رئيس جامعة المنصورة يفتتح الملتقى التمكيني الأول للطلاب    خلال جولته المسائية، محافظ الدقهلية يوجه برفع كافة الإشغالات بشارع الجلاء في المنصورة    شراكة بين "اورنچ مصر" و"إنجاز" لتسهيل تحويل الأموال من السعودية    وزير جيش الاحتلال يزعم: دمرنا القصر الرئاسي للحوثيين وسيدفعون الثمن أضعافًا    النني وحجازي ضمن حسابات حلمي طولان بمعسكر سبتمبر    القبض على التيك توكر نرمين طارق بمدينة نصر    نادية مصطفى تعبر عن سعادتها بمشاركتها الأولى باحتفالية ملتقى أولادنا لفنون ذوي القدرات الخاصة    مسلسل أزمة ثقة الحلقة الأولى، نجلاء بدر تكتشف خيانة زوجها للأمانة    لانتعاش مميز فى الصيف، طريقة عمل سموزى المانجو    سعر جرام الذهب اليوم في مصر مع الإجازة الأسبوعية مساء الأحد    تعادل سلبي بين إنبي والجونة في الدوري المصري    ريال أوفييدو ضد الريال.. رودريجو يقود هجوم الميرنجى وفينى على الدكة    إعادة فتح نفق بشتيل في الجيزة بعد إغلاق دام 20 عاماً- صور    وزير الاتصالات يشهد إطلاق منظومة الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي بمستشفى بهية    استراحة الدوري الإسباني - ريال أوفييدو (0)-(1) ريال مدريد.. نهاية الشوط الأول    الجالية المصرية في النمسا ترفض محاولات الضغوط الخارجية على مصر.. صور    الاستئناف تُحدد جلسة محاكمة سارة خليفة وعصابة المخدرات الكبرى    التنمية المحلية: تمويل 23 ألفا و900 مشروعا بسوهاج بقروض 4.6 مليار جنيه    الجيش الإسرائيلي يعلن عن اعتقال سوريين ومصادرة أسلحة جنوبي سوريا    د.محمد لطفى رئيس الإذاعة: توجيه الرئيس برقمنة المحتوى جاء فى وقته    "بدأت تأكل وتمشي".. هاني فرحات يكشف تطورات جديدة لحالة أنغام الصحية    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    هل يجوز نقل الموتى من مدفن لاخر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يحرم استخدام ملابس المتوفى أو الاحتفاظ بها للذكرى؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    ميرتس: على ألمانيا البحث عن شركاء تجاريين جدد    وزير المالية: مصر تمتلك الأدوات والقدرات الكفيلة بمساندة وتعزيز صادراتها الطبية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    مؤتمر فيريرا: نتعامل مع ضيق الوقت.. وسأكون قلقا في هذه الحالة    شبانة معاتبا شيكابالا: "الأساطير لا تفشى الأسرار ومكانتك اكبر من ذلك"    «الإقليمي للدراسات»: قوات «اليونيفيل» شاهد دولي ويجب استمرار وجودها في الجنوب اللبناني    الجالية المصرية في فرنسا: المصريون بالخارج متمسكون بهويتهم ويفتخرون بوطنهم    هل يحق للمطلقة رجعيًا الميراث من زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    «إنكار المجاعة أبشع تعبير عن نزع الإنسانية».. «أونروا»: الوضع في غزة جحيم بكل أشكاله    نجم مارسيليا يعود إلى اهتمامات إيه سي ميلان    انطلاق مبادرة القضاء على السمنة بعدد من الوحدات الصحية في قنا    «شلاتين» تستهدف رفع إنتاج الذهب إلى 6 أطنان خلال 5 سنوات    جامعة حلوان تكرّم خريجي BIS بتنظيم رفيع المستوى من شركة دعم الخدمات التعليمية    وزيرة التضامن تزور «بيت صغير» التابع لمؤسسة «يلا كفالة»    تنظيم الاتصالات: إجراءات صارمة لحظر المكالمات الترويجية المزعجة    هيفاء وهبي تشعل مسرح فوروم دي بيروت بحفل كامل العدد | صور    مراسل "الساعة 6": المتحدة تهتم بأذواق الشباب فى حفلات مهرجان العلمين    «ناس مريضة».. حسام حبيب يكشف حقيقة عودته لشيرين عبد الوهاب| خاص    