تراجع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 30 أكتوبر 2025    رسوم السحب النقدي من ماكينات الATM والحد الأقصى لعمليات السحب لجميع البنوك    مصر تحقق نجاحا إفريقيا في اتفاقية التجارة الحرة القارية بعد أربع سنوات    موسكو: الانسحاب من اتفاقية "البلوتونيوم" مع واشنطن رد على محاولات تقويض مصالحنا    السيسي وأحمد الصباح يبحثان تعزيز العلاقات وتطورات الأوضاع الإقليمية    مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع على الفاشر ويدعو لتنفيذ القرار 2736    وزير الرياضة يصدر قراراً بتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة النادى الإسماعيلي    تداول صورة ل توروب مدرب الأهلي خلال زيارة سفارة الدنمارك بالقاهرة    جماهير الزمالك تنفجر غضبًا بسبب مجلة الأهلي.. ما القصة؟    ضبط لحوم غير صالحة للاستهلاك في حملة بالإسكندرية    جهز ساعتك الخميس اليوم.. خطوات تغيير الساعة مع بدء التوقيت الشتوي    براءة الشاب المتهم بالتعدى بالضرب على طفل العسلية فى المحلة    سهام فودة تكتب: ملوك الفراعنة يستقبلون ملوك العصر الحديث    هنا الزاهد أمام الأهرامات قبل افتتاح المتحف المصرى الكبير: مصرية وأفتخر    انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين    الصحة تشارك في احتفالية اليوم العالمي للسكتة الدماغية لرفع الوعي وتطوير مهارات الكوادر الطبية    بدء تطبيق التأمين الصحي الشامل بالإسكندرية من العام المالي المقبل    حافلة الزمالك تصل إلى ستاد القاهرة استعدادًا لمواجهة البنك الأهلي    خالد الجندي: افتتاح المتحف الكبير إنجاز عظيم للرئيس السيسي    بدء التوقيت الشتوى الليلة.. نصائح فعالة لضبط دورة نومك مع تغيير الساعة    ارتفاع أسعار الفول وتباين العدس في الأسواق    بالأسماء.. إصابة طبيبة و4 ممرضين إثر سقوط سيارة في ترعة بالبحيرة    مصر تطرح رؤيتها حول استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة    محافظ الغربية يرفع يوجه بسرعة تجهيز الشاشات في الميادين استعدادا لحفل افتتاح المتحف الكبير    دار الإفتاء: توقف خدمة استقبال الجمهور السبت القادم    وزير الرياضة يصدر قراراً بتشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة شئون الإسماعيلي    اتحاد السلة يعلن جدول مباريات ربع نهائي دوري المرتبط «رجال»    300 شاحنة مساعدات تغادر معبر رفح البري لدعم الشعب الفلسطيني بقطاع غزة    سوريا وألمانيا تؤكدان أهمية الحوار الدبلوماسي والتواصل المباشر في دعم الاستقرار الإقليمي    كواليس هزيمة برشلونة أمام ريال مدريد.. الصحافة الكتالونية تتحدث    السيطرة على مشاجرة بين أشخاص داخل صيدلية بالشيخ زايد    محافظ القاهرة يصدر حركة تنقلات بين رؤساء الأحياء    قافلة بين سينمائيات تطلق ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي 2026 لتأهيل جيل جديد من المخرجات    مدمن مخدرات.. القبض علي مسجل اعتدى بالضرب علي شخص وزوجته بالعمرانية    تأجيل محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة بث فيديوهات خادشة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    تفاصيل قرار جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي    مستقبل وطن يواصل مؤتمراته الجماهيرية لدعم مرشحيه وحث المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب (فيديو)    «ابن أمه ميتعاشرش».. 4 أبراج رجالهم لا يتخلون عن والدتهم رغم كبرهم    تأجيل النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 48 ساعة    جيل بعد جيل على كرسى رئيس التحرير    عاجل الأحد المقبل بدء تسليم أراضي "بيت الوطن" للمصريين بالخارج بالقاهرة الجديدة    رئيس مجلس إدارة جهاز تنمية التجارة الداخلية الجديد يبدأ مهام عمله    أحمد موسى يتقدم ببلاغات للنائب العام ضد صفحات نشرت تصريحات مفبركة باسمه    المشدد من 3 إلى 15 سنة ل4 متهمين بحيازة أسلحة نارية وذخائر بشبرا الخيمة    وزير الصحة: أصدرنا حتى الآن أكثر من 115 دليلًا إرشاديًا فى مختلف التخصصات الطبية    وزيرة التضامن تشهد احتفالية الأب القدوة.. وتكرم شخصيات ملهمة    مدحت شلبي: محمد عبد المنعم يرفض العودة إلى الأهلي ويفضل الاستمرار في أوروبا    «نفسي أشتمنا».. يسري نصرالله ينعى المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء السيسي ب رئيس مجلس الوزراء الكويتي    «بالزي الفرعوني وأعلام مصر» .. مدارس الإسكندرية تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير في طابور الصباح (صور)    هل يحق للزوج منع زوجته من العمل بعد الزواج؟.. أمين الفتوى يجيب    أسعار النفط تسجل 64.52 دولار لخام برنت و60.11 دولار للخام الأمريكى    توفيق عكاشة: السادات أفشل كل محاولات إشعال الحرب في السودان    طابور الصباح فى الشرقية يحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. فيديو    وزيرا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية يتفقان على تطوير العلاقات    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    طريقة استخراج جواز سفر مصري 2025.. التفاصيل كاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور يحيى الرخاوى: 30 يونيو.. ثورة تصحيح أزاحت العدوان الإخوانى.. 25 يناير و30 يونيو ثورة واحدة تعثرت فاستقامت.. والمواطن اطمأن بأن جيشه معه وأن رجال الأمن حريصون على أمنه.. وتولى مرسى رئاسة مصر خطأ تاريخى
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 07 - 2018


