صدر مؤخراً الجزء السادس من كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة" للمؤرخ المصرى جمال الدين أبى المحاسن ابن تغرى بردى، وهو واحد من أهم الكتب التى تؤرخ للعصر الوسيط المصرى والعربى. ويخصص الجزء السادس صفحاته - التى تزيد على 450 صفحة من القطع الكبير - لتاريخ صلاح الدين الأيوبى ذى الأصل الكردى, ابتداء من استيلاء الأيوبيين على حكم "الديار المصرية"، ووصوله إلى سدة الحكم واحتلاله المنصب لمدة 22 عاماً متصلة. ويرصد الكتاب بالتفصيل وقائع الأحداث التى جرت كل عام، وتوسع السلطان الناصر صلاح الدين فى مد نفوذه، وضم الإمارات العربية المتاخمة فى المشرق العربى واحدة بعد أخرى ووقائع الصراع بينه وبين الصليبيين, وأمره بقتل "السهروردى" المتصوف الكبير وعودة الصليبيين إلى احتلال عكا وبعض المدن العربية فى أواخر أيامه ثم تولية أصغر أبنائه الملك العزيز عثمان على مصر بعد وفاة الناصر. ويرصد هذا الجزء وقائع سنوات ولاية العزيز - التى استمرت 6 سنوات - ثم ولاية المنصور محمد التى لم تستمر سوى عامين، ثم ولاية الملك العادل التى طالت إلى 19 سنة، ليخلفه الملك الكامل لمدة عشرين عاماً، تولى بعده الملك العادل لمدة عامين تلاه الملك الصالح نجم الدين أيوب لمدة عشر سنوات خلفه بعدها الملك المعظم توران شاه فالملكة شجرة الدر. ويعتبر كتاب "النجوم الزاهرة" بأجزائه الستة عشر، من أهم ما كتبه مؤرخو العصر المملوكى، وفقاً للنهج التأريخى فى ذلك الزمان الذى يرصد التاريخ السنوى حدثا بحدث وواقعة بعد واقعة سواء فيما يتعلق بالحكم السياسى فى قمة هرم السلطة أو أحوال نهر النيل أو أوضاع "الرعية" الاجتماعية.