سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد الخروج من مجلس حقوق الانسان.. دبلوماسية "الانسحاب" نهج ترامب لدعم إسرائيل أم ذريعة لخفض النفقات؟.. الرئيس الأمريكى يستخدم عصا التمويل لردع المناوئين.. خبير إسرائيلى: القرارات الأمريكية سبب فى عزلتها
"مجلس منافق ولا يستحق اسمه".. هكذا قالت السفيرة الأمريكية نيكى هايلى، لتصف المجلس الدولى لحقوق الإنسان، والتابع للأمم المتحدة، عند الإعلان عن قرار الولاياتالمتحدة بالانسحاب منه، حيث لم تخجل الدبلوماسية الأمريكية من الإعلان أن السبب الرئيسى وراء الخطوة المثيرة للجدل هو ما أسمته بانحياز المنظمة الدولية ضد إسرائيل. القرار الأمريكى ربما لم يكن مفاجئا لقطاع كبير من المتابعين والمحللين، خاصة وأن السفيرة نفسها سبق لها وأن اعلنت نية بلادها الانسحاب من المجلس منذ عام، مستخدمة المبرر ذاته، إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه هو أن القرار يأتى فى ضوء نهج أمريكى ثابت داعم لإسرائيل، ربما ساهم بصورة كبيرة فى تقويض الدور الأمريكى فى قضية السلام بالشرق الأوسط، خاصة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. دبلوماسية "الانسحاب".. نهج ترامب لدعم إسرائيل ولعل الانسحاب الأمريكى من المنظمة، التى تضم فى عضويتها 47 دولة، ليس الأول من نوعه، فقد سبق للإدارة الأمريكية اتباع السياسة نفسها لدعم الدولة العبرية، ومحاولة تخفيف الضغوط الدولية، التى تمارس عليها جراء الانتهاكات الجسيمة التى ترتكبها بحق الفلسطينيين، وكذلك فشلها فى الوفاء بالتزاماتها المتمثلة فى وقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية، والتى تعوق قيام الدولة الفلسطينية، وهو الأمر الذي تعتبره إدارة ترامب "انحيازا" ضد إسرائيل. اليونيسكو أحد المنظمات التى انسحبت منها الولاياتالمتحدة
ففى أكتوبر الماضى، قررت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، داعية إلى إجراء إصلاحات جذرية بالمنظمة، فى ظل ما أسمته ب"استمرار الانحياز ضد إسرائيل"، وهو الأمر الذى أثار قدرا كبيرا من الجدل، خاصة وأن الولاياتالمتحدة تعد أحد أبرز أعضاء المنظمة التى ساهمت فى تأسيسها. لم يتوقف دعم ترامب لإسرائيل على مجرد الانسحاب من المنظمات الدولية، التى تلقى باللوم على الدولة العبرية، ولكن امتد إلى الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، حيث اتخذ الرئيس الأمريكى القرار فى مايو الماضى، قرارا بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وهو القرار الذى جاء بعد أيام من عرض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول مواصلة طهران لأنشطتها النووية وانتهاكها للاتفاق، وهو ما اعتبره قطاع كبير من المتابعين أن دعم إسرائيل هو الهدف الأول من القرار الأمريكى. الانحياز ضد إسرائيل.. ذريعة أمريكية لخفض نفقات التمويل يبدو أن سياسة الانسحاب الأمريكى أصبحت بمثابة العصا التى تحاول إدارة الرئيس ترامب استخدامها للتلويح بها فى مواجهة منتقدى الدولة العبرية، وهو ما يعكس الدعم غير المشروط الذى تقدمه الولاياتالمتحدة لها فى الآونة الأخيرة، خاصة وأن الانسحاب من المنظمات، يعنى وقف التمويل الذى تقدمه الولاياتالمتحدة للمنظمة، وهو ما قد يساهم فى تقويضها. حديث ترامب عن المبالغ الطائلة التى تقدمها الإدارة الأمريكية لبعض المنظمات، تواتر بصورة ملحوظة منذ بزوغ نجم ترامب على الساحة السياسية فى الولاياتالمتحدة، فقد كان حديثه عن الدعم الأمريكى لحلف شمال الأطلسى محلا للجدل، إبان حملته الانتخابية، وبالتالى فربما تكون ورقة إسرائيل بمثابة ذريعة لتخفيض النفقات الأمريكية، أو رسالة لتلك المنظمات مفادها أن الانسحاب سيكون الرد على عدم الامتثال لأهواء الإدارة. الابتزاز الأمريكى.. الولاياتالمتحدة قد تعانى من العزلة إلا أن سياسة الانسحاب المتكررة، التى تتبناها إدارة ترامب، تجاه العديد من المنظمات وربما الاتفاقات التى شاركت فيها الولاياتالمتحدة، تثير التساؤلات حول ما إذا كان ما يمكننا تسميته ب"الابتزاز الأمريكى" نجح فى تحقيق الأهداف السياسية من وراءه، أم أنها تركت تداعيات سلبية على الدور الذى تلعبه الولاياتالمتحدة باعتبارها القوى الدولية الأكثر فاعلية فى العالم. يقول الخبير الإسرائيلى سيفر بلوتسكر، فى مقال سابق له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الولاياتالمتحدة سبق لها التلويح بعصا التمويل والانسحاب من قبل، وكانت هى الخاسرة فى النهاية، موضحا أن هذه السياسة أدت إلى عزلة الولاياتالمتحدة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة خرجت، على سبيل المثال من اليونيسكو، فى عام 1984، ثم عادت بعد ذلك وأوقفت تمويلها، والذى كان يمثل حوالى 22% من ميزانية المنظمة ككل، فى عام 2011، إلا أن ذلك لم يؤثر إطلاقا على قرارات المنظمة الدولية خاصة تجاه القضية الفلسطينية، ومن هنا فتصبح قرارات الولاياتالمتحدة تجاه هذه المنظمات سببا فى عزلتها.