حوار - زينب عبداللاه تصوير - صلاح الرشيدى

- الشعب المصرى قوى وصبور وعليه أن يتفهم ويتحمل تبعات الإصلاح الاقتصادى وعلى الحكومة أن تعرف حجم معاناة غير القادرين


تغيرات كبيرة شهدتها مصر منذ ثار الشعب على الجماعة الإرهابية وخرج ليتحرر من قبضتها فى ثورة 30 يونيو، لتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ مصر تحاول خلالها التخلص من آثار الإرهاب والتطرف والسير فى طريق التنمية، التحم الشعب وتوحد واحتمى بجيشه لتبدأ ملحمة وطن استطاع أن يقاوم كل الضغوط الداخلية والخارجية لإسقاطه، وأن يبقى شامخا مستقرا ثابتا أمام كل التحديات التى استطاعت تفكيك عدد من دول المنطقة لينتشر فيها الإرهاب والحروب والدمار ويصبح أهلها لاجئون فى دول العالم.

وبعد مرور 5 سنوات على قيام ثورة 30 يونيو، تحدثنا مع الأديب والمفكر وأستاذ الطب النفسى الدكتور يحيى الرخاوى، ليكشف ويحلل التغيرات التى حدثت فى مصر قبل وبعد ثورة 30 يونيو، وما الدوافع التى شجعت الشعب ودفعته للثورة، والاختلافات بين ثورتى يونيو و25 يناير، وتأثيرات ثورة 30 يونيو والتحولات الاقتصادية والسياسية على الشعب المصرى وهل تغير بعدها، كما تناول الرخاوى خلال الحوار تحليل شخصية الرئيس السيسى والاختلافات بينه وبين رؤساء مصر السابقين،
وإلى نص الحوار:

هل تختلف الدوافع النفسية والاجتماعية التى خرج بسببها الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو عن دوافعه للخروج فى 25 يناير؟
- طبعًا تختلف ونصف، فى 25 يناير كان الاحتجاج نوعًا من الهزة للركود بعد صبر طال، كما كان فى نفس الوقت أملا فى نقلة آن أوانها، وربما بدأ كنوع من قرص أذن الحاكم فإذا بالنظام كله يتداعى، أما فى 30 يونيو فقد جاء التغيير ضروريا حاسما، وتضافرت فيه قوى الشعب بكل طبقاته التحتية مع الجيش، ومع الشرطة بما يمثلانه من سلطة فوقية، ومسؤولية قومية فلحقتنا النجدة قبل أن نصل إلى قاع المنحدر.