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: محافظات الجنوب غير قادرة على استيعاب 1.3 مليون مُهجر قسريا    السكة الحديد تشغل القطار السابع لعودة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم.. صور    النيابة العامة تطالب المواطنين الإبلاغ الفوري عن أي وقائع للتعدي على الحيوانات    «ماس في فيشة».. حريق في فيلا الفنان محمد صبحي والحماية المدنية تسيطر عليه (تفاصيل)    النادي لم يتمكن من تسجيله.. جوهرة برشلونة يرفض الرحيل في الصيف    الجوازات تنهي إجراءات المرضى وكبار السن في دقائق.. صور    قرود تقفز بين الأشجار في قرية بالأقصر.. ما القصة؟    وزير الدفاع يلتقي عددًا من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية    وزير الصحة يبحث خطط شركة "أكديما" للتوسع في الصناعات الدوائية والتصدير    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى دهب واستمرار مهرجان مسرح الطفل وأوركسترا مصر الوطني يصل شرق الدلتا    انتشال جثمان طفلة من تحت أنقاض منزل منهار في سمنود    بمشاركة 33 شركة.. انطلاق مبادرة «سلامتك تهمنا» في الإسكندرية    بعد تدخل وزير الرياضة.. جدل قانوني وتنظيمي يحيط الأهلي بعد التتويج بكأس السوبر السعودي    وظائف بنك القاهرة 2025.. اعرف التخصصات المطلوبة وأهم الشروط    وزارة الصحة تعلن قرارا مهما بشأن صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية    التنكيل بالضفة... حملات اعتقالات واقتحامات إسرائيلية واسعة فى الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عار اسمه.. «قائمة العار».!
نشر في اليوم السابع يوم 07 - 04 - 2011

◄◄ ليس هدف الثورة إبادة الخصوم بل الوصول بالبلد إلى بر الأمان
يواجه الفنانون فى مصر «تسونامى» جديدة.. ولكن هذه المرة على يد جهات مجهولة تزعم أنها تعمل من خلال ثورة 25 يناير التى جاءت محملة برياح التغيير، وتسلحت أيضاً بمجموعة من الأقلام الحادة ذات الرغبة الجامحة فى النيل من الجميع، والزج بهم فى قائمة «العار»، لا لشىء إلا لمجرد الاختلاف فى الرأى، مع أن الثورات فى الأساس قامت من أجل توسيع هامش التعبير وإطلاق الحريات والعمل على التعددية، بدلاً من تسليط سيف التطرف والقهر على الرقاب، إلا أن هناك من يحاول أن يتمرد على روح الثورة، ربما بدافع التشفى أو تحت غطاء تصفية الحسابات لنجد أننا أمام قائمة تضم أربعين فناناً من كبار نجومنا، ابتداء من عادل إمام وغادة عبدالرازق وعمرو دياب، وانتهاء بتامر حسنى ويسرا.. حيث تم تلطيخ مشوارهم الفنى بالسواد على أساس أن من بينهم من التزم الصمت، ومنهم من عبر عن رأيه مطالباً بالاستقرار خلال أحداث ثورة 25 يناير، بل إن بعضهم سعى جاهداً إلى ضرورة التفكير فى عواقب الأمور!
صحيح أن هناك من كان يسىء فهم أهداف الثورة وشبابها، وهناك من كان يحاول أن يصب جام غضبه على رموزها.. لكن الجميع وقع فى خطأ كبير وهو خلط الحابل بالنابل، لدرجة المساواة بين أعداء الثورة، ومن انتقدوا سلبياتها، وكذلك إلغاء الفارق بين الفنانين الذين تفهموا حقيقة الثورة وساندوها بعد نصف المشوار، وأولئك الذين قفزوا عليها وانضموا إلى قطارها بعد أن حققت نجاحها. لقد آن الأوان لكى نفكر بعقلانية بعيداً عن محاكم التفتيش، فليس هدف الثورة، ولا ثمرة من ثمارها، أن نبيد الخصوم أو نعلق المشانق، بل يجب أن نحكّم ضمائرنا للوصول بهذا البلد إلى بر الأمان، وأن نفتح الأبواب لكل من يريد أن يسهم فى دفع عجلة النهضة، فالاختلاف فى الرأى لا يعنى المغامرة أو المقامرة بمصير الوطن.
