بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    إزالة 36 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    «مدبولي» لممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية: نهتم بتوسيع نطاق الاستثمارات بالمجالات المختلفة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الإسكان»: بدأنا تنفيذ 64 برجا سكنيا و310 فيلات في «صواري» الإسكندرية    وزير التعليم العالي: توسيع التعاون الأكاديمي وتبادل الزيارات مع المؤسسات البريطانية    ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية إلى 1700 شخصا    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    ميدو يصدم قائد الأهلي ويطالب بتسويقه    التشكيل المتوقع لمباراة روما وليفركوزن بالدوري الأوروبي    موعد مباراة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري المصري الممتاز والقناة الناقلة    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة.. «سيولة في شارع الموسكي»    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    بعد 119 ليلة عرض: رفع فيلم الحريفة من السينمات.. تعرف على إجمالي إيراداته    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    «الوزراء»: إصدار 202 قرار بالعلاج على نفقة الدولة في أبريل الماضي    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يخون الرجال ؟
نشر في التغيير يوم 06 - 10 - 2011

\r\n\r\n \r\nلعل اصعب واقسى المواقف التي تعيشها الزوجة هي لحظة تعرف او تكتشف ان زوجها قد خانها او انه يخونها مع اخرى . \r\nحتى وان بعض النساء تصف وقع الخبر عليها كوقع الصاعقة وانها تمنت لو ان الارض انشقت وابتلعتها قبل ان تتعرض لمثل هذا الموقف وغالبا ما تخونها أقدامها ايضا فلا تقوى على حملها فتلقي بنفسها عند اقرب كرسي وهي سارحة مندهشة ، كيف فعل ذلك ؟ كيف تجرأ على خيانتي ؟ لماذا فعل ذلك ؟ هل انا مقصرة معه في شيء ؟ ام ينقصني شيء ما الذي يبحث عنه ؟ ماذا وجد عند المرأة الاخرى ولم يجده عندي ؟ اهذا جزاء سنين من التضحية والوفاء له وللاولاد؟ لماذا هذه القسوة اين اخلاقه ؟ اين دينه واين وفاؤه وكلماته المعسولة التي لطالما اغرقني بها والتي وصفت حبه واخلاصه ؟ وأين اللهفة التي لاقاني بها كلما رآني واين الشوق اليّ ؟ أكُل ذلك كان خداعاً ام تمثيلا ؟ ام انه بات من الماضي .... ؟\r\nعشرات من الاسئلة تدور وتدور ولا تجد لها اجابة لتزيد بذلك حيرة الزوجة وتيهها وتشتتها ، ولكن غالبا ما يكون السؤال المركزي الذي تقف عنده وقد لا تجد الاجابة عليه ، هو لماذا يخونني ولماذا يخون الرجال ؟ في هذا المقال سنستعرض - باذن الله - ما يقولة كبار الاخصائيين في العلاج الزوجي بهذا الصدد وكيف يجيبون على هذا التساؤل ، ولكن قبل ذلك تجب الاشارة ان الخيانة الزوجية من الممكن ان تكون من قبل الزوج او من قبل الزوجة على حد سواء ولكننا في هذا المقال سوف نتناول خيانة الزوج لزوجته والتي في غالب الاحيان هي المنتشرة في اوساط المتزوجين خاصة العرب منهم ، ومن الجدير ذكره انه يصعب عرض نسب واحصائية دقيقة تصف لنا حجم ظاهرة الخيانة ومدى انتشارها في المجتمع العربي في البلاد خاصة انه من النادر ان نجد بحثا علميا تم اجراؤه في هذا المجال ، ولكن اذا نظرنا الى المجتمع الغربي فاننا نجد ان بعض الابحاث العلمية قد اكدت ان اكثر من 50% !! من الرجال يدعون بانهم خانوا زوجاتهم على الاقل مرة واحدة خلال الزواج وان اكثر من 40% !! من الزوجات قمن بخيانة ازواجهن على الاقل مرة واحدة خلال فترة الزواج ، وبطبيعة الحال لا يمكن ان نتوقع ( و نأمل ذلك على الاقل ) ان النسب المهولة هذه مشابهةً لتلك الموجودة في المجتمع العربي خاصة وان مجتمعنا مهما شهد من تغيرات يبقى مجتمعا عربيا متدينا ومحافظا .