وكيف ترى ثورة 30 يونيو وأسبابها وأحداثها؟
- لعل إطلاق اسم ثورة التصحيح هو الأقرب إلى ما جرى، فقد صححت هذه الخطوة الشجاعة كثيرا مما تورطنا فيه قبلها، سواء نتيجة للعجلة بتسمية كل احتجاج ثورة، أو نتيجة لسرقة غضب الشباب وتوجيهه إلى غير وجهته، أو نتيجة لاستغلال قوى تحتية لتحويل الدفة إلى غير وجهتها، فجاء هذا التصحيح فى وقته بحسم وشجاعة وسرعة، أنقذتنا من غرق بلا منقذ، وفى نفس الوقت جنبتنا الكثير من المضاعفات المحتملة.


وما الدوافع التى شجعت الشعب المصرى للخروج فى ثورة ثانية بعد عامين من ثورة 25 يناير؟
- إن استسهال إطلاق كلمة «ثورة» على هذه التغييرات الجسيمة ينبغى أن نخفف منه نوعا ما، حتى لا يؤدى بنا إلى استعمال كلمة «ثورة» فى غير موضعها فتفقد الكلمة مغزاها بل وتاريخها، إن هذا الإلحاح على الحديث عن ثورات متتالية يسهم فى خلط الأوراق، بما يترتب على ذلك من المضاعفات الظاهرة والخفية.


إذن ما الفرق بين ماحدث فى 25 يناير وما حدث فى 30 يونيو وأيهما تسميه ثورة؟
- كل من الثورة والإبداع والجنون له نفس البداية، أعنى حركية التعتعة أو الخلخلة لما هو قائم، وعلى ذلك فإنه لا تسمى أية حركة باسمها إلا بمآلها وليس ببدايتها، وإذا نظرنا إلى الحدثين باعتبارهما متصلان فيحق لهما أن يطلق عليهما معا اسم ثورة واحدة تعثرت فاستقامت، أما إذا نظرنا إلى كلٍّ على حدة، فحركة 25 يناير ثورة مُجهضة، وما حدث فى 30 يونيو إذا كان تكملة لها فهو إنقاذ الجنين قبل تمام الإجهاض، أما إذا انفصل هذا عن ذاك فإن 30 يونيو ثورة تستكمل خطواتها بإصرار مناسب، وثمن باهظ.


وما التغيرات التى حدثت فى شخصية المواطن المصرى بعد الحدثين؟
- هناك تغيرات كثيرة منها السلبى مثل: الاستعجال، والاستسهال، وغلبة الكلام على الأفعال، وتراجع هيبة الدولة، لكن هناك تغييرات إيجابية مثل الإفاقة الشبابية واسترداد الكرامة، واستعادة الأمل فى التغيير والثقة فى إمكان ملء الوقت بما يستحق، على أن أيا من هذا وذاك لم ينتقل إلى حركة سياسية أو اجتماعية أو إيمانية عامة تبشر باحتمال استعادة عامة الشعب شعوره بحقه فى الحياة الكريمة تحت مظلة عدل شامل، يحافظ على كرامة المواطن وقيمته ويعينه على مواصلة مسيرته، لكن الشعب مازال برغم كل شىء يواصل الصبر والكفاح بكل روعة وجلد.


وما تحليلكم لحالة الشعب المصرى فترة حكم الإخوان؟
- الأرجح عندى أن حالة الشعب فى تلك الفترة اختلفت من فئة إلى فئة، إلا أن أغلب الشعب أصيب بالإحباط ليس فقط بسبب فشل حكم الإخوان بل أيضًا لما أصاب الدين من تشويه وتسطيح لا يتفقان مع عمق وحقيقة تدين هذا الشعب الطيب.

