احتضنت قلعة دمشق أضخم حفلاً فنياً قدمه الموسيقار اللبنانى زياد الرحبانى، الذى قدم مجموعة من أهم أعماله وأحدثها، منها ما قدم للمرة الأولى، وعزف زياد على البيانو إلى جانب أوركسترا ضخمة ضمت 50 عازفا بقيادة المايسترو الأرمينى كارين دورغاريان، وهى الأوركسترا التى رافقت السيدة فيروز فى حفلاتها فى بيت الدين منذ عام 2000، فكان تناغم عناصرها وأداؤهم الرفيع المستوى لأعمال الأخوين رحبانى وزياد فى العزف الحى أو فى الاستوديو، علامة مهمة فى مسيرة التعاون المتجدد بين فيروز وزياد. وتكمن خصوصية هذه الفعالية فى أنها المرة الأولى، التى يزور فيها الرحبانى الابن دمشق، الذى غادرها وهو فى سن 19 ليلتقى جمهوراً عريضاً انتظرە سنيناً، وعرفه من خلال مسرحياته وبرامجه الإذاعية، ومن خلال تأليفه وتلحينه أغانى شكلت منعطفاً فى مسيرة السيدة فيروز الفنية، بدايةً مع روائع قد يجهل بعضنا أنها من ألحانه، أمثال "سألونى الناس" و"قديش كان فى ناس" و"نطرونا كتير"، انتهاءً بألبوم "ولا كيف" الذى صدر عام2001 . كذلك كتب عدداً كبيراً من الافتتاحيات والمقطوعات الموسيقية والأغانى لعدد من الأصوات، من أهمها الراحل جوزيف صقر وسامى حواط وسلمى مصفى ولطيفة التونسية، هذا إلى جانب عدد من المسرحيات التى كان بطلها كتابةً وتلحيناً وتمثيلاً، يعتبر زياد بعطائه الفنى هذا من أهم المطورين فى الموسيقى العربية المعاصرة، وفى مفهوم الأغنية القصيرة وكلماتها. وكان لأعماله تأثير على عدد كبير من المؤلفين الشباب فى العالم العربى.