عبر الفيديو كونفرانس.. الرئيس السيسي ونظيره الروسي يشهدان حدثًا تاريخيًا بمشروع الضبعة النووى اليوم    نادي القضاة: انتخابات النواب 2025 لم يشرف عليها القضاة وأعضاء النيابة العامة    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    أخبار مصر: حدث عالمي يشهده السيسي وبوتين اليوم، حفل جوائز الكاف، "مجلس دولي" غير مسبوق لغزة، هل يهدد "ماربورج" مصر    جبران يلتقي مدير «العمل الدولية» بجنيف ويؤكد التزام مصر بالتعاون    أسعار الفاكهة اليوم الاربعاء 19-11-2025 في قنا    طن عز بكام.... اسعار الحديد اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير الزراعة: حماية الرقعة الزراعية أولوية قصوى.. ولا تهاون في مواجهة التعديات    مع جورجينا وإيلون ماسك.. رونالدو يلتقط سيلفى فى البيت الأبيض    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 100 فلسطيني شمالي الخليل    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    أبرزها دولة فازت باللقب 4 مرات، المنتخبات المتأهلة إلى الملحق الأوروبي لكأس العالم 2026    طقس مستقر ومشمس في المنيا اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة    محكمة الاتحاد الأوروبي تعتزم إصدار حكمها بشأن وضع أمازون كمنصة كبيرة جدا    اليوم.. العرض الأول لفيلم "اليعسوب" بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تعزز جائحة الأمراض المزمنة    طريقة عمل كيكة البرتقال الهشة بدون مضرب، وصفة سهلة ونتيجة مضمونة    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    برنامج فعاليات وعروض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر تقارير المركزى للمحاسبات التى سلمها للنائب العام.. "نظيف" متورط فى إصدار شيكات علاج على نفقة الدولة بعيداً عن الرقابة.. و"الزراعة" تغاضت عن مخالفات عقود شركات الأراضى
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 02 - 2011

حصل "اليوم السابع" على نص تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات التى أرسلها إلى النائب العام، وتتعلق بقضايا الاستيلاء على أراضى الدولة، والعلاج على نفقة الدولة، وإهدار المال العام فى مشروع جراج رمسيس.
تضمن التقرير الأول الخاص بالعلاج على نفقة الدولة أن عددا من نواب مجلس الشعب ارتكبوا تجاوزات صارخة فى قضية إهدار المال العام باستغلالهم لتلك القرارات قرارات، وفى مقدمة هؤلاء شمس الدين أنور نائب البحيرة، وعمران مجاهد نائب دمياط، وسيد عزب نائب كفر شكر، ومحيى الزيدى نائب الصف، بالإضافة إلى النائبة جمالات رافع، والنائب أحمد عبد القادر، وتضمن التقرير ارتكاب بعض نواب الإخوان لمخالفات فى قرارات العلاج على نفقة الدولة ومنهم النائبان جمال حنفى ومجدى عاشور.
قال التقرير إن هذه القرارات صدرت لأشخاص بأعينهم على غير اللوائح والقوانين - وهو ما يمثل تجاوزًا خطيرًا ومجاملة للبعض على حساب قرارات العلاج المخصصة لعلاج الفقراء من المواطنين.
وانتقد التقرير صدور قرارات جماعية لعلاج العاملين بمجلس الوزراء، بالرغم من وجود صندوق للخدمات الطبية بالمجلس، وهو أمر يمثل خصمًا من الاعتمادات المخصصة لعلاج المواطنين وصل جملة ما تم حصره منها حوالى أربعة ملايين جنيه. كما أشار إلى أن صرف هذه المبالغ تم بدون مطالبة أصحابها بتقديم المستندات المؤيدة للصرف وشكك تقرير الجهاز المركزى فى صرف بعض المبالغ المخصصة لعلاج حالات مرضية محددة صادر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء، حيث أكد أنه يتم استخدام جانب كبير من قرارات العلاج لبعض الحالات المرضية بالمستشفيات الاستثمارية والخاصة وبنسبة تصل إلى 97% فى بعض الحالات فى صرف أدوية فقط، مما ينتفى معه الغرض من صدور قرارات العلاج على هذه المستشفيات.