ومن ناحية أخرى فقد حدث انشقاق فعلى أثناء هذه الفترة حتى أصبح تصنيف الناس إلى «إخوان»، و«لا إخوان»، ومن ناحية ثالثة تحرك الرفض والوعى والاحتجاج وتصاعد حتى نجح فى إزالة آثار العدوان الإخوانى على حريات الناس بل وعلى دينهم وعلى حقهم فى العدل والخير والرحمة والجنة.


وهل لا يزال هناك بقايا تأثيرات للجماعات المتطرفة والإخوان على الشعب المصرى؟
- لا شك أنه توجد تأثيرات باقية على فئات محدودة من الشعب تمثل جماعات مغلقة، وأصبح حتى المتدينين من عامة الناس حذرين من هذه التأثيرات الفئوية المتعصبة، وتجاوز هذه التأثيرات لا يكون إلا بالعودة إلى الدين الصحيح والنجاح فى إرساء العدل ومحاربة الفقر والجهل، وتحرير الناس من التفكير الأحادى، وعبادة الفرد والأصنام الجديدة.


تعيش مصر مرحلة مهمة فى تاريخها تشهد فيها تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية فحدثنا عن رؤيتك لهذه التحولات وتأثيراتها على الشعب المصرى وسلوكياته؟
- لست فى موقع يسمح لى بذلك بشكل علمى منهجى، لكننى أتحدث كمواطن استقيت معلوماتى من مرضاى فى قصر العينى ومن المواطنين البسطاء، وأستطيع أن أؤكد أنه فيما عدا ما يصلنى عن تدهور التعليم وما يتصل بذلك من تدنّى القيم الأخلاقية وما يدل عليه ذلك من تدهور فى الأسس السليمة للتدين الصحيح والإيمان الورع، أقول فيما عدا هذا وذلك، فإن عموم الناس تكافح لتبقى وتستمر وتصحح.

يشكو الكثيرون من توابع برامج الإصلاح الاقتصادى وغلاء الأسعار فكيف ترى تأثيرات هذه البرامج على المواطن المصرى وكيف يتعامل معها؟
- هذا شعب شريف صبور، وهو أيضا شعب كريم قوى، وكما أنه للصبر حدود، كذلك فإن فى الفقر مذلة وإهانة، والمعادلة تزداد صعوبة، وتجاربنا الأخيرة علمتنا أن تصحيح الأخطاء ولا ينبغى أن يتم بأخطاء أكثر، وبرامج الإصلاح الاقتصادى أعقد من أن يفتى فيها الشخص العادى مثلى، وإن كانت آثارها تلحق بالجميع على السواء، ويعانى منها الأفقر والأحوج أكثر وأخطر، وبهذه الصفة، صفة مواطن عادى، فإننى أشعر بالرعب من أرقام ديون الدولة، سواء الدين الداخلى أو الخارجى، ويفزعنى ارتفاع سعر الفائدة وأصاب بالهلع مما آل إليه التعليم، وأخلاق ودين المعلمين خاصة، وأحمل المسؤولين والشعب فردا فردا مهمة تصحيح كل ذلك معا.


وهل هناك مبالغة من الشعب فى الشكوى من تبعيات برامج الإصلاح الاقتصادى أم أنه محق وكيف نجتاز هذه الصعوبات؟
- هو محق تماما، وصبور جدا، وأنا لا أفهم فى تفاصيل ما يسمى الإصلاح الاقتصادى، وكلما بلغنى ارتفاع ثمن سلعة لحقنى خبر عن تحسين الأجور، ولا أعرف كيف تدبر الدولة هذه الزيادات التعويضية، نحن فى مرحلة انتقال وربكة، ولابد أن نتعاون جميعا للإقلال من المضاعفات العاجلة والآجلة ما أمكن ذلك، وعلى الشعب أن يتفهم ويقدر ويتحمل، وله أيضا أن يحتج، ولكن يا حبذا لو يصاحب هذا الاحتجاج اقتراحات بديلة، وعلى الحكومة أن تعرف حجم وحقيقة المعاناة التى يكابدها أغلب غير القادرين، وأعتقد أن هذا وذاك جار فعلا، ولكنه غير كاف.


