سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صور.. نور على تابنده.. صداع فى رأس الولى الفقيه.. زعيم فرقة الكنابادية الإيرانية يسحب البساط من تحت قدم المرشد.. ووكالات الحرس الثورى تتهمه بتحويل جماعته من الزهد إلى التسلح
منذ أن تقلد نور على تابندة، زعامة الطريقة الكونابادية الصوفية الشيعية الإيرانية، أصبح صداعا مزمنا فى رأس نظام الولى الفقيه الإيرانى، لاسيما مع قدرته على حشد أتباعه واستقطاب المزيد من المريدين فى السنوات الأخيرة، وشكلت تلك العلاقة المحتدمة بين المرشد الأعلى، على خامنئى، وتابنده، علامة على الصراع حول الزعامة الروحية فى البلاد، وتمثلت من خلال المظاهرات الأخيرة، التى قادها أتباع الأخير أمام مقر الحرس الثورى "الباسداران" فى وسط طهران. من هو نور على تابندة؟ ولد نور على تابندة يوم الجمعة الموافق (13 أكتوبر 1927) فى مدينة بيدخت، إحدى المدن التابعة، لكناباد، فى محافظة خراسان رضوى، وعندما أكمل تعليمه الأساسى ذهب إلى فرنسا وهناك درس الفلسفة والقانون، وفى زمن الشاه محمد رضا بهلوى عاد إلى إيران وتقلد منصب كبير القضاة فى العاصمة طهران.
مجذوب على شاه (نور على تابندة)
ووفقًا للمعلومات التى اطلعت عليها "اليوم السابع" فقد تقلد نور على تابندة، بعد نجاح الثورة، عددا من المناصب فى الحكومة منها، نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى، ومدير منظمة الحج ونائب وزير العدل، وكان أقرب معاونى رئيس الحكومة والسياسى الشهير مهدى بازركان. ويعد تابندة ابنا وحفيدا وأخا وعما لأربعة أقطاب (زعماء الحركة) قبله وقد عاصرهم جميعا، وكان غير معروف لكل من كانوا حول الفرقة أو العائلة، نظرًا لانزوائه عن الأعين وتفرغه لحلقات الذكر (الخانقاه) وتحصيل العلم. التحول الدرامى فى حياة نور على تابندة حدث فجأة بعد أن قامت قوات الباسيج باغتيال القطب، أو زعيم الفرقة، ابن أخيه، الذى كان يلقب ب"محبوب على شاه"، بضربة على الرأس، ولما أدخل إلى مستشفى منع عنه أهله وقامت السلطات بقتله عن طريق ثلاجة الموتى، ووقتها فوجئ الجميع أن القطب محبوب على شاه الذى كان يبلغ من العمر 49 عاما قد عين عمه السبعينى خليفة له. منذ ذلك الحين فى العام 1996 أصبح تابندة الذى لقبه أتباعه ب"مجذوب على شاه" علما على الفرقة التى يمتعض منها الولى الفقيه فى إيران، لقدرته على الحشد والتأثير فى جموع الناس، ولا أدل على ذلك من الأخبار التى أعلنتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية ذاتها، تلك التى تحدثت عن أن أعضاء الفرقة المتظاهرين أمام مقر الحرس الثورى فى حى الباسداران هم 100 فقط، لكنها بعد ذلك أعلنت القبض على 300 متظاهر، ما يعنى ببساطة أن هناك 200 معتقل ليسوا من أتباع تابندة.
من الشاه لخامنئى بعد أن تقلد تابندة زعامة الجماعة، اعتمد على تاريخها الحافل فى استقطاب الشخصيات الكبرى، ذلك أنه من الشخصيات المشهورة التى كانت منضوية معها، على رضا بهلوى، شقيق الشاه محمد رضا بهلوى، كما أن رأس سلسلة "نعمت الله كناباد" فى عهد الحكومة البهلوية، سلطان حسين تابندة، والمعروف أيضا ب"رضا على شاه" كان على علاقة وثيقة بالشاه نفسه.
نور على تابنده وسط أتباعه
ومن وقتها، مثل تهديدا بالغًا على الزعامة الدينية لآية الله على خامنئى، لأنه لا يريد من جماعة كائنة من كانت أو شخص كائنا من كان، أن يحصل على تأييد أى من المواطنين الإيرانيين حتى لو كانوا آلافا محدودة، على تصور أن هذا الحشد الملتف حول تابندة ينتقص من الزعامة الروحية لولاية الفقيه. لذلك عمدت الدولة إلى التنكيل به وبأتباعه وقامت بمصادرة ممتلكاته وممتلكات أخلص أتباعه تلك التى أوقفوها للإنفاق على نشاطات وحلقات الذكر الصامتة لأعضاء الجماعة، وقالت مصادر من الداخل الإيرانى ل"اليوم السابع" إن الباسيج صادر أرض مطار مدينة "لار" فضلًا عن مجموعة من الحدائق و14 هكتارا كانت ملكا للرجل الثانى فى الجماعة. وفى نهايات ديسمبر الماضى عندما اندلعت موجة الاحتجاجات فى البلاد، قام الباسيج بمحاصرة بيت القطب ومنعوا دخول المريدين لزيارته من دون إبداء أى أسباب؛ فصنعوا حالة من الغوغائية، سرعان ما أنكرها القطب، وقال: "إنكم يا مريدون لستم معنيين بحمايتى فالله يحمينى وإننى أستطيع أن أحمى نفسى".
اتهامات بالعسكرة وفى الأيام الأخيرة حاولت السلطات الإيرانية النيل من تابندة، بأن اتهمته بعسكرة حركته الصوفية، ونشرت وكالة تسنيم الذراع الإعلامية لمؤسسة الحرس الثورى تقريرا قالت فى افتتاحيته: "تدل التّحركات الأخيرة التى قام بها مناصرو نور على تابندة، أن هذه المجموعة قد تحوّلت من مجموعة متصوّفة إلى مجموعة سياسية وحتى إلى مجموعة مسلّحة".
تابندة
وأضافت الوكالة قائلة: "بنظرة إلى تاريخ هذه الفرقة التى قامت بأعمال عنف خلال الأيام الماضية فى العاصمة الإيرانيةطهران لأصبح بالإمكان القول إنّه لا يُمكن حسابهم على أساس أنّهم مجموعة درويشية وصوفية، فاليوم هذه المجموعة قد تحوّلت إلى مجموعة سياسية ومسلّحة إلى حدّ ما". وتابعت بالقول: "مجموعة دراويش نعمت اللهى غنابادى هى من مجموعات التّصوف التى أسسها نور الدين شاه نعمت الله ولى فى القرن الثّامن للهجرة، وأصبح يُطلق على أتباعه ب"نعمت اللهى" نسبة إليه، ولقد أُعطى هذا اللقب إلى كل شخص يعتقد بالعقيدة والمسار الصّوفى لهذه الشّخصيّة، وواحدة من المشاكل التى تُحدثها هذه المجموعة هى عدم التزامها بالأحكام الشّرعية إلى حدّ عدم قبول المجموعة الحالية بقيادة نور على تابندة وأتباعه بإقامة صلاة جماعة عادية". وأوضحت أنه فضلًا عن العقائد الخاصّة لهذه المجموعة، فقد انتهجت خلال الأيام الماضية سلوكا مخلّا بالأمن غير مقبول ولا يُمكن تصديقه، إلّا أن استخدام غطاء التّصوّف والدرويشية من أجل الوصول إلى أهداف سياسية لم تكن المحاولة الأولى من نوعها وسبقتها محاولات ماضية.