تجددت المظاهرات الحاشدة فى مارسيليا، بالتزامن مع الإضراب الذى قام به العاملين فى السكك الحديد بعد إصرار الحكومة الفرنسية، على تفعيل الإصلاحات بالشركة المثقلة بالديون منذ تأميم السكك الحديدية فى فرنسا فى ثلاثينيات القرن الماضى. وشهدت فرنسا أمس الثلاثاء، شللا فى حركة القطارات بسبب إضراب العاملين فى الشركة الوطنية للسكك الحديدية (إس ان سى اق) المعارضين لإصلاحات الحكومة والذى بدأ بوتيرة يومين كل 5 أيام حتى آخر يونيو، وذلك بخلاف اضرابات أخرى تواجهها البلاد فى قطاعات النقل الجوى وجمع النفايات والطاقة والجامعات. ويقدر المسئولون بالشركة الوطنية الفرنسية الخسائر اليومية للإضراب ما بين 10 20 مليون يورو، فيما أعربت وزيرة المواصلات إليزابيت بورن عن أسفها لهذا الإضراب الذى لا يفهم المواطنون أسبابه لاسيما وأن الحكومة ليست بصدد خصخصة الشركة وأحرزت تقدما، فى حين أن النقابات لم تبادر من جانبها بتحريك الأمور، على حد تعبيرها. يأتى هذا الإضراب احتجاجا على مشروع إصلاح تقدمت به الحكومة لتقليص ديون الشركة الوطنية وجعلها أكثر تنافسية والذى يشمل عددا من التدابير أبرزها تعديل وضعهم الخاص الذى يوفر لهم ضمانة وظيفية مدى الحياة وامتيازات أخرى عديدة، ويعارض المضربون أيضا نظام المراسيم الذى تستخدمه الحكومة لتمرير الإصلاحات دون موافقة البرلمان. وكانت الشركة الفرنسية أعلنت أن عدد العاملين المشاركين فى الإضراب سيصل اليوم إلى 48 % وأن 77 % من سائقى القطارات سينضمون له. وتتوقع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية أن يكون ذلك أحد أكبر الإضرابات منذ سنوات مع إعلان موظف من كل اثنين تقريبا أنه سيشارك فيه، وذكرت الشركة أن خطوط نقل الركاب إلى باريس ستتضرر بشدة وإنه لن يعمل سوى خط واحد فقط من ثمانية خطوط للقطار فائق السرعة، ستواجه خدمات السكك الحديدية الدولية ارتباكا أيضا ولن تكون هناك قطارات بين فرنسا وسويسرا وإيطاليا واسبانيا. وأضافت الشركة إن قطارا واحدا فقط من كل ثلاثة قطارات إلى ألمانيا سيعمل فى حين أن خدمة يوروستار التى تربط بين لندنوباريس وبروكسل ستشغل ثلاثة قطارات من كل أربعة قطارات. يذكر أن آخر اضراب مماثل لنقابات السكك الحديدية يعود لعام 1995 حين أصيبت باريس بشلل تام واضطرت الحكومة آنذاك إلى أن تتراجع عن الإصلاحات إلا أن النقابات حاليا غير موحدة فى الرد على الإصلاحات التى يريدها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، كما أن استطلاع للرى أجرته مؤسسة (إيفوب) ونشر يوم الأحد الماضى أظهر أن أكثر من نصف الشعب الفرنسى يرى أن هذا الإضراب غير مبرر. تواصل الاحتجاجات فى فرنسا ضد اصلاحات ماكرون