"الخيانة الزوجية والموت المعنوى".. كيف يتخطى الزوجان الفترة الأصعب والأطول بعد الكارثة؟.. استشارى علم نفس: التكتم وعدم الفضيحة والاعتراف قبل انهيار العلاقة خطوات عملية لتجاوز الأزمة

فترة اكتشاف الخيانة أو ما بعد الخيانة فى الحياة الزوجية بالنسبة للمجنى عليه أو عليها فى علم النفس تعرف بما يسمى "الموت المعنوى"، والذى يظل تأثيره لمدة طويلة، خصوصا على الزوجة، لكنها لو كانت هى الخائنة أو الجانى لازدادت الصدمة والاكتئاب ونتج عنها قرارات خاطئة وسريعة قد تهدم الأسرة فى حينها.
كثير من البيوت المصرية قد تمر أحيانا بفترة ما بعد اكتشاف الخيانة الزوجية، وتكون فترات عصيبة جدا، وتكون النهاية إما اللجوء إلى الطلاق والانفصال فى نهاية المطاف، أو الموت المعنوى الذى يبقى تأثيره لمدد طويلة حتى تعود الحياة إلى مجراها.
استشارى علم النفس: إعادة الثقة بالتدريج تستلزم حرية فى العلاقة وصدق وأمانة
الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم نفس وتربوى ورئيس مؤسسة الإيمان للإرشاد النفسى والتدريب والاستشارة، أكدت أنه لإعادة الثقة بين الزوجين بعد الخيانة، لا بد من اتخاذ خطوات عملية وعلمية جادة، مؤكدة أن الثقة لا تأتى فى يوم وليلة ولا بد من العرض على أخصائى نفسى للمتابعة وإعادة الثقة بالتدريج، وبالكلام العملى يمكن بالفعل عودتها لأن الثقة تستلزم حرية فى العلاقة وصدق وصداقة وأمانة وعدم التخوين.

استشارى علم النفس: الاعتراف بالخيانة مبادرة للحل قبل فقدان الثقة نهائياً
ونصحت استشارى علم النفس الزوج الخائن بالمبادرة بالاعتراف بخيانته خصوصا فى حال شك الزوجة، لأنه يكون على حافة الهاوية وعلى وشك السقوط واكتشاف خيانته، موضحة أن الكذب يؤدى إلى فقدان الثقة للأبد، فعليه الاعتراف والبدء بالصراحة والمصارحة بوجود الخطأ، ولأن الخيانة ليس لها تبرير، فعليه أن يوضح الأسباب الحقيقة لخيانته وعليه أن يجيب على كل أسئلة الطرف الآخر كاملة.

إيمان عبد الله: على الجانى تحمل المسئولية وسرد أسباب الخيانة وتنفيذ طلبات الضحية
وقالت إيمان، إنه لا بد على الجانى من تحمل مسئولية أخطائه، بأن يظهر منكسرا ومحترما ويعتذر وأن يمتلك الشجاعة لمواجهة الحقيقة، وهناك فرضية من فرضيات علم البرمجة اللغوية العصيبة، تؤكد أن "وراء كل سلوك نية إيجابية" وعليه بأن يخبرها بأن سلوكها ليس إساءة لها ولا إهانة وعليه المبادرة بالشكل الفعلى بتقديم تنازلات وتنفيذ طلباتها، ويقومان بالمتابعة سويا عند أخصائى نفسى أو دكتور نفسى أمين يحافظ على الأسرار بدلا من معرفة الأقارب أو الأهل، لأنها أساس الفضائح فى المستقبل وتؤثر على الأطفال وتربيتهم، والأفضل التكتم والكتمان لأنه تصم الشخص بالخيانة والعار مدى الحياة حتى لو أقبل على التوبة بعدها.

علم النفس: إثبات حسن النية بإنهاء العلاقة تماما
وتضيف استشارى علم النفس أنه عليه إثبات إنهاء العلاقة أمامها بحذف كل ما يخص الطرف الآخر من على الهاتف المحمول، وفلترة أى شىء يخص الحالة الأخرى، وعليهما عدم التشويه صورتهما أمام الأولاد، بالإضافة لفقدان الثقة من خلال التشنيع.
قصة زوج خان زوجته مع شقيقتها لمدة طويلة
وتحكى عن قصة زوج خائن أتى إلى العيادة إليها منذ أيام قلية ونجحت فى إعادة الثقة بينه وبين زوجته الضحية فى أول أيام شهر رمضان المبارك، قائلة إن الزوج جاء إلى العيادة يشتكى من تعرض حياته دائما للكذب، بسبب الشك الدائم فى تصرفاته، لأنه كان دائم التأخير والابتعاد عن زوجته وتجنبها وعلى خلاف معها، فتأكدت حينها أنه يقوم بخيانتها والأزمة أنهما وأولادهما اضطروا للعيش حوالى 7 شهور فى بيت العيلة عند والدتها علاوة على أنه يعمل مع زوجته فى نفس المكان وفى نفس الوظيفة، وخانها مع أختها، واتهمها بأنها كانت تهمل مشاعره.

الزوج الخائن يعود إلى أسرته أول أيام رمضان مقدما كل التنازلات
وقال الزوج الخائن فى اعترافاته أمام استشارى الطب النفسى، إنه نادم على خيانته لزوجته وكان ينوى الاعتراف لها، ولكنها عرفت عن طريق الصدفة البحتة، حيث بدأت الخيانة فى بيت أمها، واستمرت مدة طويلة شهور عديدة وعندما سألته بعد كشف أمره "قال لها لقيت حاجات عندها مش عندك" ففهمت ما أقصده وبعدها قامت بتأنيب نفسها حتى بعد الابتعاد عن المنزل"، وأكدت إيمان أنها نجحت فى تغيير أفكار كثيرة وتعديل موقفها، وبدأت خطة العلاج بأن قدم الزوج اعتذاره وبدأ يسمع كل طلبات الزوجة وينفذها، لأن العلاج يبدأ بتصحيح معرفى وتعديلى سلوكى فى المفاهيم أولا، ثم السلوك، موضحة أنها نجحت فى إعادتهما إلى منزل الزوجية منذ يومين، إلا أن العلاج يسلتزم وقتا طويلا".