وأكد التقرير قيام الجهات المعنية بصرف المبالغ الواردة ببعض قرارات العلاج الصادرة من رئيس الوزراء بشيك باسم المريض الصادر بشأنه قرار العلاج بعد تقديم فواتير شراء أذون من الصيدليات الخاصة، مما ترتب عليه عدم إحكام الرقابة على تنفيذ تلك القرارات.
كما انتقد التقرير صدور قرارات علاج بالداخل على بعض المستشفيات الاستثمارية والخاصة بتكاليف علاج عالية القيمة، وذلك على الرغم من توافر تلك الخدمات الصحية المقدمة لهم بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة بتكاليف أقل، وهو الأمر الذى أدى إلى تحميل موازنة الدولة فروق أسعار كان من الممكن تجنبها، وأشار التقرير إلى وجود تجاوزات خطيرة فيما يتعلق بتعديل جهة العلاج بالداخل والصادرة لمستشفيات حكومية وجامعية إلى مستشفيات استثمارية، وخاصة دون الحصول على موافقة رئيس مجلس الوزراء، حيث يتم التعديل من هيئة المستشارين بمجلس الوزراء مع عدم إرفاق أى موافقات من رئيس مجلس الوزراء على هذا التعديل.
وأضاف التقرير بعدم إعداد أى بيانات أو دراسات قبل إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، الأمر الذى أدى إلى زيادة نفقات العلاج بنسب وصلت فى بعض الأحيان إلى 100% من قيمة القرار الأصلى، وأكد أن التكلفة الإجمالية للمبالغ المنصرفة على قرارات العلاج على نفقة الدولة بالخارج خلال المدة من 1/7/2007 إلى 15/2/2010 بلغت أكثر من 60 مليون جنيه، منها أكثر من 47 مليون جنيه تخص قرارات علاج بالخارج صادرة من رئيس مجلس الوزراء، ونحو 13 مليون جنيه تخص وزير الصحة.
وقال التقرير إنه ثبت بالمستندات وجود مغالاة فى تكاليف السفر بالدرجة الأولى بالطائرة لبعض الصادر لهم قرارات علاج بالخارج مقارنة بذات الدرجة وذات خط السير، ومعاملة بعض المرضى معاملة الوزراء من حيث السفر بالدرجة الأولى وتحميل الموازنة قيمة بدل السفر وتذاكر الطيران بخلاف المعتمد بقرار العلاج دون الوقوف على أسباب ذلك.
أما بالنسبة لتجاوزات بعض أعضاء مجلسى الشعب والشورى فقد أشار التقرير إلى عدم الالتزام بالضوابط والإجراءات الخاصة بصدور قرارات العلاج على نفقة الدولة لصدورها بدون تقارير طبية ثلاثية لعدم اشتمال بعض الملفات الطبية على تقارير اللجان الثلاث التى تصدر من جهات العلاج التى تقوم بتشخيص الحالة المرضية.
وأكد عدم الالتزام بالقيمة المحددة لتكاليف العلاج، وذلك لتجاوز قيمته الواجبة والمحاسبة عليها فى بعض الحالات بفئات مغالٍ فيها، مما ترتب عليه تحميل بند علاج المواطنين بأعباء مالية دون مقتضى، وأشار إلى صدور قرارات علاج عبر بعض النواب بتكاليف متباينة، نظرا لاختلاف جهات العلاج الحكومية والخاصة، على الرغم من تشابه تشخيص الحالات المرضية الصادرة فى شأنها تلك القرارات، الأمر الذى يشير إلى عدم الالتزام بضوابط تلك القرارات، وأكد تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات على قيام المجالس الطبية المتخصصة بإصدار العديد من قرارات العلاج التى تتم لمعالجة أمراض العيون مثل زرع العدسات وترقيع القرنية وإصلاح الحول، وذلك بالمراكز الطبية بالمستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة وبتكاليف أقل، مما أدى إلى تحميل موازنة الصحة مبالغ دون مقتضى.
وتضمن التقرير موافقة المجالس الطبية المتخصصة على طلبات تعديل جهات العلاج لقرارات العلاج السابق صدورها بمستشفيات ومعاهد حكومية التى تتم المحاسبة فيها طبقًا لأسعار بروتوكول المجالس الطبية إلى مستشفيات خاصة دون بيان أسباب ومبررات التعديل، الأمر الذى أسهم فى زيادة تكاليف العلاج بالداخل.