هل تغيرت نظرة الشعب المصرى لرئيسه خلال السنوات الماضية، وكيف ترى الفرق بين هذه النظرة للرؤساء الثلاثة مبارك، مرسى، السيسى؟
- المقارنة الدقيقة صعبة، فمبارك طالت مدته وتراكمت سلبياته وظن أن هذه الحالة من الركود لصالحه حتى جاءت الصدمة التى أطاحت به، لكن ثمنها كان باهظا دفعه كل الناس.
أما مرسى فكل مدته تمثل خطأ تاريخيا جسيما وقعنا فيه جميعا، وكانت الأخطاء التى سادت فترة حكمه أظهر وأخطر من أن تختفى وراء حسن النية، أو الشعارات الدينية، وحين استبان الشعب حقيقة مَنْ يحكمه وأهدافه سارع بإسقاطه فلم تتفاقم الأخطاء طويلا، عموما لقد كان رئيسا فى غير موضعه، وكان ذلك فضل من الله ومنه، لأن الأخطاء كانت غير قابلة للتمادى ولا للتراكم، ولعل حساباته الخطأ وسوء تقديره، وشخصيته، كل ذلك قد عجّل بفرصة التخلص منه بعد اليقين من استحالة تصحيح مساره.

أما السيسى فيمثل نموذجا طيبا للإنسان المصرى الذكى الشجاع الأمين الذى يستطيع أن يصل إلى الناس بصورة أبسط وأسرع، وهو صادق وأمين فى إظهار عواطفه الشخصية نحو بعض من يحتاجونها فى المناسبات العامة وهذا التصرف إنسانى وكريم، وامتداد حكم السيسى للفترة الثانية يعطينا فرصة لمعايشة نتائج التنمية على أرض الواقع.


ما الذى يحتاجه الشعب المصرى حتى تعبر مصر أزماتها الحالية وتمضى فى طريق التنمية؟
- يحتاح العمل على تصحيح التعليم والأخلاق، وعلى ترشيد الإيمان وعلاقتنا بالله دون وصاية، ويحتاج إلى المزيد من تعلم وممارسة احترام الوقت والحرص على ملئه بعمل حقيقى منتج، وكذلك يحتاج إرساء العدل على كل المستويات من أول حساب النفس ليكون كل فرد على نفسه بصيرة، وحتى تقديس القانون وتنفيذه حرفيا على الجميع دون استثناء أو تحيز.


وما المطلوب من الشعب المصرى ليكون مؤثرا فى دفع وطنه نحو التقدم والتنمية؟
- أن نملأ الوقت بما هو أحق بالوقت، وأن نعبدالله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه، فإنه يرانا، وأن نكون على أنفسنا بصيرة فنتجنب التبرير والمعاذير، نتذكر أن من يعمل مثقال ذرة شراً أو خيراً فى جزء من الثوانى على مدى الحياة، سوف يرى ناتجه فى الدنيا والآخرة.


ما المطلوب من الحكومة والدولة لبث روح الأمل والإصرار والرغبة فى التغيير بين المواطنين؟
- الصدق والعدل وإحكام قبضة القانون على الجميع وتناسب الوعود مع العمل الذى يتم على أرض الواقع.


كيف ترون تعامل القيادة السياسية مع قضايا الإرهاب والتنمية؟
- بالنسبة لقضايا الإرهاب أرى أن القيادة السياسة نجحت إلى حد بعيد فى قبول التحدى والانتصار فى معظم المواجهات، ومازال الناس يشعرون بالانتماء لقيادة الجيش وقيادة الشرطة.

أما بالنسبة للتنمية فمازالت الجهود مبعثرة برغم الإنجازات الهائلة فى البنية التحتية، لكن الأمل أن نبنى البنية الفوقية أو على أن الأقل تكون جاهزة للإقامة.


ما الأجواء النفسية التى تستغلها الجماعات المتطرفة والإرهابية فى الترويج لأفكارها؟
الفراغ، والتسطيح، والكلام بلا عمل، والتأجيل، والاستسهال، والسخرية الجارحة، والاستهانة بالرأى العام فى كثير من الأحيان، كل ذلك هو فرصة للجماعات أن يروجوا بتسويق بديل خيالى مثالى، يعد بجنة مزعومة على الأرض غير جنة رب العالمين.


