لقد قابل المصريون خبر منع ثالوث الفساد "سرور وعزمى والشريف" من السفر، والتحفظ على أموالهم، والتحقيق معهم، بكثير من الترحاب والسرور، خاصة أن هذه الخطوة قد طال انتظارها، فقد مضى على ثورة الشعب المصرى ما يقرب من الشهرين، وطالب الشعب بمحاكمة رؤؤس الفساد، الذين نهبوا ثروات الوطن، وأفسدوا الحياة السياسية، من تزوير للانتخابات إلى حماية للمزورين وإلباسهم ثوب الحصانة، ورفع شعار "المجلس سيد قراره"، من قبل فتحى سرور. ورغم ذلك نجد أن الأخير لا يخجل، بل يتصل بالقنوات الفضائية محاولا أن يرتدى ثوب البطولة، ورأينا حواره فى المصرى اليوم، الذى زعم فيه أنه تنبأ بالثورة قبل وقوعها، حتى وصفه الأستاذ فهمى هويدى بأنه ثائر من جنود فرعون، ولازالت كلمة موافقة التى صدعنا بها طوال 21 عاما يرن صداها فى آذاننا، هذه الموافقة التى كانت لإقرار قانون باطل، أو إسكات صوت المعارضين الشرفاء. أما صفوت الشريف الذى خرج علينا بعد يومين من الثورة قائلا: إن قيادات الوطنى لا تفر من الميدان، ثم اختفى بعدها، ولا نكاد نسمع له صوتا، ولا نعلم له مكانا، ناهيك عن تدبيره لموقعة الجمل، كما كشف التقرير المبدئى للجنة تقصى الحقائق، فضلا عن استفزاز الشعب المصرى بأسره، حين خرج علينا وبجواره أحمد عز بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، لكى يحتفلا بنجاح حزبهم الواهى وحصوله على الأغلبية الساحقة، وجرائمهم لا يتسع لها مقال. أما زكريا عزمى فحدث ولا حرج فهو مخزن أسرار الفساد لحقبة مبارك، يعرف الكثير والكثير، كان يقول إن الفساد فى المحليات للركب، بينما كان هو مهندس الفساد فى بيت الرئاسة، تضخمت ثرواتهم من قوت الشعب المسكين، وقويت شوكتهم على حساب حرية الشعب المقهور، إن تقديم هؤلاء إلى العدالة خطوة طال انتظارها لكى يتبعها خطوات وخطوات لملاحقة رؤوس الفساد، لكى يطمئن الشعب المصرى أن ثورته المباركة تسير فى الاتجاه الصحيح.