وأشار إلى صدور قرارات علاج على نفقة الدولة لتصحيح الإبصار "بالليزك" والتى لم ترد ضمن بنود البروتوكول الخاص بالمجالس الطبية المتخصصة بتكلفة تتراوح بين ثلاثة آلاف جنيه واثنى عشر ألف جنيه للحالة الواحدة، مما أدى إلى تحمل بند العلاج على نفقة الدولة بأعباء مالية دون مبرر.
وأكد التقرير إلغاء المجالس الطبية المتخصصة خلال شهر فبراير 2010 العديد من قرارات العلاج بلغ ما أمكن حصره منها مبلغ مليون و738 ألفاً و102 جنيه، ويرجع تاريخ صدور تلك القرارات إلى أعوام 2007، 2008، 2009 دون الوقوف على أسباب ذلك فى هذا التوقيت، ودون بيان أسباب عدم استفادة المرضى الصادرة لهم تلك القرارات من الخدمة الطبية.
وأشار التقرير إلى صدور قرارات علاج على نفقة الدولة لبعض الشركات الخاصة لتركيب سماعات أذن ومستلزمات صوتية، على الرغم من توافر تلك الخدمات بمعهد السمع والكلام التابع للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.
وأكد التقرير قيام الوزارة بصرف قيمة قرار العلاج بشيك مسحوب باسم الحالة المرضية بعد تقديم فواتير شراء الأدوية، الأمر الذى ترتب عليه عدم إحكام الرقابة على تنفيذ تلك القرارات.
وأشار إلى التفاوت فى قيمة قرارات العلاج الصادرة لشراء أجهزة تعويضية، على الرغم من تماثلها نظرًا لاختلاف جهات العلاج الصادرة بشأنها تلك القرارات دون بيان أسباب ذلك.
ولفت التقرير إلى إصدار المجالس الطبية المتخصصة قرارات علاج بناء على تأشيرات أحد مسئولى المجالس بمبالغ إجمالية قدرها مليون و450 ألفا و91 جنيها خلال أربعة أشهر فقط من أول سبتمبر 2009 إلى 31 ديسمبر 2009، فضلا عن حصول صاحب هذه التأشيرات على عدة قرارات علاج على نفقة الدولة لعلاجه بالمراكز والمستشفيات الخاصة بمظلة علاجية، بالإضافة إلى عدم وجود الملفات الخاصة بتلك القرارات بأرشيف الوزارة أثناء الفحص.
كما كشف التقرير الصادر عن الجهاز المركزى للمحاسبات والخاص بقضية الاستيلاء على أراضى الدولة عن زيادة فى إجمالى الأرصدة المدينة المستحقة للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لدى الغير نتيجة بيع الأراضى، حيث بلغت الأرصدة المدينة 9 مليارات و421 مليون جنيه فى 30 يونيو 2007، مقابل نحو 8 مليارات و282 مليون جنيه فى نفس التاريخ عام 2006، بنسبة زيادة نحو 13.8%.
وأشار التقرير إلى أن حساب القروض مازال متضمنا نحو 320 مليونا و215 ألف جنيه قيمة ما تم سحبه من بنك الاستثمار القومى فى 30 يونيو 2002 لسداد ضريبة المبيعات على أعمال مقاولات تم إقرار سدادها من جانب المسئولين بالهيئة بشكل غير صحيح، وتحملت الهيئة نتيجة ذلك أعباء مالية بلغت 221 مليون جنيه حتى 30 يونيو 2007، ولفت التقرير إلى أن النيابة الإدارية تحقق فى الأمر، وجاء فى التقرير أنه بمراجعة مبيعات الأراضى التى تم استصلاحها وأعمال الاستصلاح للأراضى الجارى تنفيذها والتعديات على أراض ملك الهيئة خلال العام المالى 2006/2007 تبين قيام الهيئة ببيع معظم الأراضى على أساس البيع لعرض وحيد لكل قطعة. وأكد الجهاز فى تقريره أن لجنة البيع قبلت عروضاً من بعض الشركات لشراء مساحات من الأراضى بسداد قيمة التأمين الابتدائى بشيكات غير مقبولة الدفع، وأشار التقرير إلى أن الهيئة باعت وطرحت للبيع أراضٍِ قبل تنفيذ أعمال البنية الأساسية بها وتوفير المياه اللازمة لزراعة هذه الأرض، وذلك بمشروع قوتة وشمال بحر وهبى وشرق السويس. ولفت التقرير إلى أن الهيئة لم تفرض غرامات على الشركات التى تأخرت فى إنهاء الأعمال المكلفة بها فى مشروع شرق السويس. واتهم الجهاز الهيئة بإهدار استثمارات تم إنفاقها على تنفيذا أعمال لم تجنى الدولة منها فائدة.
