يقول رب العزة عز وجل( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) ما أعظم وأجل تلك الكلمات عندما يجعلها عز وجل من أهم أسس التربية للمسلم عندما يجعل له نموذجاً يحتذى به ونوراً يضيء الطريق، فقد جعل الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم نموذجاً فى الإنسانية، كما جعله نموذجاً للقائد الشجاع المقدام، وجعله نموذجاً للكرم والجود والإيثار، وجعله نموذجاً للإدارة والتوجيه المعنوى والفنى ووصفه رب العزة بأهم صفة تجمع كل تلك النماذج بأن قال فيه (وإنك لعلى خلق عظيم) . ومن وجهة نظرى المتواضعة وحسب فهمى البسيط أنه يجب على المسلم أن يضبط تصرفاته على سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قبل أن يقدم على أى تصرف من قول أو فعل أن يراجع نفسه ويقول هل لو كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى نفس هذا الموقف ماذا يكون تصرفه ؟ فإن وجد أن تصرفه لا يليق بتصرف رسولنا الكريم فعليه أن يتأثر به ويتصرف كأن الرسول يتابعه فى تصرفاته. فلو وصلت لهذه الدرجة من حسن التصرف والخلق فتأكد يا أخى الحبيب أنك تجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة لك فى تصرفاتك وأخلاقياتك ، لقد تذكرت تلك الأخلاقيات لرسول الله ( صلى) عندما دار نقاش بيني وبين صديقى الذى تستضيفه القنوات التليفزيونية المختلفة ويدلى بدلوه فى الأحوال والآمال وأنا أرى منه الغمز واللمز فى كلامه بل والغيبة وأحيانا ووصلات ( الردح ) الفضائى ووجهت له السؤال المهم فقلت له ( استحلفك بالله يا أخى العزيز لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فى مكانك هل كان يتصرف كما كنت تتصرف؟ فأجابنى بتحذلق المتفقه( لا تقارن عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعهدنا هذا ولا تقارنى برسول الله ( صلى ) فقلت له لماذا يا أخى ففى عهدنا هذا أحباء كثر لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم آمنوا به ولم يروه وصدقوا به ولم يشاهدوا عهده، بالإضافة أنه يجب عليك أن تكون مسلم أى لابد أن تتأسى بتصرفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يجب عليك يا أخى العزيز أن تتوقف تماما عن تفييىء المجتمع وتتوقف عن منح لقب مسلم لمن تشاء وتمنعه عمن تشاء فهذا لا يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بين ظهرانينا الآن. وقصصت له واقعة حدثت فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد وهو حب رسول الله ولولا نزول القرآن بنفى التبنى لكان هذا الشاب حفيد رسول الله.
والقصة تدور حول غزوة على عهد رسولنا الكريم كان فيها أسامة بن زيد ويأتى المشهد وفيه قتال شديد بين أسامة بن زيد واحد الكفار وتكون الغلبة من نصيب أسامة بن زيد الذى يفقده سيفه ثم يحاول أسامة أن يهوي بسيفه على الرجل فيقول الرجل ( لا إله إلا الله ) فيكمل أسامة بسيفه ليقتل الرجل وعند العودة للمدينة يصل ما حدث لرسولنا الكريم فيغضب صلى الله عليه وسلم كأن لم يغضب من قبل ويقول لأسامة بن زيد أقتلته بعد أن قال( لا إله إلا الله ) ؟ فيقول أسامة بن زيد أنه كان يدرأ عن نفسه الموت يا رسول الله، فيقول الرسول الكريم( هل شققت عن صدره أو عن قلبه) وظل يردد هل قتلته بعد أن قال لا اله إلا الله حتى قال أسامه بن زيد تمنيت أننى لم أسلم إلا هذا اليوم حتى تُمحى عنى. فهذا التصرف يا أخى الحبيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لأحد من بعده فرصة ليتأول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يحرف منهجه السليم فعليك يا أخى العزيز ألا تمنح لقب مسلم لمن تشاء وتنزعه عمن تشاء، ففى المجمل يا عزيزى نحن دعاة ولسنا قضاة وليس من حقنا يا أخى الحبيب أن نبحث فى ضمائر الناس ( استقيموا يرحمكم الله )