جذب مزيد من الاستثمارات للأسواق الناشئة.

من جانبه أكد كريج وينج، أحد رواد الأعمال، أن رواد الأعمال الأكثر تأثيرًا فى العالم حاليًا، يمثلون قارات أخرى غير إفريقيا، وهو ما يُحتم ضرورة العمل بشكل أكثر قوة لتواجد القيادات الشابة الإفريقية فى هذه القائمة العالمية.

أشار إلى أهمية الاستفادة من التغيرات التى تحدث حول العالم والخروج عن الأفكار المألوفة لتدعم التنمية المستهدفة، موضحًا أن الهواتف المحمولة والإنترنت تمكنا من تغيير مسار ومجرى كثير من الأمور والمشروعات حول العالم، فالخدمات والتمويلات باتت تقدم من خلال الإنترنت وبالتالى الأمر لم يعد مرتبط بالموظفين الأذكياء، ولكن بالخدمات الرقمية التى أصبحت أحد أهم المحاور التى ينبغى الاهتمام بها.

لفت كريج وينج ،إلى أهمية التفكير فى مستوى النمو الرقمى وفتح مزيد من المكاتب فى هذا المجال ودعم الاستثمارات به فى المستقبل القريب، موضحًا أن الذكاء الاصطناعى والاعتماد على اللوجستيات يُبعد الحكومات عن العمل بالعواطف التى لا تحقق النمو المستهدف.