وكشف تقرير آخر عن مخالفات وتجاوزات خطيرة تتعلق بالعقود المبرمة بين هيئة التعمير والتنمية الزراعية وبين بعض الشركات الخاصة ورجال الأعمال، موضحاً أن عدة شركات خالفت العقود وأنشأت منتجعات سكنية على مساحة كبيرة من الأراضى وتغيير نشاطها من زراعى إلى سكنى، حيث أكد التقرير أن هذه المنتجعات تستنزف خزان المياه الجوفية، وأشار إلى أن الفدان فى ملاعب الجولف المنتشرة فى المنتجعات يستهلك كمية مياه تكفى لرى 7 أفدنة من الزراعة الجادة، وركز التقرير على منتجع "السليمانية"، منتقداً إصرار مجلس الوزراء على الدفاع عن عقد الأرض، رغم ما يحمل من مخالفات لبعض البنود.
وأشار تقرير آخر فى نفس الصدد إلى أن مجلس إدارة هيئة التنمية الزراعية لم يتخذ قرارات بشأن الطلبات المقدمة لتقنين وضع اليد، وذلك نظراً لعدم اجتماع المجلس بصورة منتظمة، حيث لم يتم عقد اجتماعات لمجلس إدارة الهيئة خلال الفترة من 31 ديسمبر 2008 إلى 1 مايو 2010، الأمر الذى يؤدى إلى تأخر البت واتخاذ القرار فى كل ما يجب عرضه على مجلس إدارة الهيئة وعدم تنفيذ توصيات المجلس التنفيذى للهيئة.
وطالب الجهاز فى تقريره بضرورة إعادة النظر فى تشكيل مجلس إدارة الهيئة، مما يحقق تسيير أمور الهيئة للصالح العام، موضحاً أن الهيئة ظلت تعقد مجلس إدارتها وفقا للتشكيل القديم بالمخالفة للقرار الجمهورى لمدة ثلاثة اجتماعات هى الاجتماع السادس فى 25 مارس 2007، والاجتماع السابع بتاريخ 8 إبريل ، والاجتماع الثامن بتاريخ 6 مايو 2007، ولم تتبين أسباب انعقاد مجلس إدارة الهيئة لمدة ثلاثة اجتماعات بالتشكيل القديم الذى تم إلغاؤه بموجب القرار الجمهورى رقم 70 لسنة 2007، وما هو موقف القرارات التى اتخذت بالاجتماعات المشار إليها من بيع وتصرفات بالأراضى، وحالات التقنين لأراضى وضع اليد وما نفذ منها.
وذكر التقرير أن المادة الثالثة قررت تقدير الثمن بواسطة اللجان المختصة بالجهة ذات الولاية على الأراضى بالأسعار السائدة عام 2006، وهو ما يمثل فرق سعر كبيراً مع الأسعار الحالية فى 2010.
وأكد التقرير على أن سعر تقديرات اللجنة العليا لتثمين أراضى الدولة لبيع الفدان بمنطقة البستان بمحافظة البحيرة عام 2009 تراوح ما بين 80 و85 ألف جنيه للفدان، بينما بلغت تقديرات اللجنة لبيع الفدان عام 2006 ما بين 1300 جنيه و2000 جنيه، وفقا لبيانات الإدارة العامة للتحصيل بالهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية.
وأكد التقرير أن القانون أغفل تعويض التعدى على مجارى الرى والصرف والمخالفات المحررة له بهذا الخصوص، من جهات الاختصاص، وذلك فى حالة زراعة الأرض بالمخالفة، كما لم يتطرق إلى كيفية تحمل طالب التقنين المساهمة فى تكاليف نفقات تأهيل شبكات الرى والصرف فى حالة الاعتداد بوضع اليد، خاصة أن إعادة تأهيل شبكات الرى والصرف والمحطات سوف تتكلف مبالغ كبيرة تتحملها الدولة، وذلك فى حالة إقرار وزارة الموارد المائية والرى توافر المصدر المائى لهذه الشبكات المطلوب تعديلها فى حالة التقنين.
