سأروى لكم اليوم قصة واقية عن امرأة حكيمة قد رأيتها أثناء حضورى لجنازة أحد معارفى. بينما كنت أقدم واجب العزاء شاهدت امرأة تنوح وتبكى بصوت مرتفع أشبه بالضجيج المزعج وقد قام زوجها بعدة محاولات لتهدئة وتسكين الوضع ولكنها لم تستجب له على الإطلاق وظلت تستمر فى الصراخ بشدة، ثم أتت سيدة أخرى قادمة من الخارج حاملة حقيبة يد وعندما رأت تلك السيدة التى تنوح ألقت حقيبة اليد بطريقة عشوائية دون النظر إن كان أحد واقفاً أم لا ثم قامت بالرد على النواح بضجيج ونواح يعلوه بمراحل وكان أشبه بالعراك، وظلت هاتين المرأتين تشجع إحداهما الأخرى لزيادة وارتفاع حدة الضجيج الذى قد صاحبه ألم شديد قد أزعج نفوس جميع المتواجدين بالمكان. ثم رأيت تلك المرأة الحكيمة والتى أعتبرها البطلة الحقيقية والتى كتبت عنها إنها قد تطيل عمرك وإذ بها قد دخلت فى هدوء بدموع صادقه ومحبه حقيقية ثم قامت باحتضان هاتين السيدتين لكى يعم الهدوء قليلاً كى لا يزيد الموقف خطورة وحدة. فقد أتت تلك المرأة لا لكى تزيد التعب على المتعبين، فالشخص المنفعل دائماً يحتاج إلى الشخص الحنون الذى يقف بجانبه ويحتوى انفعاله لا لمن يساعده على زيادة الانفعال، ولم يمضى الكثير من الوقت إلا وساد الهدوء على المكان لحضور طاقة من الحنان والاحتواء، وهى من قال الحكيم عنها امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ وكنوز العالم لا تساويها، فهى امرأة مسئولة وحنونة وقوية، ترفع من شأن رجلها لِتُشعره بأنها تاج جمال على رأسه لتحافظ على كرامته وهيبته أمام الجميع. هناك مثل إنجليزى يقول، إن المرأة الصالحة والصحة هما خير ثروة الرجل والتى قيل عنها أيضاً امرأتك مثل كرمة مثمرة فى جوانب بيتك تملأه بالحب والرعاية والحكمة والهدوء ما يجعلك تريد أن تفعل المزيد والمزيد من أجلها وأنت تعلم أنك مهما فعلت فلن تستطيع أن تفى حقها بالكامل. وأنتى يا سيدتى إن استطعتى القيام بتطبيق نظرية الحب والاحتواء مثلما فعلت تلك السيدة الفاضلة ستسعدى حتماً بالحياة الهانئة السعيدة وراحة البال فكلمات سر العلاقات الناجحة هى حب واهتمام واحتواء ورعاية، وحينها سيفضل زوجك أن لا يفارقك أبداً، فطبيعة الرجال هى محاولة الهروب من العلاقات السيئة والمزعجة للبحث عن علاقة أكثر راحة. اسعى لتمتلكى قلب حبيبك وزوجك بالحب إلى الأبد ولتصبحى أنتى السيدة التالية التى يبحث عنها الجميع، ليفوق ثمنك جواهر ولألئ كثيرة فى عيون كل من يراكى.