ولا أحد من الفنانين المصريين ينسى المحنة التى تعرضت لها كوكب الشرق أم كلثوم إبان ثورة 23 يوليو 1952، فقد منعها أحد الضباط الأحرار من الغناء على أساس أنها محسوبة على النظام الملكى البائد، وحررها الرئيس جمال عبدالناصر من هذا الظلم، لأن الفن لا يدين لأحد بالولاء، بل هو طاقة متجددة ترتفع دوماً فوق المراسم والرسميات، وكما تعرضت أم كلثوم لهجوم أبواق النظام الجديد بعد عام 1952، فهناك من يحاول أن يكرر اللعبة لصالح طرف على حساب طرف آخر، فنجد حملات هجوم مشبوهة تنطلق لتنال من هذا الفنان أو ذاك، أو تطعن فى وطنيته، أو تنال من مطرب على حساب مهنته، فهناك المتربصون للفنانين.. وقد تعالت الدعوات بمنع الفنانين الذين لم يساندوا الثورة من العمل، أو حتى شطبهم من النقابة، ولا تتوقف حملات المزايدة، بل نجد البعض يريد أن ينصب نفسه قاضياً، لأنه لا يكف عن توزيع الاتهامات. ومن هنا تحولت القائمة السوداء إلى فاصل كوميدى قد يثير الضحك، ولكنه ضحك كالبكاء.
أخطاء كثيرة وقعت فيها القائمة السوداء، لأنها قسمت أبناء الوطن الواحد إلى كتائب وميليشيات، وزرعت فى النفوس مرارة كبيرة عندما روّجت بأن هؤلاء الفنانين وقفوا ضد التغيير، مع أن معظهم تكبد الكثير من أجل أن يتقدم هذا المجتمع خطوة للأمام، وكافح البعض الآخر ليخلص عقول الناس من الجمود والرجعية وبث روح التنوير حتى لا نجد أنفسنا قد تخلفنا عن الركب مئات السنين للوراء، وإذا كان الخوف على الاستقرار والأمن هو الذى جعلهم يطالبون الثوار بالتردى وعدم التهور والحرص على مكتسبات البلاد، فإن الوقت قد أثبت بفعل التجربة أنهم لم يكونوا مخطئين تماماً.. فنحن الآن نحاول أن نملأ هذه الثغرات، لأن الثورة وإن كانت قد أعادت لمصر هيبتها وكرامتها، فإن هناك من استغل هذه الفرصة ليحطم أمن الشارع المصرى، ويعيث فى الأرض فساداً، وزاد على ذلك ظاهرة الاعتصامات الفئوية، والبلطجة، وظهور السلفيين بأفكارهم الغربية عن المجتمع. لقد آن الأوان أن نعود جميعاً تحت راية الوطن كمواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات، فليس من المعقول أن تسحب الجنسية المصرية من فنان لمجرد أنه وجد نفسه مخيراً بين الفوضى والاستقرار، وليس من المنطقى أن ننصب لأنفسنا الفخاخ ونخرج إلى الفضائيات لتبادل الاتهامات والاستفزازات، فالثورة لم تدعُ إلى الشقاق أو التنابز بالألقاب.. ولا يمكن أن تحجر رأياً، ولا يمكن أن تكون هى التى صنعت قوائم العار.. ولا أعرف من الذى نصب نفسه لوضع هذه القائمة.. لأن الثورة أطلقت شعارها الذى ينادى بالوحدة، وبعد أن هدأت الهزات الثورية وتوابعها لابد أن تكون هناك قائمة جديدة تحمل اسم «ميثاق العمل الوطنى»، يوقع عليها من يحبون مصر، لا من يدمرون مصر بعار جديد اسمه «قائمة العار».. وأعتقد أنه إذا كنا قد اختلفنا على الهدم، فإننا سنتحد جميعاً من أجل البناء.. فنحن بحاجة لفتح صفحة بيضاء بعيداً عن القوائم السوداء.. قوائم العار.. نحن بحاجة إلى بداية جديدة تعتمد على الثقة، وليس على تبادل الاتهامات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.