◄ سيدة نساء العالمين فى زمانها .. البضعة النبوية، والجهة المصطفوية، أم أبيها [ هذه كنيتها ]، بنت سيد الخلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- القرشية الهاشمية، وأم الحسنين. ◄مولدها قبل المبعث بقليل، وتزوجها الإمام على بن أبى طالب فى ذى القعدة، أوقبيله، من سنة اثنتين بعد بدر . وقد كان النبى- صلى الله عليه وسلم- يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة.. وكانت صابرة دينة خيرة صينة شاكرة لله . وقد غضب لها النبى -صلى الله عليه وسلم- لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغاً من خطبة بنت أبى جهل، فقال : ( والله لا تجتمع بنت نبى الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبنى ما رابها، ويؤذينى ما آذاها ) فترك على الخطبة رعاية لها، فما تزوج عليها ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرى، رضى الله عنهما. ◄ولما توفى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حزنت عليه، وبكته، وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه . ◄وقالت بعد دفنه: يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله- صلى الله عليه وسلم. ◄وقد قال لها فى مرضه: إنى مقبوض فى مرضى هذا . فبكت . وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة . فضحكت، وكتمت ذلك . فلما توفي- صلى الله عليه وسلم- سألتها عائشة، فحدثتها بما أسر إليها . ◄وقالت عائشة رضى الله عنها: جاءت فاطمة تمشي، ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله- صلى الله عليه وسلم-فقام إليها وقال ( مرحباً بابنتى). ◄توفيت بعد النبى -صلى الله عليه وسلم- بخمسة أشهر أو نحوها. وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة . ◄وقد انقطع نسب النبي- صلى الله عليه وسلم- إلا من فاطمة . ◄وصح أن النبي- صلى الله عليه وسلم- جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً) . ◄عن أبى سعيد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : ( لايبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار) . ◄وكان لها من البنات: أم كلثوم، زوجة عمر بن الخطاب، وزينب، زوجة عبدالله بن جعفر بى أبى طالب . ◄وعن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله- صلى الله عليه وسلم- من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها، وكذلك كانت هى تصنع به . ◄وعن عائشة قالت: عاشت فاطمة بعد النبي- صلى الله عليه وسلم- ستة أشهر، ودفنت ليلاً . قال الواقدى : هذا أثبت الأقوال عندنا . وقال : صلى عليها العباس، ونزل فى حفرتها هو، وعلى والفضل