أماه

لم التعجل بالرحيل
دون وداع بلحظة هممتى به؟
والنوى نار بالفؤاد تجتثه
لم تطفئها العبرات
ولا عبرات من جاءوا فى مواساتى
أمى بعد أن كنت لى البسمة
بفقدك أصبحتى أنت مأساتى
أماه لم تركتينى بالحياة وحدى
لأحيا ولا أحيا ولا أعلم
بدونك كيف سأقضى عمرى الآتى؟
أماه ولم التعجل بالرحيل؟
يطالبوننى بعدك بالصبر الجميل
وكيف الصبر بفراقك
يا أمى يكون جميل؟
ونار الفؤاد أشواق
كلما مر الوقت تتأد
ألوذ منها إلى الذكرى
وكثير بالنوم أقتلها
لعلى بنومى يا أمى القاكى
وأحظى حينها بقبلة وعناق
أماه كيف أضحيتى لى ذكرى
وطيفا فى مناماتى
وصورة قضيت ليلى أناجيها
أحدثها ولا تحدثنى
وهذه المرة الأولى
التى لا تجيبننى فيها
ومصليتك كما وضعتيها تنتظرك
ومسبحتك التى بها
كم من تسبيحة سبحتيها
وأركان البيت مظلمة
فأنت وحدك بوجودك كنت تضيئيها
أماه..
لم تعجلتى الرحيل؟
رحمك الله يا أمى
فقد كنت ملاك الله على الأرض
قضيتى العمر تصلين جميع الخلق من حولك
وأن قطع بعضهم أواصر الود
وتعطينا درسا فى الوفاء
حتى لا نضحى عبيد لقمة العيش
ورغم ما فعلوه لم أجدك شاكية
فقد كنت يا أمى جمة الشيم
وطيب نفسك كان طيبها
ولم يشب صفاءها النقم
ووجهك البشوش الذى ظل
بعد أن فارقنى مبتسما
لم يعبس بوجههم يوما
أماه..
كم أحب خلقتى فما
أشبه قسائم وجهى بوجهك
ولكنى لست أنت
ولا يوجد بالكون مثلك