"أبو تريكة وفطوطة .. يا واد يا واد، أم سيد وستوتة .. يا واد يا واد"، بهذه الكلمات يروج جمال لبضاعته، يناديك لتشترى من أراجوزاته التى يطلق عليها أسماء مختلفة ويكتبها بخط واضح عليها، يحرك أحدها أمامك، "شوف الأراجوز بيتكلم .. قول فطوطة"، فتجد نفسك تقولها دون أن تقصد "فطوطة"، يخرج من الأراجوز الصوت الرفيع المميز له، وقبل أن تخرج من دهشتك يرفع أمامك أراجوزاً آخر باسم أبو تريكة، "قول أبو تريكة"، تقولها ليخرج الصوت المضحك المميز للأراجوز ولكن ب "أبو تريكة" هذه المرة، فتضحك من قلبك. ينتمى جمال إلى إحدى محافظات الصعيد، ويقف أمام قفص صغير تعلوه حقيبة بلاستيكية تحمل بضاعته بشارع 26 يوليو، ومن آن لآخر يرفع أحدها لينطلق الصوت عالياً فيجذب الانتباه له، "أبو تريكة .. بعرور .. سعد الصغير .. فطوطة"، كلها أسماء أراجوزاته بسيطة الصنع، لأنه هو الذى يقوم بتصنيعها فى بيته. لا تهتم بمظهر أراجوزاته البسيط، وتهم بدفع ثمنها 2 جنيه، كما ينطقها هو بصوت الأراجوز، يفاجئك بأن أراجوزه مجرد زمارة عادية، وأن الصوت صوته، ويخبرك بذلك لأنه لا ينصب على زبائنه، وإنما يجذب انتباههم فقط، أو "يشد الزبون" حسب تعبيره، أما الشراء أو عدمه فلا يهمه .. المهم أن تضحك من قلبك كما يقول. موهبة جمال فى تقليد صوت الأراجوز تجذب انتباه الجميع، فيتجمع حوله الأطفال والكبار ينظرون للأراجوز الذى يتكلم، قبل أن يكشف لهم الخدعة بنفسه، فتتعالى الضحكات من الجميع، جمال يقول "أنا مش نصاب، أكل العيش عايز كده .. بعرف أقلد الأراجوز، وبعمله على إيدى، بجيب "الكون" بكر الخيط المكون لجسم الأراجوز من المؤسسة، والأراجوز بجيبه لعبة، وبعمل طربوشه بورق الجرايد، وبقف هنا أبيع شويه، وأضحك شويه .. بضحك أكتر ما ببيع". "كنت شغال فى مطبعة وسبتها .. وأخدت فكرة الأراجوز من التلفزيون، وعايش منها والحمد لله" يقولها ويشرد للحظات، قبل أن يضيف "الشغل الحر أحسن بكتير، وكفاية إنى بشتغل فى رأس مالى أنا"، ويضحك من جديد تلك الضحكة التى لا تفارقه، طفل صغير يطلب منه أحد الأراجوزات "عاوز أبو تريكة"، فيقربه منه "قول أبو تريكة"، يقولها الطفل ويضحك، ويضحك معه والداه. تتركه بين زبائنه وتبتعد دون أن يفارقك صوته الرفيع "الأخنف"، وهو يغنى لبضاعته "أبو تريكة وفطوطة .. يا واد يا واد، أم سيد وستوتة .. يا واد يا واد".