المناطق العشوائية لا تسبب المشكلات للحكومة ولا لسكانها فقط، بل أصبحت أخيراً تسبب المشكلات للمخرجين الذين يصورون أعمالهم بها، فقد واجه بعضهم صعوبات شديدة أثناء تحضيرهم لتصوير مسلسلاتهم، مما اضطر الكثير منهم إلى الهروب منها بتصوير أعمالهم داخل الاستوديوهات. يؤكد جمال عبد الحميد مخرج مسلسل "هيما .. أيام الضحك والدموع"، أنه واجهته مشكلة السيطرة على سكان منطقة الوراق التى يصور فيها المشاهد الخارجية لمسلسله، والتى صورها بالكامل بجوار شركة المياه، حيث تجمع سكان الحى حول مكان التصوير لمشاهدة بطل المسلسل أحمد رزق، مما جعله يفقد أعصابه وأصبح غير قادر على التركيز فى المشهد الذى يصوره، ولم تفلح كل محاولات المخرج لتهدئة الموقف، إلا بعد أن شرح الفنان أحمد رزق لأهل الوراق، أن هذا العمل يصور من أجلهم ويعرض مشاكلهم. تنبه معظم المخرجين لهذه المشاكل مبكراً، ولجأوا إلى تصوير أحداث مسلسلاتهم داخل بلاتوهات الاستوديوهات، ومنهم سامى محمد على مخرج مسلسل "بنت من الزمن ده"، حيث صور معظم مشاهد المسلسل داخل استوديو مصر، وقام مهندس الديكور ببناء ديكور لحى عشوائى، وبرغم تلك الاحتياطات للهروب من مشاكل التصوير الخارجى، مثل تجمع الجمهور حول مكان التصوير ومشكلة التصاريح للتصوير الخارجى، واجهت فريق عمل المسلسل أثناء التصوير، كارثة كادت تؤدى بحياة الممثل باسم السمرة، وذلك عندما كانت داليا تصور مشهد محاولة قتل باسم خلال أحداث المسلسل، وكانت تمسك سكيناً فى يديها ومن شدة اندماجها فى المشهد أصابت باسم فى ذراعه، مما أصابها هى أيضا بالفزع، ولم تهدأ إلا بعد أن تمت معالجة الجرح وتوقف النزيف. فضل المخرج مجدى أبو عميرة، بناء ديكور بمدينة الإنتاج الإعلامى شبيه بحى شبرا الشعبى، بدلاً من النزول إليه لتجنب المشاكل التى تحدث، وبعدها صور المخرج بعض المشاهد الخارجية داخل حارة استوديو الأهرام، حيث يرى أن الأحياء الموجودة داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، جعلته يستغنى عن اللجوء للتصوير الخارجى بمشاكله، فداخل المدينة أحياء شعبية متنوعة وتحل محل التصوير الخارجى.