يومان وتحل علينا مناسبة عظيمة ينتظرها العالم سنويا، هو يوم الوفاء للأمهات، فيه يحتفل الأبناء بأمهم تقديرا وعرفانا لها لما قدمته وتقدمه لهم، لرفعة شأنهم وتضحى بحياتها من أجلهم، تبذل كل ما بوسعها، لا تدخر جهدا أو تبخل بشئ عليهم منذ طفولتهم ليأتى وقت يتحملوا فيها مسئولية أنفسهم، حتى فقدت هى حياتها ومتاعها. الأم يأتى عيد الأم فى يوم 21 مارس من كل عام، ليذكر الشباب والفتيات الذين يغفلون عنها طوال العام سواء فى شغلهم أو دراستهم، والتى تحنو عليهم منذ الصغر من أجل راحتهم وتميز أولادها حتى كرمها الله وجعل رضائها عبادة، وحينما يشتد المرض بأحد أبنائها تبادر وتكون أول المستجيبين للنداء، فيكون رد الجميل عليهم تكريمها فى هذا اليوم. جانب من عملية زرع الكلية "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وتحت أقدام تلك السيدة المثالية أم محمد، وهى نموذج لإحدى الأمهات التى وهبت لنجلها أعظم ما تملك فى جسدها لتدب فيه الحياة من جديد وتنازلت عن إحدى كليتيها له، بعد إصابته بمرض الفشل الكلوى وتعثر حالته، ويتطلب علاجه مبالغ طائلة، وفضلت الأم عودته لطبيعته وتعافيه من المرض المزمن. الأم شيرين حلمى محمود تتحدث الأم، شيرين حلمى ببساطة لتعرب سعادتها ورضائها التام بالتبرع بإحدى كليتها لابنها، خاصة أنها كانت لا تتحمل النظر له وهو عاجز عن الحركة والكلام وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لها، خاصة أن محمد معروف بالنشاط، مضيفة أن حالتها الصحية طبيعية بكرم من الله، ولا تشعر بأى أعراض جانبية حتى الوقت الحالى، وأن تبرعها جاء بمثابة الحفاظ على حياتها وحياة ابنها معا. الشاب محمد جاد وأضافت: "أى أم فى موقفى كانت هتعمل كده، الأم بتدى مش بتاخد، واللى عملته أمر طبيعى، أهم حاجة أشوف ابنى يرجع لحياته وحالته الصحية تتحسن، عشان يقدر يواصل مستقبله". حبه للرياضة وانضمامه لأحد الفرق منذ صغره من جانبه، قال والد الشاب، أشرف محمد جاد، إن نجله يحب ممارسة الرياضة باعتباره طالبا بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط، مشيرا إلى أنه كان يتمتع بالحيوية والنشاط، لكن فى يوم 24 أكتوبر شعر بوعكة صحية ونوبة، بدأ وقتها تتدهور صحته عقب عودته من مباراة كرة قدم، وذهب مع والدته لعمل تحاليل طبية حتى أبلغوهم بإصابته بفشل كلوى حاد، مما أشعرهم بالصدمة خاصة أنه كان يمارس الرياضة والمسرح والكشافة. محمد مع أحد أصدقائه قبل الاشتراك فى إحدى المباريات وتابع:"تم حجزه فى المستشفى الجامعى بأسيوط، وأبلغهم الدكتور المختص بضرورة زرع كلى له، حتى لا يفقد حياته، ويضطر إلى غسيل كلى 3 أيام أسبوعيا طوال عمره، فكنت أنوى التبرع بكليتى إلا أن الدكتور رفض بسبب ظروف مرضى بالسكر". ممارسته رياضة الجرى وأوضح أن عملية زرع كلى مكلفة للغاية، فكانت زوجته "أم محمد"، مبادرة بالتبرع بكليتها لابنها، لافتا إلى أن صحتها بدأت تتحسن عقب خروجها من الرعاية المركزة، فى حين تم حجز نجله فى غرفة عزل حتى يتمثل للشفاء. محمد أشرف جاد مع أحد أصدقائه واشار إلى أن حالة نجله شهدت تحسنا ملحوظا تدريجيا بعد إجراء العملية التى تمت فى أواخر فبراير الماضى، وبوادر الاستجابة للعلاج جيدة، إلا أن حركته ستكون قليلة، بدون بذل أى مجهود وذلك بتوصيات من الطبيب المختص.