وأشار التقرير إلى أن المادة السادسة من القرار لم تحدد موقف ما قد يستجد من وضع اليد بعد الستة أشهر، حيث لا يعتد مطلقا لأى وضع يد بعد انتهاء فترة السماح المقررة فى القرار، وذلك للقضاء على ظاهرة التعدى على الأراضى المملوكة للدولة والتى يخشى من استمرارها دون ردع.
وحول الأراضى الخاضعة لولاية الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والمخصصة للاستصلاح والاستزراع قال التقرير إن قرار رئيس الجمهورية رقم 153 لسنة 2001 صدر بإنشاء المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة خارج الزمام "كردون المدن" وإعداد التخطيط العام لتنميتها ولاستخدامها فى إطار السياسة العامة للدولة، وإعداد خرائط استخدامات أراضى الدولة خارج الزمام فى جميع الأغراض، بعد التنسيق مع إحدى الجهات السيادية، كما صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 154 لسنة 2001، بشأن تحديد استخدامات أراضى الدولة حتى عام 2017، والذى قام بتخصيص مساحات موضحة الحدود والمعالم على خريطة توضح استخدامات أراضى الدولة حتى عام 2017 فى الأغراض والأنشطة الزراعية والصناعية والتعدينية والعمرانية والسياحية والبيئية وأنشطة النقل والكهرباء والطاقة وهيئة قناة السويس.
وأفاد التقرير بأن تلك المساحات متركزة فى عدد من المشروعات، على رأسها مساحة 50 ألف فدان بمشروعات جنوب وشمال الحسينية بمحافظة الشرقية تمثل نسبة حوالى 57.8% من مساحة المشروع البالغة حوالى 86.5 ألف فدان، وتمثل نسبة 44.9% من إجمالى مساحات التعديات على زمامات المشروعات والبالغة حوالى 111.3 ألف فدان، وكذلك مساحة 21.914 ألف فدان بمشروع جنوب بورسعيد وامتداده بمحافظة بورسعيد تمثل نسبة حوالى 49.4% من مساحة المشروع البالغة حوالى 44.320 ألف فدان، وتمثل نسبة حوالى 19.7% من إجمالى مساحة التعديات على زمامات المشروعات، وكذلك مساحة حوالى 9300 فدان بمشروع المراشدة الجديدة بمحافظة الفيوم، وتمثل نسبة 74.4% من مساحة المشروع البالغة 12500 فدان، علاوة على مساحة 7 آلاف فدان بمشروعات امتداد سهل جنوب بورسعيد بمحافظة بورسعيد، وتمثل نسبة 77.8% من إجمالى مساحة المشروع البالغة 9 آلاف فدان، بالإضافة إلى مساحة 6694 فداناً بمشروع وادى الصعايدة بمحافظة أسوان تمثل نسبة 23.9% من مساحة المشروع البالغة حوالى 28 ألف فدان.
وأشار التقرير إلى إجمالى تكلفة زمامات وضع اليد على أراضى الوزارة يبلغ نحو 799.4 مليون جنيه تقريبا تمثل قيمة ما قامت الدولة بإنفاقه على تلك المساحات من أعمال البنية القومية والأساسية والداخلية فى بعض المساحات حتى 30 يونيو 2009، بخلاف قيمة تلك الأراضى البور.
وشدد التقرير على أن تأخر إنهاء المشروعات التى تنفذها الهيئة ووزارة الموارد المائية وعدم التصرف فى أراضى تلك المشروعات من جانب الهيئة بصفتها جهاز الدولة المسئول عن التصرف فى تلك الأراضى أديا إلى انتشار التعديات على تلك الأراضى، مما تسبب فى تعطل الاستفادة من الاستثمارات التى تم إنفاقها على تلك المشروعات على مدار عدة سنوات، بالإضافة إلى قيام المتعدين بالتعدى على أعمال البنية الأساسية المنفذة، واعتراضهم على مسار التنفيذ فى بعض المشروعات التى يتم تنفيذها.
