شهدت بلدة أبوزعبل التابعة لمدينة الخانكة، انتشار رائحة غاز سام بالمنطقة، مما أثار ذعر الأهالى بالمنطقة، خاصة أنه يوجد بالمنطقة مصنع أبوزعبل للأسمدة ومصنع الشبة وأكبر مدفن صحى فى القاهرة الكبرى، ويصدر عنهم غازات سامة يعانى منها المواطنون خاصة بعزبة شكرى بأبوزعبل. وتعتبر واقعة انتشار الغاز السام ليست الأولى، بل تعرضت المنطقة لحوادث مماثلة من قبل، حيث سبق وأن تعرض 4 من أبناء القرية للوفاة بعزبة الأبيض بمنطقة العكرشة بأبوزعبل لمجرد استنشاقهم لانبعاثات غازية. ويقول طلال ربيع نائب رئيس مدينة الخانكة ل"اليوم السابع"، إن انتشار رائحة غاز غامض كريهة ضربت كل أنحاء قرية أبوزعبل التابعة لمدينة الخانكة، مما أدى إلى عزوف الأهالى وكبار السن عن الخروج من منازلهم خوفاً من تعرضهم لأزمات صدرية بسبب تلك الرائحة غير المعلومة. وأضاف أن اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية أمر بتشكيل لجنة من البيئة والصحة تحت إشراف الدكتور حمدى الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، توجهت إلى قرية أبو زعبل للوقوف على أسباب الرائحة السامة ومعاينة مصنعى الشبة والسماد، كما تم إخطار فرع البيئة بالقاهرة ووزارة البيئة لبحث شكاوى أهالى أبو زعبل. وأوضح أن التقرير المبدئى للجنة المشكلة لبحث أزمة انتشار رائحة غريبة وغاز غامض بأجواء قرية أبو زعبل مركز الخانكة، رجحت أن السبب المبدئى هو حدوث تسرب خلال تشغيل وحقن الوحدة رقم 7 بمادة الكبريت الخام بمصنع أبوزعبل للأسمدة الذى يصنع منه "مياه النار" عالية التركيز، حيث تم الحقن بنسبة زيادة دون قصد، مما أدى إلى تحريرها بالجوفى . وأكد الدكتور حمدى الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إنه تم إعلان حالة الطوارئ بالمستشفى، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بعد انتشار رائحة غاز بقرية أبو زعبل حفاظا على صحة وسلامة الأهالى . وأشار إلى أنه تم تزويد المستشفيات القريبة من المنطقة بعدد من الأطباء وكميات من الأدوية والأسرة كاملة التجهيز، ليكونوا على أهبة الاستعداد فى حالة وجود أى إصابات. كما تم التنبيه على الأهالى بإغلاق المنافذ جيدا، وعدم خروج الأطفال، ووضع ماسكات طبية، وشرب سوائل بكثرة، وأخذ موسعات شعب هوائية، وأنه فى حال ظهور أى بوادر فقدان للوعى التوجه فورا لأقرب مستشفى، وفى حال مريض الحساسية بظهور أى أعراض عليه يتم إعطائه جلسات فلكورين مع أكسجين كموسعات للشعب الهوائية . وقال رضوان الزياتى عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص والعبور بمحافظة القليوبية، إنه تقدم ببيان عاجل للدكتور" على عبد العال" رئيس مجلس النواب وجهه لوزيرى البيئة، والصحة، حول واقعة انتشار رائحة غاز غامض بمنطقة أبوزعبل، مشيرا إلى إنه يرجح أن يكون السبب فى الواقعة هو السموم والأضرار التى يسببها مصنع الأسمدة والمواد الكيماوية بأبو زعبل، وشركة الشبة المصرية، ومنطقة العكرشة الصناعية وهى مصادر تلوث خطيرة بالمنطقة. وأشار الزياتى إلى أن المصانع المشار إليها يخرج منها انبعاثات خطرة من مواد كيماوية وخلافه، وذلك بالمخالفة لتعليمات وزارة البيئة فى تركيب فلاتر داخلية على أدخنة المصانع، إلا أن إدارة هذه المصانع تتهرب من تركيب الفلاتر لتمثيلها عبئاً عليها، فى ظل غياب متعمد لمفتشى وزارة البيئة الذين تركوا المواطنين والعاملين بتلك المصانع عرضة للموت. وتابع الزياتى أن هذه المصانع تمثل خطورة على صحة العاملين به، وصحة المواطنين المقيمين بجوار المصنع، مؤكداً أن أهالى منطقة أبو زعبل والقرى المحيطة بها يعانون من كم الأضرار والانبعاثات الخطرة التى تنتجها هذه المصانع، مما أصاب الكثير منهم بالأمراض الصدرية الخطيرة. كما أشار محمد صدقى هيكل عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة والخصوص والعبور بالقليوبية، إلى انتشار رائحة غاز غامض بمنطقة أبوزعبل هو السموم والأضرار التى يسببها مصنع الأسمدة والمواد الكيماوية بأبو زعبل، وشركة الشبة المصرية، مشيرا إلى أن تلك المصانع غاب عنها التفتيش البيئى وتركوا المواطنين عرضه للموت حتى وصل بهم الأمر لمنع سكرتير المحافظة من دخول مصنع الشبة لتغطيته على الإهمال البيئي، منوها أنه تقدم بيبان عاجل لرئيس مجلس النواب لفحص تلك الأزمة، مطالبا بنقل تلك المصانع التى تتسبب فى قتل المواطنين، لأنها لا تصلح أن تكون داخل كتلة سكنية. وتقول ميرفت محمد، أحد أهالى أبوزعبل، إنها تعانى من تلوث الهواء المخلوط بغازات ومخلفات المصانع السامة الموجودة بالمنطقة، وأن انتشار تلك الغاز السام جعل الأهالى حبيسى المنازل خشية من عواقب انتشاره. "حرام اللى بيحصل لينا ولأولادنا" بهذه الكلمات عبر أسامة على أحد الأهالى، عن معاناته هو وأطفاله بسبب تلوث الهواء من أثر مخلفات المصانع المحيطة بهم، مطالبا المسئولين بالنظر إلى الأهالى بعين الرحمة، فأولادنا تموت بالفشل الكلوى والأمراض الصدريه بسب الهواء الملوث. ويشير ياسر الدجوى من الأهالى، إلى أن التلوث ليس تأثيره فقط على الأهالى بل طال الأراضى الزراعية لقيام تلك المصانع بتصريف مخلفاتها من الكبريت بترعة الإسماعيلية، مما تسبب فى تدمير الأراضى الزراعية.