\r\n \r\nرد فعل الزوجة على خيانة الزوج\r\nتقول احدى المعالجات الزوجيات والعائليات المعروفة في البلاد وهي الدكتورة (روت ليرون) أن ردود الفعل للخيانة تكون ردود فعل صعبة وشديدة ذلك ان المرأة تشعر بانها موجودة في تخبط عاطفي وذهني لا نهاية له فمشاعر البلبلة والخوف والالم تسيطر عليها ناهيك عن مشاعر الغضب والاهانة وحتى الشعور بالفقدان فهي فقدت محبة الزوج المُطْلقة لها وفقدت ثقتها بذاتها وفقدت احلامها مع زوجها الذي ظنته مخلصا وفيا ، وفقدت الامن والامان وحتى انها فقدت قدرتها على فهم ما يدور من حولها وقدرتها على تقدير الواقع فها هي عاشت اعواما واشهر مع زوج ظنته وفيا لها واتضح انه على عكس ذلك بهذا فهي تفقد ثقتها بنفسها وانها قادرة على تقدير ما حولها وما قد يحدث لها . وتكتشف انها عاشت في واقع غير الواقع الذي اعتقدت انها تعيشه. كل هذه المشاعر من الفقدان تجعلها تشعر بالالم وكأن شخصا قريبا وعزيزا قد مات ، فما اصعب ان تكتشف المرأة ان الشخص الذي احبته وظنت انه مخلص لها ووثقت فيه اصبح مرة واحدة ضدها واصبح مصدر المها وجرحها .\r\n \r\nاذا لماذا يخون الرجال ؟\r\nلو رجعنا للسؤال المركزي وهو محور مقالنا في هذا العدد لماذا يخون الرجال ، مع انهم مدركون لكل ما قد ينجم عن خيانتهم هذه من ردود فعل للزوجات ومن التهديد على استمرارية الحياة الزوجية والاهم من ذلك مع علمهم بان الخيانة الزوجية مرفوضة شرعا ودينا وضميرا وعرفا .\r\nيقول (ديفيد بيتمان ) احد الباحثين العالميين والباحثين في مجال العلاقات الزوجية اننا من الممكن ان ننسب اسباب الخيانة الزوجية الى ثلاثة محاور .\r\nالاول : الاسباب الشخصية والفردية .\r\nالثاني : الاسباب المرتبطة بطبيعة العلاقة بين الزوجين .\r\nالثالث : الاسباب المتعلقة بمراحل النمو والتطور .\r\nاما المحور الاول فهو يتطرق للاسباب الفردية والشخصية والمقصود بها ان الرجل يقدم على خيانة زوجته بسبب المبنى النفسي لشخصيته واحتياجاته النفسية او لوجود عقده او نقص ما يعاني منه وليس بسببها هي او بسبب معاملتها او تقصيرها او طباعها كما يظن ، البعض فمن الممكن ان تكون الزوجة شبه مثالية ولكن بسبب معاناة الزوج من بعض النواقص العاطفية وبسبب مبنى شخصيته وطبيعته النفسية واحتياجاته العاطفية يقدم على الخيانة لذا يدعي الاخصائيون ان المذنب في هذه الحالة هو الزوج وان العلاج لمسألة الخيانة يجب ان يقتصر عليه وعلى معالجته النفسية حتى لا يعود لتكرار الخيانة مرة اخرى ولتوضيح هذا الجانب سوف نستعرض عدة انواع من الشخصيات التي ترتبط الخيانة الزوجية بشكل مباشر مع مبنى شخصيتهم النفسي .\r\nأ- هناك من الرجال الذين يتميزون بان لديهم صعوبة في السيطرة على رغباتهم وعلى ما تحدثهم به انفسهم لذا فلا توجد لديهم قدرة على قضاء فترة بلا اشباع جنسي او بلا اشباع عاطفي ، لذا فنجدهم يخونون الزوجات ويبحثون عن بديل عندما يشعرون بنقص في حياتهم الزوجية مثلا في الاوقات التي لا تقدر المرأة فيها على الجماع ( كالحيض ، النفاس ، والمرض ، وغيرها ) او في اوقات يسود الفتور العاطفي حياتهما الزوجية .