روى أحد الأطباء عن سيدة مُسنة كانت تعانى من مرض ما، ثم تلقت العلاج المناسب، وحينما استقرت حالتها وحان الوقت لمغادرة المستشفى لكى تعود إلى المنزل أخبرتها ابنتها بأنها قد أعدت لها مكاناً مناسباً فى دار للمسنين لكى تذهب إلى هناك، حزنت جداً تلك السيدة العجوز فتدهورت حالتها النفسية إلى أن انتهى بها الحال بأنها مرضت وتوفيت فى اليوم ذاته. أيضاً كانت هناك امرأة قد فارق زوجها وابنها الحياة أثر حادثة، فلم تحتمل فراقهما كثيراً فلحقت بهما أثناء تلقيها واجب العزاء وماتت.
كثيراً ما نَمُر بالعديد من المواقف والظروف التى تجعل أرواحنا مُنهكة وكم هو مؤلم جداً أن يطعن أحد نفسك ولم تجد من يشعُر بآلامها . يقول الحكيم فى سفر الأمثال روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها؟!
عندما تشعر بالوحدة بينما يحيط بك الكثيرون، عندما تصل إلى قمة حزنك وألمك النفسى ولم تجد شخصًا واحدًا يشعر بما يدور بداخلك، عندما تفقد سلامك النفسى وتَصرخ روحك المُتعبة أريد الحل ولكن أين؟
حينها ارفع عينيك نحو السماء وادعو بتلك الكلمات المريحة للنفس، لا تتركنى غريقاً يا الله فى بحور عميقة من الحزن والألم ولا تدعنى فريسة سهلة فى يد أعدائى.
دبر حياتى ولا تدعنى أضل عن طريقك أبداً، وإن فعلت ذلك فاهدنى فإنه لا يوجد من يشعر بآلام نفسى المُتعبة إلا أنت يا خالقها وأنت تعلم احتياجها جيداً وقادر على تسديد ذلك الاحتياج فجرح نفسى ليس له إلا أنت يا طبيب روحى. أدعوك لتجربة الثمار المريحة لتلك الدعوة، فقط كن مخلصًا فى دعواك وتيقن أن الرب قريب لكل الذين يدعونه بالحق.