الرئيس الجديد للبنك الإفريقى للاستيراد والتصدير:إستراتيجية للتعاون مع مصر لدعم مشروعات البنية التحتية والبتروكيماويات

طرح بنديديكت اوراما الرئيس الجديد للبنك الافريقى للاستيراد والتصدير استراتيجية جديدة للتعاون مع مصر مع بداية توليه منصبه كرئيس للبنك عقب انتهاء مراسم تنصيبه خلال الحفل الذى اقيم بالقاهرة مرحبا بالمشاركة فى تمويل المشروعات القومية الكبرى التى تخدم التجارة مع افريقيا، الى جانب رؤيته المتفائلة للوضع الاقتصادى المصرى وخطة الاصلاح والتنمية
وفيما يلى نص الحوار الذى اجراته «الأهرام» مع الرئيس الجديد للبنك:
ما هى ملامح استراتيجية البنك فى التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة؟
مصر تعتبر دولة محورية فى افريقيا وتلعب دوراً كبيراً فى تنمية القارة والبنك الافريقى للاستيراد والتصدير يتبنى استراتيجية واضحة لدعم التجارة بين مصر والدول الافريقية تعتمد على برنامج تنمية التجارة الذى تم الاتفاق عليه مع الجانب المصرى بقيمة 500 مليون دولار وتم بالفعل تمويل عدد من المشروعات بقيمة تصل الى اكثر من 200 مليون وهناك عدة مشروعات يتم الاتفاق عليها للاستفادة من المبلغ المخصص للبرنامج قبل نهاية العام.
ما هى المشروعات التى سيتم التركيز عليها فى الاستراتيجية الجديدة للتعاون مع مصر؟
سنركز خلال الفترة المقبلة على دعم المشروعات التى تخدم رفع معدلات التجارة البينية مع افريقيا وفى مقدمتها مشروعات البنية الاساسية ومشروعات الطاقة والكهرباء والبتروكيماويات ودعم برامج الشركات المصرية التى تسعى للدخول الى الاسواق الافريقية حيث تتميز المنتجات المصرية بالعديد من المزايا التنافسيه، وبالفعل يتم تمويل العديد من المشروعات فى هذه المجالات فى الوقت الحالى ولكن نسعى الى توسيع نطاق هذا التمويل والدخول فى شراكات مع منظمات الاعمال فى مصر .
هل هناك مشكلات فى التنسيق مع مصر فيما يتعلق بنشاط البنك ؟
لايوجد مشكلات فى التنسيق مع الجانب المصرى ومصر ساندت البنك الافريقى للاستيراد والتصدير منذ بداية عمله على الاراضى المصرية منذ اكثر من 22 عاما ووفرت للبنك كل وسائل الدعم والمساعدة وبالفعل تمكن البنك من افتتاح مقره الرئيسى منذ ايام فى مصر بعد عدة سنوات من انتهاء اعمال انشائه، واعتقد انه فى ظل التوجهات الحالية للقيادة المصرية هناك اهتمام كبير بتنمية العلاقات مع افريقيا واخرها القمة الافريقية التى عقدت فى مدينة شرم الشيخ المصرية فى يونيو الماضى للتحالف بين التكتلات الافريقية الكبرى.
ما هو شكل الدعم المطلوب من الحكومة المصرية ؟
المطلوب ان يكون هناك تبن لسياسات تجارية واقتصادية تدعم التعاون مع دول القارة الافريقيه وتوقيع المزيد من الاتفاقيات التجارية لتيسير خطوط التجارة وفتح الاعتمادات المالية وكذلك توعية مجتمع الاعمال فى مصر واصحاب المشروعات بأهمية التعاون مع افريقيا وبالفرص الاقتصادية والتجارية الكبيرة التى تزخر بها دول القارة والتى يمكن تمويلها ودعمها من خلال البنك الافريقى للاستيراد والتصدير، كما نحتاج الى بيئة اعمال مشجعه للتبادل التجارى مع افريقيا وتقارب فى الرؤى والاهداف.
كيف ترون الاصلاحات الاقتصادية التى تنتهجها مصر فى الفترة الحالية؟
الاصلاحات الاقتصادية التى تقوم بها مصر فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى نعتقد انها ايجابية وتدعو الى نظرة متفائله لمستقبل مصر ووضعها الاقتصادى، حيث تتبنى مصر سياسات جديدة تعتمد على اصلاح الخلل فى الهيكل الاقتصادى والحد من عجز الموازنه والتوسع فى اقامة مشروعات قومية كبرى ومن اهمها مشروع قناة السويس الذى يمثل نقله كبيرة فى مستقبل مصر وحركة التجارة العالمية.
كيف يمكن ان يسهم البنك الافريقى للاستيراد والتصدير فى تمويل المشروعات التنموية الكبرى فى مصر وعلى رأسها محور تنمية قناة السويس؟
البنك مستعد للمشاركة فى مشروع محور تنمية قناة السويس من خلال تمويل المشروعات الخاصه بالكهرباء والطاقه والبتروكيماويات والتى يمكن ان تصدر منتجاتها الى الاسواق الافريقية، وهذا المشروع سيحقق طفرة كبيرة فى مناخ الاعمال فى مصر وكذلك فى الاستثمار والتجارة العالمية، ويعتبر نظام المناطق الاقتصادية والصناعية التى يتم التوسع فى انشائها فى مصر مهم جدا لجذب الاستثمارات ودعم الصناعة وزيادة المنتجات التنافسيه والتوسع فى الدخول فى اسواق جديدة.
ما هى التحديات التى تواجه عمل البنك؟
اهم التحديات التى تواجه عمل البنك وهو تحسين البنية التحتية للتجارة بين الدول الافريقية وتحدى توفير مصادر الطاقه والكهرباء وكذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فهناك العديد من المناطق فى افريقيا تعانى فقرا شديدا فى الخدمات الاساسية ونحتاج الى العمل على توفير هذه الخدمات وتوسيعها حتى تتمكن قارة افريقيا من ان تكون قارة قادرة على المنافسه عالميا. كذلك هناك تحدى انخفاض اسعار المواد الاولية والموارد الطبيعية والتى تعتبر مصدر من مصادر الدخل لافريقيا.
كيف ترون حجم التجارة البينية بين دول القارة الافريقية؟
حجم التجارة البينية بين دول القارة الافريقية لايزال ضعيفا حيث لايتخطى نسبة 15%من حجم تجارة الدول الافريقية مع الدول الخارجية وهذه النسبة متواضعه بالنظر الى ما تمتلكه دول القارة من امكانيات كبيرة فى عدة مجالات على راسها مجال الزراعه والسلع الاولية والمنتجات المختلفه، وفى مقابل ذلك هناك تحد كبير يتمثل فى الارتفاع الكبير لواردات الدول الافريقية من الدول الاخرى غير الافريقية ويرتكز الدور الاساسى للبنك على تنمية هذه التجارة ودعم المشروعات المختلفه لزيادة التبادل السلعى بين دول القارة .