\r\nب- بعض الرجال ( خاصة الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس ) . يشعرون عند خيانتهم لزوجاتهم بالثقة فهم يصبحون من خلال الخيانة مرغوبا فيهم من امرأة اخرى ويوجد عدة نساء في حياتهم او عدة نساء يتنافسن على محبتهم كذلك فثقتهم بانفسهم تتعزز لانهم يشعرون بان لديهم قدرات جسدية وانهم ما زالوا « في عداد الشباب » وانهم مرغوب بهم وانهم ما زالوا محبوبين .\r\nج- احد الاسباب التي تقف وراء اقدام الرجال على خيانة الزوجات مرتبط بحاجة بعض الرجال الماسة الى الشعور بالانفعال الدائم ورغبتهم في الشعور بانهم يعيشون مغامرة مثيرة وعادة ما يكون هذا الشعور لدى اشخاص لديهم فراغ عاطفي شديد يرغبون بملئه فتكون الخيانة والاثارة التي تدور حولها والحاجة بالمراوغة والكذب والتستر والكتمان احدى الوسائل ( للأسف ) لمقاومة هذا الفراغ ، واحدى الوسائل لتعبئته .\r\nد- هنالك تفسيرات نفسية عميقة اكثر للخيانة وهي ان هناك من الرجال من تربوا على الشعور بانهم غير مرغوب فيهم وانهم غير محبوبين ( اما لاهمالهم من قبل الاهل واما لمقارنتهم بالآخرين ، واما بتفضيل الآخرين عنهم وغيرها ) ، لذا فهو يبحث عن الزوجة المثالية التي تعطيه حبا مطلقا لا حدود له وعطاء واهتماما كبيرا يملأ هذا النقص الذي تكون لديه خلال سنوات عمره ولكون هذا المطلب غير واقعي ولكون الزوجة مهما كانت مخلصة ومحبة له فانها لن تقدر على اغراقه بالمحبه الشديدة والمطلقة التي يريدها ، لذا فانه يشعر بالنقص وانه يريد اكثر مما تعطيه لذا فهو يبحث عن امرأة « مثالية» اخرى تزوده بالحب المطلق الذي يحلم به وبهذا فانه يخون زوجته وهذا المثال يلائم هؤلاء الازواج الذين نقول عنهم « انهم يرفضون النعمة » ، لكونهم متزوجين من زوجات رائعات صالحات ولكنهم مع هذا يقدمون على الخيانة .\r\nه- هنالك من الازواج من يعانون من خلل في نموهم العاطفي فيكونون رجالا بالغين عاملين متعلمين ، ولكن بنيتهم النفسية تشبه الاطفال فهم يفتقدون امهم التي تزودهم بالحنان والحب الذي لا حدود له لذا فيحاولون تعويض هذا الفقدان وهذا النقص بالبحث عن امرأة تملأ مكان الام ( وهذا طبعا كله باللاوعي ) ليكون عطاؤها لهم بلا حدود ، ويكون بحثهم عن هذه المرأة المثالية مستمرا لذا نجدهم ينتقلون من امرأة لاخرى طبعا لانه لا توجد تلك المرأة التي تملأ مكان الام المفقود ، وهذا البحث يعود ليس لمرض نفسي ، وانما لخلل نفسي او في النمو النفسي ويعود الى ان هذا الرجل لم ينفصل عن امه بالشكل الصحيح وبقي في حاجة لها ولديه بالرغم من كبره ارتباط كبير بها ( لذا من المهم ان يكون عند الصغر فطام صحيح وتدريجي من الطفل وان لا يترك بشكل مفاجىء او لفترات طويلة حتى لا تحدث لديه علل نفسية نراها تظهر في علاقته المستقبلية مع زوجته ) .\r\nو- هناك من الرجال من لديهم صعوبة في بناء علاقات قريبة ودافئة وحميمة مع زوجاتهم بسبب انهم اصلا لم يكن لديهم علاقات قريبة مع آبائهم وامهاتهم لذا فهم يخونون زوجاتهم حتى يحدثوا فجوة وبعداً معيناً منهن كما ذكرنا بسبب عدم مقدرتهم او قصورهم عن بناء علاقات مستقرة وقريبة منهن .\r\nز- يوجد من الرجال من يستصعب دمج الحب بالعلاقة الجنسية بمعنى انهم يظنون او تربوا على ان الحب يجب ان يكون افلاطونيا وغير مرتبط باي علاقة جنسية لان علاقة من هذا النوع تعيب الحب وتجعله غير طاهر بمفاهيمهم ، لذا فنجدهم يحبون زوجاتهم بشكل افلاطوني ودون اقامة اي علاقة جنسية معهن او علاقة جنسية محدودة وبالوقت ذاته يقيم علاقات جنسية مع بنات الهوى او المومسات، وبهذا يحدث الفصل فيكون معهن فقط لاشباع رغبته الجنسية ومع زوجته لاشباع رغبته العاطفية النفسية التي يجب بمفاهيمه ان تكون طاهرة من اي جنس .