وأشار إلى أن التعديات شملت بعض المساحات التى سبق التصرف فيها بالبيع لمستثمرين ومنتفعين ولم يتمكنوا من تسلمها لوجود وضع اليد عليها، منها على سبيل المثال تعديات على مساحة 750 فداناً زمام ترعة عبد ربه حمادة بمشروع تنمية شمال سيناء التى تم تخصيصها لصغار المنتفعين الذين قاموا بسداد مقدم ثمن هذه الأراضى منذ عام 2000 ولم يتمكنوا من تسلمها حتى تاريخ المتابعة والفحص فى 30 يونيو الماضى، لعدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة فى هذا الشأن.
ورصد التقرير قيام عدد من المستثمرين والمنتفعين بمخالفة استغلال الأراضى المخصصة لهم فى غير أغراض الاستصلاح والاستزراع من خلال استغلالها فى نشاط المزارع السمكية بالمخالفة للقانون 143 لسنة 1981، بشأن الأراضى الصحراوية والقانون رقم 12 لسنة 1984 بشأن الرى والصرف بمشروع تنمية شمال سيناء "المرحلة الثانية لمشروع ترعة السلام" لزمام 400 ألف فدان، مشيراً إلى أنه تبين انتشار مساحات المزارع السمكية بمنطقة سهل الطينة، حيث بلغت حوالى 18.597 ألف فدان حتى 30 يونيو الماضى تمثل نسبة 54.8% من المساحات المخصصة للمستثمرين بتلك المنطقة والبالغة حوالى 33.922 ألف فدان، بالرغم من صدور قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضى رقم 175 لسنة 2008، والخاص بإزالة جميع التعديات أيا كان نوعها والواقعة على أراضى مشروع تنمية شمال سيناء لمساحة 400 ألف فدان، وما تبعه من صدور عدة قرارات إدارية لتفعيل القرار الوزارى المذكور، بالإضافة إلى صدور قرار مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية فى الاجتماع التاسع بتاريخ 24 ديسمبر 2008، بند 5/9 بفسخ عقود من خالف شروط التعاقد، وحول تلك المساحات للاستزراع السمكى وحتى تاريخ المتابعة والفحص فى يونيو الماضى لم يتم تفعيل ذلك القرار.
وأكد التقرير أن استخدام مياه الرى فى المزارع السمكية يعد إهداراً لتلك المياه، حيث بلغت قيمة تكلفة المياه المهدرة بالمزارع السمكية خلال 2009/2010 حوالى 260.859 مليون جنيه، وتم احتسابها بناء على تحديد قيمة الإهدار اليومى للفدان نتيجة الاستزراع السمكى ب38.43 جنيه × 18.597 ألف فدان تمثل مساحات المزارع السمكية × 365 يوما، وذلك وفقا لبيانات قطاع الموارد المائية والرى بشمال سيناء، هذا بخلاف ما تحملته الدولة فى إنشاء عناصر البنية القومية والأساسية بالمشروع، فضلا عما تسببه تلك المزارع من أضرار تتمثل فى تقليل كفاءة المصارف بالمنطقة وتقليل العمر الافتراضى لمحطات الطلمبات لزيادة ساعات التشغيل وإتلاف عناصر البنية الأساسية للرى والصرف بالمنطقة وتتطلب صيانتها اعتمادات مالية كبيرة.
وأشار التقرير إلى أن الدراسات السابقة أكدت على الآثار السلبية لإنشاء المزارع السمكية، ومنها تقرير الخبير الهولندى الذى تم تكليفه من قبل المجلس الاستشارى المصرى الهولندى بعمل دراسة عن ذلك الموضوع فى سبتمبر 2001، لعرضه على وزير الموارد المائية والرى، والذى أوضح أن الغمر المستمر للمياه العذبة فى المزارع السمكية فى الأراضى ذات التربة الثقيلة مثل منطقة سهل الطينة يدمر تركيبة التربة، ويجعلها تحتاج إلى إصلاح لسنوات طويلة حتى بعد إيقاف نشاط المزارع السمكية، مما يكلف الكثير من الوقت والمال.
وأشار التقرير إلى أن إجمالى المساحات بخطة الهيئة حتى 2017، يبلغ 1608.5 ألف فدان، فى حين تبلغ المساحات المنزرعة 986.6 ألف فدان، بالإضافة إلى 255 ألف فدان منزرعة على المياه الجوفية بمنطقة غرب الدلتا.
