"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون" العلم والإيمان هما أساس التقدم والازدهار وخاصة العلم الذى نتوصل به إلى الله، سواء أكان هذا العلم فى الطب أو غيره من العلوم الأخرى، والإسلام أمر المسلمين بالعلم لأن المتعلمين لهم شأن عظيم عند الله، هذا ما أكده الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، فى كلمته التى ألقاها خلال ملتقى الفكر الإسلامى المقام بساحة مسجد الإمام الحسين. مشيرا إلى أن الإيمان بالله "هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر حلوه ومره خيره وشره"، لافتا إلى أن الإيمان هو أساس نهوض الرسالة البشرية وركن أساسى فى المنظومة الأخلاقية، كما أن الحياة بدون الإيمان بالله ليس لها معنى "يأكل فيها القوى الضعيف والغنى الفقير". مؤكدا أن معظم المجتمعات الإنسانية التى تدين بغير الإسلام تحرم أن تجعل مع الله آلهة أخرى، ولذلك يقول أحد اليهود لو لم يكن للناس الله لاخترنا لهم الله". لافتا إلى أن الإيمان ليس مجرد انطباع عند المسلم أو ضرورة اجتماعية بل الإيمان يتطلب البعد عن المعاصى والإسراع إلى فعل الطاعات. وقال إن الإسلام هو الإناء الذى نضع فيه المقصود من شهادة وصلاة وزكاة وصوم رمضان وحج البيت لدى كل مسلم ومسلمة. مشيرا إلى أن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن الإحسان هو غاية الدين وأصل مكارم الأخلاق لكل مسلم، مؤكدا أن رسول الله صلى الله علية وسلم كان من أكثر الناس أخلاقا، حيث يقول المولى فى كتابه العزيز "وإنك لعلى خلق عظيم" كما أن الإحسان يقوم على أركان عدة منها "الصدق" وهو المعيار الأساسى فى تقدم المسلمين وإيجاد العمل المناسب الذى يرقى بمستوى الأمة الإسلامية فى جميع المجالات. وأشار كذلك إلى أن من آليات الإحسان"الرحمة" وهى أصل كل الأخلاق الكريمة والرحمة صورة من كمال الفطرة وجمال الخلق التى يحتاج إليها كل إنسان، والتى تحمل صاحبها على البر، وتهبّ عليه فى الأزمات نسيماً عليلاً تترطّب معه الحياة، وتأنس له الأفئدة. وفى الحديث "جعل الله الرحمة مائة أنزل فى الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه". وأوضح أن الأخلاق فى الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة، وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء بل إنها ثوابت مرتبطة بالعقيدة الإسلامية، والأخلاق هى أساس النجاح الشخصى عند جميع الأمم، مؤكدا الأخلاق هى الصورة التى يرى بها أعداء الإسلام "الإسلام والمسلمين"