كعادة المصريين المجتهدين عندما تأتيهم الفرصة لا يتوانون ويقتنصونها ليصلوا إلى أعلى المناصب القيادية بالشركات العالمية، كثيرا ما نسمع عنهم ولا نعلم المجهودات التى بذلوها حتى حصلوا على مكافأتهم الخاصة بتتويجهم وتكريمهم فى بلاد "العم سام". "اليوم السابع"، التقى فى جولته داخل مصنع شركة "بوينج" العالمية بمدينة سياتل الأمريكية بطل هذا القصة "المهندس طارق محمود"، مدير الهندسة التحليلية بالشركة، هكذا عرفنا عليه داخل المصنع الذى يعمل به 35 ألف عامل من جنسيات مختلفة، تخيلته حينها أنه طائر مصرى يحلق فى سماء بوينج، الشركة الأكبر والأضخم عالمية فى صناعة الطيران، والتى تجوب الآلاف من طائراته يوميا فى سماء العالم، هذا المهندس المصرى هو الذى يعمل على سلامة هذه الطائرات وتصميم الأجنحة والعمل على انخفاض استهلاك الطائرات للوقود، بالإضافة إلى دراساته ومعادلاته المختلفة التى تعمل على تحمل الطائرة لقوى الضغط التى تواجهها أثناء رحلة الطائرة وعملية الإقلاع والهبوط، وهو تخصص غاية فى التعقيد، ولكن أبناؤنا عودونا دائما على الإبداع عندما تتاح لهم الفرصة.
وكان لنا حديث مع المهندس طارق الذى أكد أن سر النجاح هو التطلع إلى الهدف والعمل على تحقيقه، مشيرا إلى أنه غادر القاهرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما كان عمرة 18 عاما لدراسة هندسة الطائرات بتشجيع من شقيق والدته اللواء حسن دربالة، وحصل على بكالوريوس هندسة الطيران من جامعة "أمبرى ريدل" عام 1996 ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة واشنطن عام 2006.
وعن عمله بالشركة العالمية "بوينج" أكد أنه بدأ عمله فى شركة بوينج عام 2000 كمهندس على طراز بوينج 737 وفِى عام 2010 ترقى إلى درجة مدير تصميم الأجنحة للطائرات 787، بعد مساهمته فى إضافة مزايا جديدة لطائرة الأحلام من بينها توفير الوقود بنسبة 20٪، ثم واصل رحلة النجاح حيث ترقى فى عام 2012 إلى منصب مدير المحركات بطراز 787، ثم فى عام 2014 أصبح مدير التصميمات والهندسة التحليلية لكل طرازات البوينج، وحصل العام الماضى على جائزة أفضل مدير لفريق هندسى وفنى بشركة بوينج.
وأكد طارق، أن مدينة سياتل مليئة بالكفاءات المصرية فى كافة المجالات ومن بينها الهندسة والكمبيوتر، لافتا إلى أن مدينة سياتل يوجد بها قرابة ال"10" آلاف مصرى منهم 3000 مهندس يشغلون مناصب هامة فى شركاتهم.