يبدو أن سوريا أصبحت محط أنظار المنتجين المصريين لتصوير مسلسلاتهم هناك حيث يصل عدد المسلسلات التي تصور عددًا كبيرًا من مشاهدها هناك إلي 8 مسلسلات بالرغم من أن الأحداث التي تدور في إطارها هذه الأعمال لا تقع علي الأراضي السورية بل بعيدة كل البعد عنها المنتجون أرجعوا ذلك لعدة أسباب منها قلة التكاليف الإنتاجية هناك والطبيعة الجبلية التي تتمتع بها سوريا وتكون مناسبة لجو المسلسلات خاصة التاريخية بالإضافة لتعنت بعض الجهات في مصر في إصدار التصاريح للمناطق الأثرية مما جعل القائمين علي الدراما المصرية يتهافتون علي الذهاب إلي سوريا. من هذه المسلسلات «كليوباترا» بطولة «سولاف فواخرجي» وإخراج السوري وائل رمضان حيث تم تصور 40% من أحداثه هناك ما بين قلعة الحصن وقلعة الشمع وقلعة صلاح الدين وهو إنتاج مصري سوري. وهناك أيضًا مسلسل «شيخ العرب همام» الذي يقوم ببطولته يحيي الفخراني وصابرين وتأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسني صالح الذي اختار سوريا لتصوير المشاهد الخاصة بالمعارك والتي تتراوح ما بين 10 و15 مشهدًا معللاً ذلك بأن السوريين لديهم مهارة في هذا الجانب. و«كنت صديقًا لديان» بطولة السوري تيم الحسن وريم البارودي ويخرجه نادر جلال حيث يتم تصوير 90% من المشاهد الخارجية في سوريا والتي من المفترض أن تدور أحداثه ما بين فلسطين وإسرائيل وهو من إنتاج شركة «كنج توت» . وهناك أيضًا مسلسل «أنا القدس» للمخرج باسل الخطيب ويلعب بطولته فاروق الفيشاوي عبير صبري ويتم تصوير 90% من أحداثه هناك لنفس السبب السابق ومن المسلسلات التي تستعد للسفر لسوريا مسلسل «سقوط الخلافة» الذي يقوم ببطولته عباس النوري ومن تأليف يسري الجندي وإخراج محمد عزيزية وتنتجه شركة إيكوميديا كذلك مسلسل «شاهد إثبات» لجومانة مراد وجمال إسماعيل وإخراج محمد الرشيدي ومسلسل «فرح العمدة» لغادة عادل والمخرج أحمد صقر. أما مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» لأشرف عبدالباقي وريهام عبدالغفور فقد عاد مؤخرًا من سوريا بعد تصوير 20 مشهدًا هناك حيث أصر مخرجه أحمد فوزي علي تصوير المشاهد الخاصة بالمراكب الشراعية وعودة شقيق شهريار من السفر في مناطق سورية لم يفصح عنها وأكد أنه «لوكشن» اكتشاف ولم يتم التصوير فيه من قبل كما يصور حاليًا فريق عمل مسلسل «السائرون نيامًا» مشاهده في سوريا وهو إخراج محمد فاضل وبطولة فردوس عبدالحميد وعلي الحجار حيث يتم تصوير المشاهد الخارجية بالكامل في مناطق حمص ودمشق وحلب واللاذقية ويعود منتصف يوليو القادم لاستكمال الداخلي بمدينة الإنتاج الإعلامي وهو من إنتاج قطاع الإنتاج. وعن أسباب لجوء المنتجين لسوريا لتصوير مسلسلاتهم هناك يقول محمود شميس منتج مسلسل «كليوباترا» وجدت أن تكاليف الإنتاج هناك أقل بكثير من مصر خاصة المسلسلات التاريخية التي يندرج تحتها «كليوباترا» علي عكس التصوير داخل أي مكان تاريخي في مصر حيث يصل تكلفة اليوم الواحد هناك إلي 30 ألف جنيه علاوة علي تعنت بعض الجهات في استخراج التصاريح وقد تعاقدنا مع جهة منفذة في سوريا تتولي تسهيل الأمور الإنتاجية واستخراج التصاريح. ويضيف شميس أن السبب الرئيسي لاختيار سوريا كموقع تصوير هو السيناريو بالدرجة الأولي وليس رغبة المخرج وائل رمضان في التصوير هناك فأماكن مثل «اللاذقية» و«حمص» و«قلعة الشمع» مازالت محتفظة بطابعها التراثي ولم يظهر عليها تأثير التطور والحداثة. ويري أحمد الجابري منتج مسلسل «شيخ العرب همام» أن السوريين لديهم خبرة في تنفيذ المعارك والتعامل مع الخيول والمجاميع الكبيرة بشكل جيد بالإضافة أن المناطق الحقيقية التي دارت فيها الأحداث وهي صعيد مصر قد اختلفت في طبيعتها عن «300» سنة مضت وهي الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسلسل. ويضيف الجابري قائلاً: مازلنا حتي الآن في مرحلة التحضير حيث خاطبنا بعض الجهات هناك لبحث إمكانية توفير عدد ضخم من المجاميع والخيول التي يتطلبها المسلسل. ويؤكد عصام شعبان منتج مسلسل «كنت صديقًا لديان» أن 95% من أحداث العمل تدور ما بين فلسطين وتل أبيب ولم يجد أماكن قريبة في طبيعتها وجبالها وتناسب المسلسل إلا في سوريا. ويقول شعبان: لم ألجأ لسوريا لأن تكاليف الإنتاج هناك أرخص أو أن التصاريح أسهل ، علي العكس فالتصوير في أي بلد سواء في سوريا أو غيرها مرتفع جدًا لأننا عندما نتعاقد مع الفنانين والفنيين يكون التعاقد علي الإقامة الكاملة طوال مدة التصوير الخارجي في البلد الذي نسافر له لكن عندما يكون التصوير في مصر نتحمل فقط تكاليف التصوير وليس الإقامة الكاملة التي تكلف المنتج كثيرًا.