\r\nالمحور الثاني : \r\nيؤكد دييد بيتمان ان المحور الثاني والذي يضمن تفسيرا لاسباب خيانة الرجال ينسب الخيانة لطبيعة العلاقة الزوجية بمعنى ان الخيانة ما هي الا مؤشر على وجود خلل او مشكلة في الحياة الزوجية بين الرجل وزوجته تماماً مثلما ارتفاع حرارة جسد الانسان يكون مؤشراً لوجود مرض في الجسم لذا فاذا اردنا ازالة الحرارة علينا مداواة المرض كذلك بالنسبة للزوجين فاذا اردنا علاج الخيانة الزوجية ومنع حدوثها مرة اخرى يجب ان نعود لعلاقة الزوج بزوجته والبحث في طبيعة هذه العلاقة وما المشاكل التي يعانون منها او حتى اسلوب العلاقة القائم او مبناها واحداث الاصلاح والتغير في هذه العلاقة .\r\nولكن السؤال هنا اذا ما كانت هنالك مشاكل زوجية او حتى خلل في العلاقة بين الزوج والزوجة او حتى يوجد ديناميكية زوجية لا تروق لاحد الاطراف لماذا الخيانة هي المؤشر على هذا الخلل او عدم الرضى من العلاقة ؟ يقول بيتمان ان احد الزوجين ( وغالبا ما يكون الزوج ) « يأخذ على عاتقه » في اللاوعي « وظيفة» حل المشكلة ، ولكنه يحلها بطرق غير شرعية وغير صحيحة وهي عبر الخيانة !! طبعا سيعلو التساؤل كيف يحلها عبر الخيانة ؟ يعتقد المعالج والباحث العائلي دييد بيتمان ان الخيانة تجعل من الزوج يضع علاقتهما الزوجية وحياتهما معا على جدول عملهما. فبعدما كان هو منشغلا بخيانته وعمله وأشغاله وهي في عملها واولادها وعلاقاتها اصبح كلا الاثنين منشغلين في التفكير لماذا هي الخيانة ولماذا نحن في هذا الحال وعبر معالجتهما لهذه الخيانة يتم التقارب وعلاج المشاكل القائمة فيما بينهما ( هذا اذا اقدما على علاج المشكلة اصلا) ، اذا فالاعتقاد السائد لدى الاخصائيين ان الزوج الخائن يشير عبر هذه الخيانة لوجود خلل جذري وعميق في العلاقة الزوجية او عدم رضى عن هذه العلاقة .\r\nمن الجدير ذكره هنا اننا لا نعطي شرعية للخيانة مهما كان السبب بل ونرى انه حتى لو كان هدف الزوج من خلال خيانته ( عبر اللاوعي ) حل مشاكله مع زوجته ووضع علاقتهما على سلم الاولويات فانه بامكانه عمل ذلك والوصول لنفس الهدف بطرق شرعية وصحيحة ودون استعمال الخيانة كوسيلة ليصل الى ما يبتغيه .\r\nولتوضيح هذا المحور اعرض فيما يلي وبشكل سريع مثالا لاحد الازواج والذي قد يساعدنا على فهم هذا المحور .\r\nاحد الازواج تزوج من فتاة تصغره سنا ، لم تكن بالمتعلمة ولا بالعاملة وقام بدعمها وتشجيعها الدائم على التعلم والتقدم وحثها على التفوق ولكن عندما تفوقت واصبحت مديرة لاحدى المؤسسات وشعر بانها اصبحت اقوى منه من حيث القدرات العلمية والمادية وأصبح لديها علاقات كثيرة لا يمتلكها هو بل واصبحت تشعر بانه غير مناسب لها . قام بمفاجأة الجميع وقام هو بخيانتها وخانها مع فتاة صغيرة وغير متعلمة ولا تعمل ( تماما كما كانت زوجته اول زواجهما ) اذاً التفسير هنا وبحسب المحور الذي ينسب الخيانة لطبيعة العلاقة الزوجية وللديناميكية القائمة بين الزوجين بان