وكيف تستطيع الجماعات المتطرفة والإرهابية اصطياد ضحاياها من الشباب المغرر به وكيف نحمى هؤلاء الشباب؟
- لابد أن نبدأ بالتوجه إلى جذور الجذور، بدءًا من الطفولة والشباب، إن جرى ويجرى من تدهور فى التعليم حتى وصل الأمر إلى أننا لا نعلم أولادنا إلا أساليب الغش والتحايل والكذب والمراوغة بمشاركة الأهل وهيئة التدريس جميعا، هو مرعب بكل المقاييس، وحتى الجامعات، وخصوصا الخاصة، والمعاهد الاستغلالية تعلم أولادنا قيم التنافس غير الشريف والنجاح السهل، وما يترتب على ذلك بعد بضع سنين فى مجالات العمل والإنتاج والإبداع والانتماء.


يعيش بعض المواطنين فى حيرة وبلبلة بسبب ما تبثه الجماعات المتطرفة من شائعات وحملات، فكيف تقاوم الدولة هذه الحملات؟
- إن ما حدث من تفسخ الخطاب الموجه لعامة الناس، وتضارب الإعلام لا يمكن أن ينتج عنه سوى البلبلة والحيرة، والجماعات المتطرفة تنتهز الفرصة وتعطى وعودا حاسمة بالسلطة والتميز فى الدنيا، ثم احتكار الجنة فى الآخرة، والناس تستسهل انتظار حل جاهز لا المشاركة فى تحقيقه.


وكيف ترى حال الإعلام المصرى حاليًا وما المطلوب منه حتى يؤدى دوره ويكون مؤثرًا؟
- الإعلام المصرى ينقسم إلى الإعلام الرسمى وهو نشاط يحاول فى ظروف صعبة وكثيرا ما يبدو عاجزًا عن مواجهة المنافسة والتحديات، ثم الإعلام الخاص الذى أصبح أكثر سطحية بسبب فيضان الإعلانات والوجبات الكلامية الخفيفة والسريعة.

أما الإعلام الشعبى الجديد فى صورة التواصل الاجتماعى فيمثل مجالا يتزايد يوما بعد يوم بخيره وشره، ففى الوقت الذى يروج الإشاعات والأخبار غير المسؤولة، فإنه يمكن أن يمثل أملًا فى نسج بنية تحتية أكثر وعيا وأسهل تواصلاً، والأمل أن يغلب الأثر الإيجابى مهما طال الزمن.


كيف ترى مستقبل مصر فى ضوء المعطيات الحالية؟
- أنا متفائل ولا أملك إلا أن أتفاءل، والتفاؤل عندى لا يقتصر على توقع الخير أو ترجيح النجاح، ولكنه شعور يُلزمنى بالإسهام فى النجاح وهو ما أحب أن اسميه «التفاؤل المسؤول».


وأخيرا هل تغير حال الشعب المصرى بعد ثورة 30 يونيووكيف؟
- طبعا تغيّر، حيث شعر الشعب بأن يدا انتشلته من الغرق بكل معنى الكلمة وأن النبض دب فى حركة 25 يناير لتكمل شهور الحمل إلى ولادة ولو قيصرية بعملية 30 يونيو، واستعاد إيمانه الأصيل نصاعته وأزيل عنه بعض ما شوهوه به، كما اطمأن الشعب بأن جيشه معه كما كان دائما وليس مع أى سلطة فوقية منفصلة عنه، وأن رجال الأمن حريصون على أمنه وليس على قهره، وطبيعة التغيير لن تتبين إلا إذا توقفت الديون، وانصلح التعليم، وتعمق الإيمان الحقيقى، واستمر الإبداع عملا دائما خلاقا على كل المستويات، وأعتقد ان الله سبحانه استجاب لدعوتى التى تقول: «اللهم لا نسألك رد الثورة، ولكن نسألك أن تهبنا القدرة على إكمال ما بدأنا لتكون ثورة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.