لم ترحلوا أنتم هنا معنا.. فى القلبِ فى الطرقاتِ فى ورق الحوائطِ فى الميادين الأبيّةِ فى وجوه الثائرينَ الصاعدين إلى تخوم الشمسِ فى صوت الرصاصِ روائح الغاز المسيّل للدموعِ صراخ مولودٍ وفى جدِّ الصّغار الزاحفينَ إلى المدارسِ فى الصباحِ وهزْلهمْ وقتَ الرّواحِ وفى شميم الوردِ فى الخبزِ السخينِ تسامرِ المقهى وفى نسمات ليل يناير الثلجىّ فى بسمات وجه صباحه الذهبىّ فى لعب الصغار مع الصغارِ عنَى الكبار مع الكبار وفى أغانى العاشقينَ وبين وشوشة الصبايا للقمرْ. لم ترحلوا ذدتم حضورًا بيننا صار ابتسام الأمّ للأطفال ذا معنى وتراقصُ الأزهار للنسمات ذا معنى وتقافزُ العصفور فوق الغصن ذا معنى السّربُ لو يشدو قُبِيل السّحْبِ يُسمِعنا الشمسُ حين تروحُ، حين تجىء تمتعنا الكونُ غير الكونِِ لا ضيمٌ ولا قهرٌ ولاذلُ يمزّق نخوةً فينا ولا يأسٌ يبعثرُ سلّة الأيام من يدنا ويصفعنا الصبحُ ذا وجهٍ ضحوكٍ مشرقٍ بالأمنياتِ فلو طغى سيلٌ لنا جبلٌ من الإيمان يعصمنا لم ترحلوا صرنا بكمْ مَتْنَ القصيد وقبلكمْ كنا على جمْرِ الهوامش لفظةً تأتى بلا معنى لم ترحلوا أنتمْ هنا أنتمْ هنا.. معنا..