وبالنسبة لقضية جراج رمسيس كشف تقرير المركزى للمحاسبات عن إهدار حوالى 32 مليون جنيه على بناء جراج رمسيس متعدد الطوابق الذى تم هدمه قبل استكماله، وكشف عن إهدار مصاريف أخرى تحملتها الهيئة القومية للسكك الحديدية لتنفيذ أعمال الجراج، بالإضافة إلى تكاليف الهدم، وأوضح التقرير أنه بموجب مناقصة تم التعاقد بين الهيئة القومية للسكك الحديدية وشركة النيل العامة لإنشاء الطرق، على إنشاء الجراج متعدد الطوابق ويتكون من طابقين تحت سطح الأرض و6 طوابق أعلى سطح الأرض بقيمة إجمالية قدرها 32.9 مليون جنيه. وكشف التقرير أن إنشاء مبنى الجراج تم بعد دراسة متأنية وحصل على موافقة 10 جهات مسئولة هى محافظة القاهرة وجهاز هندسة وتخطيط المرور التابع لوزارة الداخلية وجهاز التفتيش الفنى على أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان وجهاز الدفاع المدنى والإطفاء وسلطة الطيران المدنى، بالإضافة إلى موافقة إدارة البيئة وهيئة الصرف الصحى، كما حصل على ترخيص صادر من حى عابدين ووثائق التأمين على البناء، وتقرير فنى صادر من إدارة البحوث بمصلحة الدفاع المدنى التابعة لوزارة الداخلية. وأكد تقرير جهاز المحاسبات أن تكلفة البناء بلغت 31.7 مليون جنيه حتى تاريخ إيقاف العمل وأشار الدكتور الملط إلى أنه من المنتظر أن يعرض التقرير على لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب لاستكمال دراسة الموضوع المعروض عليهم. وكانت العمليات الإنشائية للجراج قد بدأت فى 14 سبتمبر 2003 على مساحة 4 آلاف متر مربع وتم هدمه بعد أن دفعت تكاليفه هيئة السكك الحديدية التابعة لوزارة النقل. وفوجئ المسئولون بالوزارة بقرار الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بوقف الأعمال فى الجراج، وبعد أسابيع قليلة أصدر قرارًا بهدم طابقين من الجراج حتى يكون موازيا لسور كوبرى 6 أكتوبر، واستجاب مسئول السكك الحديدية، وبدأت الجهات المختصة فى إزالة الطابقين، وفجأة صدرت أوامر بهدم جميع الطوابق المقامة فوق سطح الأرض وعددها 6 طوابق مما أثار جدلاً حادًا فى مجلس الشعب حول المسئولية عن إهدار المال العام المتمثل فى تكاليف البناء والهدم رغم الدراسة المتأنية وموافقة عدد كبير من الجهات الحكومية. وبررت الحكومة قرار هدم الجراج بالحفاظ على الطابع الجمالى، وتعهدت بالبدء بعملية تطوير ميدان رمسيس وطرحه على أحد المكاتب الاستشارية لإعداد الدراسات الخاصة بالتطوير مع احتمال إنشاء سلالم كهربائية متحركة عليا لنقل المشاة إلى محطة سكك حديد مصر مباشرة، مما يتطلب هدم الجراج. وترجع قصة جراج رمسيس إلى عام 2003 عندما فكرت وزارة النقل فى إنشائه للقضاء على الاختناق المرورى فى ميدان رمسيس، واستيعاب السيارات التى تتكدس أمام محطة السكة الحديد وشوارع الميدان، وكان من المفترض أن يستوعب الجراج المنكوب حوالى 800 سيارة، على أن تبلغ التكلفة الإجمالية بعد افتتاحه 52 مليون جنيه منها المبلغ الذى تم إنفاقه على المرحلة الأولى التى تم هدمها بالكامل.
ومن المقرر أن يتم فحص تلك التقارير من خلال النيابة العامة على أن يتم تحديد المسئولية الجنائية فى تلك القضايا والمسئول عن عمليات إهدار المال العام المتعمدة التى شملتها التقارير لتقديمهم للمحاكمة ضمن عملية ملاحقة الفساد التى تبعت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وقالت مصادر مطلعة إن النائب العام قد استعجل اللجنة المشكلة لفحص هذه التقارير الثلاثة للانتهاء من أعمالها، ورجحت المصادر أنه من المقرر أن تنتهى اللجنة من أعمال الفحص للتقارير الاثنين المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.