الخيانة تدل وهي مؤشر على خلل قائم في العلاقة وان الخيانة جاءت كوسيلة عبرها يستعيد الزوج قوته وثقته بالنفس ويشعر زوجته التي اصبحت في مرحلة ما اقوى منه انه ما زال المسيطر والمقرر وان علاقتهما على جدول اعمالهما من جديد بعدما اهملت وبعدما شعر انه اصبح على هامش حياة زوجته ثم ان رغبته في السيطرة واضحة فهو انتقى مرة اخرى فتاة متواضعة الامكانيات من اسرة فقيرة تقريبا لا بيت لها ولا قدرات لديها ومحتاجة اليه تماما كما كانت زوجته في بداية علاقتهما .\r\nهناك تفسير نفسي عميق وآخر في هذا المحور وهو يصب في نفس الاتجاه على ان الخيانة تستعمل في اللاوعي من خلال الزوج كوسيلة للمحافظة على العلاقة الزوجية ، قد يبدو للقراء ان هذا مضحك ، ولكن هذا هو التفسير الذي يطرحه بعض الاخصائيون للمحافظة على استمرارية الزواج خاصة اذا كان هذا الزواج مليء بالمشاكل والخلافات فبدلا من المواجهة بين الزوجين التي قد تزيد المشكلة وتؤدي الى الطلاق فهو يرضى بالواقع وكأنه يعطي لزوجته ابرة مخدر ويتجنب المواجهة والنقاش مع زوجته ويذهب ليحقق رغباته النفسية والجسدية والعاطفية مع اخريات وبهذا تحدث الخيانة ، والجدير ذكره ان العلاج للازواج الذين تنسب اسباب خيانتهم للعلاقة الزوجية هو العلاج الزوجي فمع ان الزوج هو المخطىء وهو الذي خان الا ان العلاج يجب ان يكون للزوجين لان الخيانة نابعة من طبيعة علاقتهما مع بعضهما وبهذا فان العلاج الحقيقي والجدي والعميق لا يكون الا بالعلاج الزوجي وتقديم الاستشارة والنصح لهما .\r\nالمحور الثالث : \r\nاما المحور الثالث فهو ينسب اسباب خيانة الرجال للظروف المرحلية التي يعيشها الزوجان او الزوج لوحده فهنالك بعض الازواج الذين يخونون ليس لاسباب فردية وليس لوجود خلل في الحياة الزوجية وانما لمعايشتهم فترة زمنية او مرحلية صعبة لذا فنجدهم يهربون عبر الخيانة .\r\nفي هذه الفترة بكل مصاعبها ، يكثر الازواج من الخيانات الزوجية فمثلا عند جيل الاربعين وعند الخوف من الشيخوخة او عند احتضان الطفل الاول والخوف من الابوة او الانتقال لمكان عمل معين او مكان سكن آخر بمعنى انه في وقت معين ومرحلة زمنية ممكن ان يكون احتمال اكبر لوقوع خيانة في الحياة الزوجية .\r\n \r\nملاحظات على الهامش \r\nفي النهاية اود الوقوف معكم ايها القراء على بعض الملاحظات والتمعن فيها معا فالمتفكر بالأسباب النفسية والشخصية التي تجعل من الرجال يخونون يعلم ان غالب العقد النفسية والمبنى النفسي المختل يبدأ ويعود لمراحل الطفولة الاولى ولطبيعة تعامل الام والاب مع الابن فهو يبقى مع هذه التأثيرات حتى وان كبر وتعلم وعمل. ويخرجها مستقبلا بعدما اصبح بالغا مع زوجته ومع عائلته المقربة ، لذا فادعو الامهات والآباء للتنبه لتربية الاطفال تربية سليمة لان اثر هذه التربية يبقى كما شاهدنا مع الابن حتى مماته ويظهر من خلال تعامله مع الناس خاصة المقربين منه كالزوجة والاولاد .\r\nاضافة الى ذلك اود ان أؤكد للازواج الذين مروا بتجربة الخيانة ان على الزوجين الالتزام ببعض الجلسات الاستشارية مع استشاري للعلاج العائلي ومن المؤسف ان الازواج في مجتمعنا لا يقدمون على مثل هذه الخطوة المعروفة باهميتها والضرورية مدعين انهم سينسون او ان « الزوج ندم وبكى وهذا كافٍ » او « اننا بعد الخيانة اصبحنا نحب بعضنا اكثر » واؤكد ان كل هذه مشاعر عابرة واوهام وما هي الا ابر مخدرة لجرح عميق نازف يجب مداواته وعلاجه والا زاد وأدى الى امراض اخرى وتقول الدكتورة روت ليرون ان معالجة الخيانة لا تجعل من الجرح يختفي فعلامته سوف تبقى مستديمة وانما تجعل من الجرح يلتئم ، ولكن الاشارة على وجود الجرح ستكون حتى الممات فاذا ما كان الحال على ذلك مع العلاج فكيف الحال اذا لم نعالجها؟ ولم نطلب المساعدة من اخصائي لنفهم ما اسباب هذه الخيانة ولماذا استعملها الزوج ، وماذا اراد ان يقول لنا عبرها وذلك لكي لا يعيد الكرة مرة اخرى

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.