سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس البرلمان الأوروبى: لا توجد خطط لإرسال قوات برية إلى ليبيا.. ونتيجة الاستفتاء قد تعنى تنامى تأثير السلفيين والإخوان.. وثورتا مصر وتونس غيرتا العالم العربى.. ولا نفرض شيئا على المصريين
قال جيرى بوزيك رئيس البرلمان الأوروبى، إنه سعيد لتمكنه من زيارة مصر فى هذا التوقيت بصحبة وفد من البرلمان الأوروبى الذين يمثلون مختلف الأحزاب السياسية فى البرلمان، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده صباح اليوم. وأوضح أنه خاض العديد من المناقشات المثيرة للاهتمام مع ممثلى الأحزاب والحركات السياسية والمجتمع المدنى، وشباب الثورة، وأضاف أن توقيت الزيارة مهم، لأنه يأتى فى وقت انعقاد الاستفتاء على التعديلات الدستورية والذى يمثل وقتا مهما للقرارات التى ستتخذ بالنسبة لمصر. وحول آراء المحللين السياسيين التى ترى أن تصويت الأغلبية ب"نعم" يعد أحد المؤشرات على تنامى تأثير السلفيين والإخوان المسلمين على القاعدة العريضة من الشعب المصرى، قال "ربما يكون كلامك صحيحا، لكن يجب أن يكون القرار للشعب المصرى، وقد أعطى خيارا حرا فى الاستفتاء، والإقبال عليه كان جيدا، مما يعنى أنهم يتوقون لانتخابات حرة وديمقراطية، وكانوا ينتظرون الفرصة". وأضاف: من خبرتى، عادة فى بداية التغيير من الأفضل أن تكون التغيرات واسعة النطاق، فى بلدى، خضنا ما تمرون به الآن منذ 20 عاما، ومنذ البداية التغيرات كانت عميقة فى الدستور والقضاء والاقتصاد، وحققنا النجاح بعد بضع سنوات ما بين 4 إلى 5 سنوات بفضل هذه التغيرات العميقة، لكن فى النهاية كل شىء يجب أن يكون قراركم أنتم، ولا يجب أن يفرض أى شىء من الخارج". وأوضح، أنه التقى مواطنين فى ميدان التحرير، وأن ذلك اللقاء كان مهما، لأنه يعد انفتاحا للمجتمع المصرى على أوروبا، ويؤيد عملية بناء الثقة بين المجتمعات فى هذا الإطار. وقال بوزيك إنه التقى خلال زيارته عددا من القادة الدينيين فى مصر، كما يختتم زيارته بلقاء مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأضاف يوزيك: إن مصر تشهد تغييرات تاريخية، وأنه يأمل فى مواصلة التغييرات فى مصر، حيث إن التحول نحو الديمقراطية ليس أمرا سهلا، وكذلك التعامل مع اقتصاديات السوق الحر، ولكن المهم هنا بناء مؤسسات قوية واقتصاد قوى يوفر فرص عمل للشباب، مؤكدا "نحن لا نفرض شيئا على المصريين، ولكن أنتم تختارون، والاتحاد الأوروبى مستعد لمساعدتكم". وحول تطورات الأوضاع فى ليبيا، أكد بوزيك أنه ليس هناك أى خطط لإرسال قوات برية إلى ليبيا، وبالنسبة للغرض الرئيسى من فرض الحظر الجوى عليها، فهو وقف عمليات قتل القذافى لشعبه، مضيفا أن المجتمع الدولى يريد تفادى كارثة إنسانية، "هذا واجبنا كمجتمع دولى". وأضاف أنه خاض عددا من النقاشات حول هذا الأمر خلال زيارته، حيث يجب حماية الشعب الليبى، باعتبار تلك أكبر وظيفة يمكن للمجتمع الدولى الاضطلاع بها، مشيرا إلى أنه من الجيد أن الدول العربية والأوروبية تضع يدا فى يد وتتكاتف من أجل إيقاف القذافى عن قتل شعبه. وأشار بوزيك إلى أن البرلمان الأوروبى يدعم تطلعات شعوب المنطقة، وأوضح أن المفوضية الأوروبية قدمت اقتراحا لعقد الشراكات من أجل إحداث انتعاش اقتصادى، وأضاف: نسعى لتخفيض قيود التأشيرات، وأن نقوم بتوفير الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتشجيع الظروف المواتية للاستثمار، فهذا مهم لدول المنطقة، مضيفا: إن أحد المجالات الخاصة بذلك هى تشجيع إنتاج الطاقة الشمسية وتصديرها للدول الأوروبية. وأكد بوزيك إلى أن التعاون مع دول حوض البحر المتوسط ربما لم يحقق الكثير، ولكننا نريد تعزيز هذا التعاون وتعميقه، وتغيير منهج العمل، وأضاف، أن مصر وتونس كانتا رائدتين للتغييرات بالمنطقة، وقال "أنتم تغيرون العالم العربى، والاتحاد الأوروبى يتغير بفضلكم، ولا نريد أن نفرض عليكم شيئا، وجاهزيتكم مطلوبة لتعزيز التعاون". وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبى مستعدة لفتح أسواقها ومستعدون لزيادة التبادل التجارى بين الجانبين. وحول أوضاع حقوق الإنسان بعد الثورة، قال إنه التقى عددا من ممثلى منظمات المجتمع المدنى، وأنها تركز على قضايا حقوق الإنسان، لأن الديمقراطية والتغيير لابد أن يكونا مرتبطين بحقوق الإنسان فى العالم العربى. وفيما يتعلق بتعليقات عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية التى استنكر فيها الضربات الجوية لقوى التحالف، قال بوزيك إن هناك تفويضا قويا من مجلس الأمن للدول الأعضاء، وتلك الدول تتكاتف لمنع كارثة إنسانية، وأكد أنه أوضح ذلك جيدا خلال لقائه بموسى. وقال إن هناك بعض المشاكل التى تتعلق باسترداد أموال المسئولين المصريين من الدول الأوروبية، وأن يتم بحث القانون الدولى حاليا من أجل إيجاد حل لتلك المشاكل. من جانبه، قال ماريو دافيد أحد أعضاء الوفد البرلمانى الأوروبى، إن الوفد التقى ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين، وإنه من المثير للاهتمام الاستماع لآرائهم، مضيفا أنهم لم يأتوا للحكم على أحد، وأنهم سيقدمون تقريرا لبروكسل حول المنظور السياسى الحالى، مؤكدا أن أهم شىء الآن هو بناء مستقبل يسوده التسامح والديمقراطية والرخاء ويضم كل الفئات. وحول ما إذا كان هناك مخاوف لدى الاتحاد الأوروبى والتى كان يروج لها النظام السابق، قال إنه لا يريد مناقشة الوضع السابق لأن النظام السابق انتهى، والمهم هو البدء من جديد، مشيرا إلى أن رد فعله حول لقائه بالإخوان كان إيجابيا.